عندما يقرر البعض بدء مشاريعهم الخاصة، فإنهم يفكرون في ترك الوظيفة، بالرغم من أن هذه الخطوة تكون محفوفة بالمخاطر، فقد يواجهون في البداية قدراً كبيراً من التوتر والصعوبات.

ويحكي روبرت كيوساكي، صاحب الكتاب ذائع الصيت «الأب الغني والأب الفقير»: «عندما كنت شاباً، في أيام ما قبل الإنترنت، لم يكن هناك طُرق كثيرة لبدء مشروع خاص من دون ترك الوظيفة. فقد كانت معظم الأعمال إمّا بدوام كامل، أو لا شيء على الإطلاق. وكلّ هذا تغيّر الآن، فقد منحت التكنولوجيا ميزة كبيرة للموظفين وأصحاب الدوام، وأصبح بإمكانهم بدء مشاريعهم الخاصة كعمل جانبي من دون ترك الوظيفة الأساسية التي تمنحهم دخلاً جيداً».

وغياب أفكار مشاريع صغيرة تصلح لأن تكون عملاً جانبياً ولا تمنع من الحفاظ على الوظيفة الأساسية، هو التحدي الأكبر الذي يواجهه كلّ من يرغب في امتلاك مشروع جانبي يكون بمثابة دخل إضافي.

ويقترح روبرت كيوساكي 7 طرق يمكن أن تبدأ بها مشروعك من دون ترك وظيفتك:

1 ركّز على المُنتج وليس الخدمات

إن أول فكرة تخطر على بال الموظف هي استغلال المهارات التي يستخدمها في عالم الأعمال، وتقديمها كخدمة استشارية لبناء عمل يركز على الاستشارة. إن مشكلة أعمال الاستشارة، خاصة لو كانت عملاً جانبياً، هي أنّك لا تملك عملاً خاصاً، بل تملك وظيفة. إن الخدمات هي مجال أعمال صعب لأنّك يجب أن تبيع وقتك فيها. فإذا لم تعمل، لن تكسب أي نقود، وأنت عندما تحتفظ بوظيفتك الأساسية بدوام كامل، فإنّ تقديم خدمة استشارية جانبية معها سيؤدي لانهيارك في النهاية.

وبدلاً من بيع الخدمات، اكتشف طريقة لخلق مُنتَج. ولو كنت ستقدم خدمة استشارة، فاجمع دورة، أو مقرراً يمكنك بيعه، ولو كنت كاتباً، ألّف كُتباً يمكنك بيعها. إن العديد من المؤلفين يبيعون كتبهم على «أمازون» ككتب إلكترونية مقابل دولار واحد للنسخة، ويحققون دخلاً حتى أثناء نومهم. إن التفكير في الخدمات التي يمكنك تقديمها، وإيجاد المُنتَج فيها لهو أمر في منتهى الذكاء والإبداع. ولو فعلت هذا، ستحقق أرباحاً حتى لو لم تكن تعمل. حقّاً إنها فكرة متميزة ومفيدة.

2 لا تقم بكل شيء بمفردك

يسعى الكثير ممن يملكون عملاً أو مشروعاً جانبياً إلى القيام بكل العمل بأنفسهم، ولكن سيكون من الأفضل أن تجد شخصاً محترفاً في مجال عملك، أو حتى موظفاً، أو اثنين، يمكنهما العمل معك بحيث تقضي الجزء المهم من وقتك في إدارة العمل وتنميته بشكل أفضل.

3 استغل التكنولوجيا

النقطة الأخيرة، هي أن هناك وسائل تكنولوجية عدة يمكن أن تساعدك على تقليل وقت العديد من المهام التي كانت تستغرق ساعات طويلة سابقاً، وإنهائها في ثوان أو دقائق قليلة فقط. قم بإجراء البحوث واستغلال برامج إدارة خدمة عملاء، وبرامج أتمتة التسويق، لإرسال رسائل بريدك الإلكتروني آلياً، واستخدم برامج إدارية مثل «كويك بوكس»، الذي يمكنك استخدامه عبر هاتفك الذكي، لتتبع النفقات والدخل أثناء تنقلك. استخدم خدمة مثل «شوبوكس» لإجراء مسح لمستنداتك المهمة وإتاحة إمكانية البحث فيها.

استخدام برنامج إدارة مشاريع لمساعدتك على إدارة فريق العمل الخاص بك. إن فرص استغلال التكنولوجيا لا نهائية.

ولا تقلق، سيأتي وقت ستضطر فيه للاستقالة من وظيفتك لو اتبعت النصائح المذكورة أعلاه. لأنّك ستكون بدأت بداية ممتازة بالفعل، إذاً، بإمكانك الآن البدء ببناء عملك الخاص بجانب عملك الأساسي. ابدأ اليوم، وستكون عظيماً غداً.

4 حوِّل هوايتك إلى عمل

يستغرق بدء مشروع جديد الكثير من الوقت، لذا من الأفضل أن تقوم بشيء تستمتع به منذ البداية. فكّر في الطريقة التي تقضي بها وقت فراغك، ما هو الشيء الذي تشعر بشغف حقيقي تجاهه؟ ربما كنت تشعر بالشغف تجاه الطبخ مثلاً. جدِ الآن طريقة لربح المال من الطبخ. إذا كنت تهوى الصيد، افتح محلاً لأدواته، وإذا كنت قارئاً نهماً وتعشق الكتابة ألّف كتاباً، أو حوِّل حبك للحلوى إلى حب لصناعة الحلوى. وظّف فنك لخدمة عملك، فالأعمال العملاقة هي التي يتزاوج فيها كلّ من الفن والعلم والهواية. ابحث عن الأشياء التي تحبها واكتشف طريقة لربح المال منها. ولن تشعر بأنك تؤدي عملاً حتى حينها.

5 تكوين فريق عمل متميّز

إن الكثير من أصحاب الأعمال والمشاريع الجانبية بخلاء، فهم يحاولون توفير المال في أشياء مثل المحاسبة والشؤون القانونية، ولكن نظراً لكونهم غير مدربين على هذه الأمور، ينتهي بهم الحال وقد تحملوا كلفة أكبر على المدى الطويل، سواء كلفة في الوقت، أو كلفة الفرص الضائعة، أو الرسوم الضريبية. اجمع فريقاً متميزاً ليعمل معك.

ولو اقتضى الأمر عيّن محاسباً عاماً مُعتمداً جيداً، ومحامياً جيداً. ولو كنت تستثمر في العقارات، اعمل مع سمسار محترف وناجح وحَسَن السُمعة، وركز على ما يمكنك القيام به بأفضل شكل، واترك الآخرين يقومون بالباقي.

6 اضبط جدولك الزمني

كيف أبدا مشروعي وأنا أعمل بدوام كامل؟ هذا من الأعذار الشائعة لعدم بدء بعض الناس لعملهم الخاص. لكن لو راجع معظم الناس الطريقة التي يقضون وقتهم بها، سيرون أن لديهم الكثير من الوقت المتاح للعمل على عمل جانبي. والمشكلة هي أن معظم الناس يتركون جدولهم يتحكَّم فيهم، بدلاً من أن يتحكموا هُم فيه. ولو أردت إدارة مشروع جانبي ناجح وفي الوقت نفسه تحتفظ بعملك الأساسي، يجب أن تصبح خبيراً في إدارة الإنتاجية والوقت. ستفاجأ من مقدار العمل الذي يمكنك القيام به خلال ساعة، أو اثنتين في المساء، أو خلال نصف يوم فقط في يوم إجازة.

7 تعلّم كيف تستثمر

1

كيف ابدأ مشروعي من دون أن أحتاج إلى العمل؟ إن إحدى الطرق الأخرى لبناء عمل جانبي متميز هي إنشاء عمل استثماري. ويقصد بذلك الاستثمارات التي تتطلب رأسمال صغيراً إلى جانب مساهمة صغيرة بوقتك وجهدك. ويمكنك استثمار مدخراتك في شراء الأصول المالية الموثوقة والتي تحقق مداخيل محترمة قد تزيد على راتبك في الوظيفية الحالية، وهذه خطوة ذكية نحو الحرية المالية. ويتطلب هذا استثمار جزء من وقتك في التعليم المالي، وكذلك وضع أولوية لادخار المال بهدف استثماره، ولكن بمجرد أن تدخل في اللعبة، لن يكون هناك حدود لطموحك، ويمكنك ممارسة هذا العمل بسهولة في وقت فراغك.

المصدر: الخليج - أحمد البشير

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).