رامينا – نضال إبراهيم

هناك الكثير من العوامل الخارجية التي يمكن أن تعيقك عن النجاح في العمل، من الوضع الاقتصادي غير المواتي إلى عدم التعاون من جانب بعض زملاء العمل. ولكن عندما يتعلق الأمر بالإنجازات المهنية، يمكن وبسهولة أن تصبح أسوأ عدو لنفسك، فعلى سبيل المثال إذا بقيت صامتاً أثناء الاجتماعات واحتفظت برأيك المختلف لنفسك أو أخّرت إنجاز مشروع ما حتى منتصف الليل، فأنت بذلك تعمل ضد مصلحتك الشخصية.

وفي هذا السياق، أدرجنا مجموعة من الوسائل التي يمكن أن تدمر نجاحك الوظيفي حتى من دون أن تعي ذلك:  

1- القبول برأي الأغلبية

في خمسينيات القرن الماضي، أجرى عالم النفس البولندي سولومون آش دراسة مكثفة خلصت إلى أن الناس يميلون إلى الاتفاق مع رأي الأغلبية، حتى وإن كان واضحاً أن قرار الأغلبية خاطئاً.

وفي التجربة عُرِضت ورقة مرسوم فيها خط عمودي على شخص، وبجانب الخط العمودي ثلاثة خطوط أخرى، حيث كان الخط رقم واحد أطول من الخط الأساسي، ورقم اثنين أقصر ورقم ثلاثة بنفس الطول، وجرى سؤال الشخص عن أي الخطوط يماثل طول الخط الأساسي. وأظهرت التجربة أن كل الأشخاص الذين تم اختبارهم أجابوا عن السؤال بشكل صحيح لوضوح الإجابة.

تم تغيير التجربة قليلاً، فصار الشخص محل الاختبار لا يجلس وحيداً، إنما في غرفة فيها خمسة أشخاص آخرين، كلهم من الممثلين المتفق معهم، ويتم السؤال علناً، فيجيب الممثلون الخمسة قبله تباعاً، بإجابة خاطئة متفق عليها مسبقاً، بالرغم من وضوح الإجابة الصحيحة. ووجدت الدراسة أن ثلث الأشخاص ممن جرت عليهم التجربة بالطريقة الجديدة اتبعوا إجابة الأشخاص الخمسة الذين سبقوهم، على الرغم من وضوح خطئها.

والدرس المستفاد هنا هو الحذر من الميل لقبول رأي الجماعة، فإذا كنت في اجتماع خلال العمل، ورأيت أن الموظفين اتخذوا قراراً خاطئاً حول مشكلة ما، كن شجاعاً وعبّر عن رأيك، بدلاً من الافتراض أنك تتوهم.

2- السعي إلى إنتاج عمل لا تشوبه شائبة

إن الرغبة في بلوغ الكمال قد تبدو سمة إيجابية، لكنها في الواقع يمكن أن تدمر فرصك للنجاح. ووفقاً لعالمة النفس، أليس بويز، فإن الساعين للكمال يستنفذون كامل إرادتهم إلى أن يصابوا بالإرهاق النفسي والعاطفي، ومن ثم يصبح من الصعب عليهم مواصلة العمل على المهمة.  

وإذا لاحظت في نفسك ميولاً نحو الكمال، تقترح بويز وضع حدود لنفسك وأخذ قسط من الراحة بعد بذل جهد كبير في العمل.


3- الشعور بأنك محتال

يقول الباحثون إن 70% من الناس سيصابون بـ"متلازمة المحتال" مرة واحدة على الأقل في حياتهم، وهو مصطلح يطلق على الشخص الذي يعتقد بعدم استحقاقه لنجاحاته وإنجازاته، مع أن النجاحات تمت بمجهوده وقدراته. وقد يتوهم الشخص بأن نجاحه هو ضربة حظ أو أنه خدع الآخرين للوصول لذلك المنصب أو ذلك الإنجاز، لذلك سميت المتلازمة بمتلازمة المحتال أو المخادع أو المدعي.

ونتيجة لذلك، قد تصبح خائفاً جداً من الفشل عندما تعالج مهاماً متعلقة بالإنجاز. وأحد الطرق للتخلص من هذا الشعور هو من خلال التشاور مع موجهيك وإعلامهم بشعورك، ومن المرجح أن يؤكدوا لك أن شعورك أمر طبيعي وليس منطقياً.

4- الخوف من النجاح

صاغ عالم النفس أبراهام ماسلو مصطلح "عقدة جونا"، لوصف الخوف من تحقيق النجاح، وقد يسودك هذا الشعور عندما تدخل مجالاً مهنياً جديداً أو تتقلد منصباً جديداً، كما من المحتمل أن يكون تأثير هذا الشعور مدمراً مثل الخوف من الفشل.

ربما تشعر بالخوف من المسؤولية التي سترافق المنصب الجديد أو ربما ببساطة لا يمكنك تخيل نفسك في موقع القوة. من المهم جداً أن تعرف أولاً من أين ينبع هذا الشعور بالخوف، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك قد قالوا لك أنك تفتقر للموهبة، وهنا عليك تحدي هذا الرسالة من خلال التفكير بعقلية بكل شيء حققته في حياتك حتى الآن.


مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).