درس دلشاد الموسيقى مبكراً في بغداد، ثم أصبح عضواً في فرقة الإذاعة والتّلفزيون الموسيقيّة العراقيّة، إلى أن التحق بالفرقة السّيمفونيّة الوطنيّة العراقيّة، ثم سافر إلى بريطانيا ليكمل دراسته الجامعيّة فيها، وبعد ذلك انتقل للعمل والحياة في النّمسا، حيث يعمل عازف كمان أوّل في إحدى الفرق الموسيقيّة هناك، وله الكثير من الألبومات الموسيقية الهامة.


لقد تعلّم على أكثر من آلة للعزف، إلاّ أنّه عشق العزف على آلة الكمان التي غدتْ صديقته الأبديّة التي ترافقه أنّى ارتحل، واشتهر بقدرته على العزف عليها بطرق نادرة لا يتقنها غيره من عازفي الكمان.

نال شهرة عريضة منذ أسّس فرقة دهوك الموسيقيّة عام 1979 التي فازت مرتين بالمركز الأوّل في مهرجان الموسيقى العراقيّة، ثمّ أُشتهر أكثر عندما قام بإعادة توزيعه لأغنية " هه ى نركَس نركَس"، وتوالتْ نجاحاته، وطار نجمه إلى أن ألّف العديد من المؤلّفات الموسيقيّة، وقدّم العديد من الحفلات الموسيقيّة في معظم الدّول الأوروبيّة، وقام بالتّوزيع الموسيقيّ لكبار المطربين الكرد، أمثال كُلستان، وشفان برور، وشهرفان، وآخرين. ومن مؤلّفاته الموسيقيّة الشّهيرة: "الرّاعي"، و"الجنائن المعلّقة".


من هو دلشاد محمد سعيد العازف الشّهير؟

 أنا باختصار شديد دلشاد سعيد المولود في كردستان العراق.


حدثنا عن دلشاد الإنسان. ماذا يكره؟ ماذا يحبّ؟ ممّا يخاف؟ بماذا يحلم؟

دلشاد الإنسان يكره: القهر والظّلم والجوع والاستغلال.
ويحبّ: الازدهار والعدالة للبشرية جمعاء.
ويخشى: الله.
ويحلم: باليوم الذي تعيش الإنسانيّة في سلام دون حروب أو معاناة.


ما هي مكونات عبقريتك الموسيقيّة؟

- أعتقد أنّ قدراتي الموسيقيّة تحتاج إلى الموهبة، والأجواء المناسبة .


ماذا تعني لكَ الأمور التّالية:

الموسيقى الكرديّة: الملهم لي.

الموسيقى الغربيّة: المتعة والقواعد الرّئيسيّة.

أغنية نرجس نرجس: النّجاح.

الحبّ: سبب الحياة.

السّعادة: هدفنا.

المرأة: لا حياة دونها.

الوطن: الهويّة.

العدالة: الحقّ الأساسيّ للبشريّة.


عندكَ اتّجاه لخلط الموسيقى الكرديّة بالغربيّة. ما الذي دفعكَ إلى هذا الاتّجاه؟ وهل نجحتَ في هذا التّحدّي؟

منذ كان عمري خمس عشرة سنة، ثم عندما كنتُ في معهد الفنّون الجميلة، وأنا أسعى إلى هذا الهدف؛ فقد كنتُ معجباً بإنجازات الموسيقى الغربيّة، إلى جانب معرفتي للموسيقى الكرديّة، الأمر الذي حفّزني على دمج هذه الأنواع الغربيّة مع الكرديّة بغية الوصول إلى بناء جسر بين الشّرق والغرب عبر الموسيقى. وقد استطعتُ أن أحقّق هذا الهدف الكبير في كثير من موسيقاي التي قدّمت نمطاً جديداً من الموسيقى.


أين يجد دلشاد نفسه؟

أجد نفسي في بداية طريق الموسيقى؛ ولذلك عليّ إنجاز الكثير من العمل والإنجازات التي أخطّط لها.


ماهي أحلامكَ الموسيقيّة؟

- أحلامي هي: الانتهاء من دراسة الدكتوراه الخاصّة بي، (نال الآن شهادة الدكتوراه) والانتهاء من ألبومي الموسيقيّ الجديد، وإنشاء أكاديميّة للموسيقى في مدينة دهوك.

ما رأيكَ بواقع الموسيقى العراقيّة في الوقت الحاضر؟

-تأثّرت الموسيقى العراقيّة سلباً في الوقت الحاضر بسبب الحالة السّياسيّة غير المستقرّة في العراق. ولكنّني أجزم بأنّ الموسيقى العراقيّة سوف تستطيع أن تتجاوز هذه المحنة في القريب.


كيف ترى مستقبل الموسيقى الكرديّة؟

الموسيقى الكرديّة تنمو باستمرار بسبب الجهود الفرديّة في هذا الشّأن، ولكن على الموسيقيين أن يبذلوا المزيد من الجهد في سبيل ارتقائها أكثر.


كيف يستقبل الغربيون الموسيقى الشّرقية عامّة والكرديّة بشكل خاصّ؟

الموسيقى الشّرقيّة بشكل عامّ غريبة على المستمع الغربيّ، ولكن عندما تقدّم بشكل جميل يحافظ على أصالتها لاسيما الموسيقى الكرديّة، فإنّها تصبح أقرب إلى نفس المستمع وأكثر إمتاعاً له، وذلك دون تغيير أو تشويه سماتها الموسيقيّة الأصيلة.


بماذا تمتاز الموسيقى الكرديّة عن غيرها من الموسيقى؟

الموسيقى الكرديّة غنية جدّاً، بل هي ثروة النّاس، ولها علاقات تشابه مع الموسيقى في الدّول المجاورة لها، ولكنّ على الرّغم من ذلك لها طابعها الخاصّ جدّاً، والمميّز جدّاً.


بماذا يمتاز دلشاد العازف عن غيره من العازفين؟

أنا حريص على أن لا أكون مقلّداً لأحد، وأن يكون لي طريقتي الخاصّة في التّكوين والأداء.


استطاع دلشاد أن يصل إلى العالميّة. فكيف حقّق ذلك؟

من خلال العمل الجادّ، وعدم التّقليد، والبحث عن رسم هويّة موسيقية خاصّة، ومحاولة بناء شكل جديد من الموسيقى التي تدمج الموسيقى الغربيّة بالموسيقى الكرديّة.


هل هناك مؤسّسة تدعم دلشاد بشكل رسميّ؟ أم جهوده فرديّة وذاتيّة؟

أنا أعتمد على الجهد الذّاتي الفرديّ دون الحصول على أيّ دعم من أيّ جهة كانت.


يعاني المبدعون عادة من عدم الاهتمام بدعمهم بشكل حقيقيّ. فهل يعاني دلشاد من ذلك؟

على الرّغم من عدم حصولي على دعم حقيقيّ وكاف إلاّ أنّني لا أشعر بالمعاناة.


ماذا يقول دلشاد بعزفه؟ وبماذا يتغنّى؟

أحاول دائماً أن أعكس في موسيقاي جمال طبيعة بلدي التي كانت مصدراً مهماً لإلهامي في موسيقاي.


أين هي المرأة والحبّ والوطن والإنسان في موسيقاك؟

هي موجودة في موسيقاي كلّها، دونها لا موسيقى أو جمال أو سعادة أو حياة، بل هي الحياة.


بماذا يفكّر دلشاد عندما يمسك كمانه، ويعزف به؟

ذلك يعتمد على قطعة الموسيقى التي أعزفها.


أين وصلتَ في مشروعكَ لفتح أكاديمية موسيقيَة في دهوك؟ ولماذا اخترتَ دهوك بشكل خاصّ لتنفيذ مشروعكَ فيها؟

للأسف مشروعي في حالة جمود، وقد اخترتُ مدينة دهوك؛ لأنّها مدينتي، ولأنهّا مركز للتّراث الموسيقيّ الكرديّ، ولأنّهم في حاجة إلى المزيد من الدّعم الموسيقيّ لاسيما في الوقت الحاضر.


هناك الكثير من القنوات العربيّة والكرديّة التي تستخدم موسيقاكَ دون إذنكَ. فماذا تقول عن ذلك؟

لا مانع عندي في ذلك، ولكن ما أرفضه أن لا يُذكر اسمي على موسيقاي، أو يضع أحدهم اسمه بدلاً من اسمي على المقطوعة.


ما هي آخر إنتاجاتكَ الموسيقيّة؟

عزفتُ مع الأوركسترا السّيمفونيّة في بلغراد وصربيا، كما أنا في صدد إصدار ألبوم جديد.


ماهي معزوفتكَ الشّخصيّة التي تفضّلها على كلّ ما أنتجتَ؟ ولماذا تفضّلها؟

الحقّيقة لا أفضّل أيّ عمل على آخر.


كيف تجد تفاعل الجمهور العراقيّ لاسيما الكرديّ مع معزوفاتك؟

إيجابيّ جدّاً.


هل تؤمن بأنّ الموسيقى هي لغة العالم؟

- بكلّ تأكيد.


هل تعتقد أنّه من الواجب أن تبدأ المدارس في الشّرق بتدريس الموسيقى بشكل منهجيّ في المدارس؟

طبعاً، هذا أمر لاشكّ في أهميّته.


هل الموسيقى قادرة على توحيد العالم؟

بشكل ما هي من أفضل الطّرق لتوحيد العالم.

د.سناء شعلان مع الموسيقار دلشاد محمد سعيد


كلمة أخيرة يقولها دلشاد لجمهوره ولمحبّيه؟

 أتمنى أن يستطيع كلّ محبّي موسيقاي أن يسمعوها مباشرة منّي على المسرح لا عبر الأقراص المدمجة، أو عبر أشرطة الفيديو، أو أيّ من وسائل الإعلام الأخرى غير المباشرة.

-----------------------

هذا الحوار جزء من كتاب للأديبة الدكتورة سناء الشعلان يحمل عنوان " لقاءات حوارية ... لقاءات مع مبدعين عالميين"، وهو الكتاب الثالث في سلسلة حوارات إبداعية وفكرية تنشرها الشعلان على التوالي، حيث يقع في 188 صفحة من القطع الكبير وهو صادر عن دار أمواج للنشر والتوزيع.



مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية