إنه ديسمبر بالفعل ..شهر النهايات والبدايات أيضاً.. بالنسبة للكثيرين لقد مرت علينا جميعاً أوقات صعبة في ظل هذا العام الملئ بالأحداث والتغييرات المفاجئة حيث وجود وباء عالمي، حجر صحي وعزلة في المنزل وقلة اللقاءات بين العائلة والأصدقاء، قد يشعر البعض أنه لم ينجز شيئاً كبيراً وأنه مر كلمح البصر، لكننا تعلمنا جميعاً فيه إستشعارالنعم في حياتنا أهمها الصحة أتمنى من الله أنْ ينعم على الجميع بصحة طيبة ..

في هذا المقال سوف أتحدث عن أهمية التخطيط  للعام الجديد وكيف نخطط له ؟..

قد يجهل البعض أهمية وضع خطط وأهداف للعام الجديد، ساخراً بكم المرات التي فعل فيها وما إن إقترب نهاية العام فيشعر بالفشل والإحباط لأن الأمور لم تسير وفق لما تمنى؛ وذلك لأننا نتسبب أحياناً في إرهاق أنفسنا في المحاولات المتكرّرة والجهود الكبيرة والتي قد تبوء بالفشل نتيجة لمجموعة من القرارات العشوائية التي نتخذها في كل فترة بمجرد أن تعترينا نوبة من الحماس المفاجئ قصير الأمد، ويجب هنا التفرقة بين وضع أهداف عامة وبين كيفية تنفيذها، ومن هنا تأتي أهمية التخطيط للسنة الجديدة بشكل أكثر فعالية.

 

كيف أخطط للعام الجديد ؟

1)  التقييم

من المهم أن تقيم السنة الماضية من كل جوانبها، ما قمت بإنجازه وما اكتسبته من مهارات أو عادات جديدة؛ لأن ذلك سيساعدك في معرفة ما يلزمك لتحقيق أهدافك، دون الشعور بالندم، دعنا نتفق أن ماحدث لايمكن تغييره أو إصلاحه ؛لأن كل ما نستطيع فعله تجاه الماضي هو أن نُراجع ما حدث فيه ونُقيّمه لنتعلم من أخطائنا حتى لا نُكررها مستقبلاً، فمن الضروري أن نتعلّم كيف ننظر لما حدث في حياتنا وأن نحكم على مدى نجاحنا أو فشلنا في تحقيق ما نسعى إليه.

2) الكتابة

إن الكتابة وسيلة للتنفيس عما بداخلنا حتى أنها إحدى الطرق العلاجية لمن يعاني من الضغط النفسي، بالإضافة إلي أننا جميعاً نحتاج لما يذكرنا بأنفسنا وأهدافنا خاصة في ظل التعرض للضغوطات الحياتية، فكتابة أهدافك ووضعها أمامك من الأمور الهامة، جرب تدوين أهم الأحداث التي تمر بها خلال العام أو أي مشاعر وأفكار تنتابك ستتفاجئ بحلول نهاية العام بتغيير طريقة تفكيرك وشعورك نحو شdx ما سوف تستشعر تلك التغييرات وتستطيع الحكم على طريقة تفكيرك من منظور أوسع خارجي وصدقني ستفاجئك تلك الطريقة بمدى نضجك فأنت من ستحكم على نفسك.

3) حدد أولوياتك

من المهم كثيراً أن ترتب أولوياتك وألا تشتت نفسك، لأنك قد ترغب بفعل الكثير من الأشياء وتمضي بالفعل في البعض منها ثم تكتشف أنها أقل أولوية بالنسبك لكومازال هناك شيئاً ناقصاً فتشعر بالإحباط وعدم الرضا عن نفسك، كل مرحلة في حياتك تطلب أشياء معينة من الضروري أن تعرفها جيداً وتضعها نصب عينك، فهناك الكثير من الأشياء الجميلة في الحياة، ولكن السؤال هنا ماذا تريد من كل هذه الأشياء؟ ومالذي سيشعرك بالسعادة؟

4)  كُن مرناً مع التغييرات الطارئة

نحن بشر ولسنا آلالات، نتأثر و نؤثر بكل شيء يحيط بنا، من الطبيعي جداً أن نضع الكثير من الخطط ولكن مهما خططنا لمشاريع مستقبلية فقد لا تحدث لأسباب خارجة عن إرادتنا، فلا قدر الله فقدان شخص عزيز قد يفسد عليك حياتك بأكملها ويدخلك في حالة من العزلة والاكتئاب تظل تتسائل بعدها عن جدوى وجودك في الحياة، أو كوارث طبيعية فمن منا مثلاً توقع هذا العام أن يحدث وباء عالمي يُلْزِم الجميع منازلهم ويمنعهم من الذهاب لأعمالهم، قدرتك على التعافي من مثل هذه الأمور هو أكبر إنجاز في حد ذاته، يجعلك تقيِّم عام بأكمله بالنجاح.

5)  لا تقارن نفسك بالآخرين

لكل منا أحلامه التي يتمناها وإهتماماته التي لا تجذب أحداً غيره وقدرات وإمكانيات مختلفة، لهذا إذا كنت ممن تقارن مدى نجاحك أو فشلك بالآخرين فاعلم أنك لن تشعر أبداً بالرضا؛ لأن الشخص الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به هو أنت، قارن نفسك اليوم بالأمس و راقب كيف تغير تفكيرك؟ مالذي تعلمته لتُثْقِل مهاراتك؟ ؛لأن صديقك أو من تقارن نفسك به ظروفه وحياته وقدراته وإمكانياته بالتأكيد مختلفة تماماً عنك، لا تضع نفسك بمقارنة غيرعادلة، لكلٍ منا توقيته المناسب.

6)  كن واقعي  

احذر أن تكون من الشخصية الحالمة التي تضع أهداف لا تتناسب أبداً مع قدراتها فأنت أدرى شخص بقدراتك ومدى قوة إرادتك، من غير الواقعي أن تضع أهداف غير منطقية  ثم تحزن لعدم قدرتك على عدم تحقيقها كن صادقاً مع نفسك حتى لا تُصاب بالإحباط.

7)قييم خطواتك

قبل ان تخطط لعامك الجديد من الضروري أن تلقي نظرة على آدائك وتتعرف على ما تم إنجازه ومالم يتم إنجازه،  وتسأل نفسك هل أنت في الإتجاه الصحيح حالياً؟ هل ما حدث ما كنت تريده بالفعل، أم أخذك الطريق إلى شوارع جانبية! ما هي العوائق التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟  كيف يمكنك تفادي تلك الأخطاء؟ ما هي الأشياء التي تُصْرِف وقتك بها دون منفعة؟ هل مازالت على تمسك بهذا الهدف، أم شعرت بالفتور نحوه؟

كل هذه التساؤلات ستساعدك أن تكون أكثر وضوحاً وترتيباً وأنت تُعِد قائمة أهدافك للعام الجديد، واعلم أنه من غير الواقعي أن نحكم على عام كامل أنه سيء، "إذا مررت بيوم سئ لا يعني أنك تعيش حياة سيئة"

7)  كافئ نفسك .. واسترح

تذكر أن حتى أقوى محارب يحتاج لفترات الراحة  ولولا ساعات النوم التي ننعم بها ليلاً لما أصبحنا أكثرطاقة صباحاً، تحتاج عقولنا أحيانا لفترات من الاستراحة وفعل اللاشئ، لا تفكرفي أي شيء واسترح ..

 ما أجمل الشعور بالإنجاز! هذا ما أنت بحاجة إليه نهاية العام، شارك شيء فعلته أنت فخور به كثيراً مع أصدقائك وعائلتك، وإن كنت تشعر أنه لا يوجد شيء فإن حتى أظلم الأوقات التى مررت بها واستطعت تجاوزها، هذا إنجاز في حد ذاته! لا تقسوعلى نفسك وكافئ نفسك بأي طريقة تحبها، سواء الخروج في نزهة أو وجبة عشاء فاخرة وتذكَر أنت تستحق.

 

هذه الخطوات ليست قواعد، اكتب أنت بنفسك الخطوات التي تناسبك وحدك ولا تناسب غيرك لأنك أدرى بها، فأن تدخل عام آخر جديد دون تخطيط أو حتى تقييم لوضعك الحالي اشبه بأن تمشي في نفس الطريق متوقعاً في كل مرة أنك ستجد شيئاً مختلفاً، ولكن هذا لا يحدث في الحياة.. الحياة تحتاج منا بعض الجهد في سبيل ما نريد، أتمنى أن تأخذك الحياة لطرق جميلة أجمل مما توقعت، وتذَكر أن الأحلام لا تسْطَع أبداً أنت من تسْطَع أثناء سعيك خلفها أحلامك.

المصدر: https://jawak.com/ - الكاتبة رحاب حامد

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).