ألقى اعتقال فتاة مصرية تدعى سلمى الشيمي بعد جلسة تصوير جرت الأسبوع الماضي عند سفح أهرامات سقارة شرقي القاهرة ظهرت فيها ترتدي زيّا فرعونيا اعتبرته السلطات المصرية “غير لائق” وتحفظت عليه، الضوء على خطاب “الحلال والحرام” الذي يسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

وألقي القبض أيضا على مصوّر جلسة التصوير وقد “أحيلا إلى النيابة العامة بتهمة خدش الحياء العام”.

والشيمي التي تقدّم نفسها لمتابعيها على تطبيق إنستغرام على أنّها عارضة أزياء، نشرت في نهاية الأسبوع الماضي على حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي سلسلة صور تظهر فيها مرتدية زيّا فرعونيا وخلفها هرم زوسر المدرّج الذي بني قبل حوالي 4700 سنة.

وعلى إثر ذلك انتشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل أخبار عن اعتقالها بسبب “إساءتها” إلى الحضارة الفرعونية بلباسها “غير اللائق” و”تصرفاتها” وانتهاكها “شروط التصوير” المفروضة من وزارة السياحة والآثار.

وسرعان ما دار جدل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه القضية بين مدافع عمّا فعلته الشيمي ومنتقد له. وفتح الجدل النقاش حول الفكر المسيطر في مصر حاليا.

ويقول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إن السلطات تحاول اللعب على الوازع الديني عبر تبني “خطاب رجعي” لكسب ود أغلبية الناس، لكنّها بذلك تخون قيم الدولة وتروج للممارسات المتخلفة، وتساءلوا “كيف ستحارب الدولة الإرهاب الديني بقمع الحريات الفردية”.

وتسلل الفكر السلفي، الذي غزا مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة ممنهجة إلى المصريين الذين يعتبرون أنفسهم “شعبا متدينا بطبعه”.

وكانت دراسة قد أكدت أن 51 في المئة من المستجوبين يعتبرون أن التيار السلفي تيار وطني يسعى لإصلاح المجتمع برؤية إسلامية.

وفي مصر بات من الصعب الحديث عن الشخصيات الدينية أو نقد الموروث الديني لأن ذلك سيجر على صاحبه وابلا من الشتائم ويعرضه إلى المساءلة القانونية.

وحسب أحدث إحصاءات وكالة “وي.آر سوشال” الإنجليزية المتخصصة في هذا المجال، يصل عدد مستخدمي الإنترنت في مصر حيث عدد السكان يتجاوز مئة مليون نسمة، إلى 42 مليونا.

ويعارض آخرون فرضية محاولة السلطات إرضاء “الشعب المتدين بطبعه، مؤكدين أن الاعتقالات المنفذة خاصة بحق الفتيات طريقة لضبط الآداب العامة داخل المجتمع و”فرض الخوف” على أقصى تقدير.

وتساءل حساب:

فيما قال آخر:

 

وفي الأشهر الأخيرة صدرت في مصر أحكام بالسجن بحقّ حوالي عشر شابات “مؤثّرات” (إنفلونسرز) بسبب نشرهن عبر تطبيق “تيك توك” فيديوهات اعتبرت مسيئة أخلاقيا، في خطوة أثارت جدلا واسعا.

ويرى قانونيون أن الضغط الإعلامي دفع القاضي إلى استخدام الحد الأقصى للعقوبة في حين أنه كان بإمكانه الحكم بالحد الأدنى وهو الحبس مع إيقاف التنفيذ حتى يكون تحذيرا لهن لعدم تكرار هذا الفعل مستقبلا وهو ما يعرف قانونا بالتعذير ومنصوص عليه في المادة 17 من قانون العقوبات.

وترى أستاذة علم الاجتماع بجامعة حلوان في جنوب القاهرة، إنشاد عزالدين، أن “العادات والتقاليد والقيم أقوى من القانون” في مصر.

ويقول المحامي الحقوقي المصري طارق العوضي “هناك ثورة تكنولوجية وعلى المشرّع أن يلتفت للمستحدثات. وهناك أفعال ينطبق عليها التجريم وأخرى تدخل في نطاق الحرية الشخصية”.

ويرى العوضي أن “اتهامات الدعارة والتحريض على الفسق لها تعريفات قانونية محددة ولا تنطبق على حالات هؤلاء البنات.. وأقصى ما يمكن أن يقال هو الفعل الفاضح”.

وبدا من تعليقات المصريين على بيانات النيابة العامة والتي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الإشادة بقرارات الحبس والاتهامات أكثر من التعاطف.

وكتب أمين فتوى في دار الإفتاء مختار الأزهري على حسابه على فيسبوك أن ما تؤسس له النيابة العامة “من مبادئ في ما يتعلق بحماية جانب الأخلاق والهوية المصرية أمر لا بدّ من الإشادة به”.

ويسخر مغرد:

ودعت النيابة مؤخرا إلى إحداث تغييرات جذرية في سياسة التشريع الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي واصفة إياها بأنها “أصبحت حدودا جديدة تحتاج إلى ردع واحتراز لحراستها من قوى الشر”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت المقارنات بين جلسة تصوير #فتاة_سقارة وجلسة تصوير أخرى لفتاة محـجبة بالزي الفرعوني.

وقال مغرد:

وسخر مغردون من الترويج للحضارة الفرعونية بصور محجبات.

فيما تساءل آخرون عن الطريق الذي تنتهجه مصر ناشرين صور للراقصتين المصريتين سامية جمال ونجوى فؤاد قبل عقود ببدل الرقص أمام الأهرامات

وانتشرت صور لسامية جمال، من فيلم “وادي الملوك” الأجنبي في منطقة الأهرامات بمصر للترويج للسياحة عالميا، عام 1954، وظهرت في هذه الصور ترتدي بدلة رقص شفافة باللون الأخضر والأزرق الفاتح.

وكان للراقصة نجوى فؤاد النصيب الأكبر من الجدل قديما، بعدما نشرت لها صورة عارية وأمامها شمسية باللون الأحمر أمام الأهرامات، وعلقت على الصورة خلال ظهورها في إحدى البرامج التلفزيونية، وقالت “لم أعي أن هذه الصورة الجريئة كانت ستغضب الجمهور، بالرغم من أننا كنا نرتدي المايوهات ونتصرف بحرية”.

وكتب مغرد:

ShareWhatsAppTwitterFacebook

المصدر: العرب اللندنية

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).