اللاعنف رسالة تغيير وبناء، رسالة تؤمن بإرادة الإنسان وليس بعضله، وتؤمن بحكمته وليس ببطشه.

اللاعنف نضال تربوي عميق يتم به إعداد جيل جديد على الصراحة والشجاعة والوضوح، جيل يتقن الكلمة ويلزم الحكمة ويكفر بالاستبداد ويعبد الحق.

اللاعنف ليس سلوكاً بليداً سلبياً أبله، تكتفي فيه بالقرفصاء والصراخ ضد الحرب، والبراءة من جرائمها.

اللاعنف ليس ثقافة سلبية عاجرة، يقوم بها دراويش ساذجون على أطراف الكوكب، يصلُّون لنهاية الحرب ويصومون لضحاياها.

اللاعنف ليس حياداً تجاه مظالم الأمة، فالحياد في المظالم شراكة فيها، والحر النبيل لا يمكنه ان يصمت أبداً لإهانة إنسان.

اللاعنف ليس نفاقاً يمارسه الجبناء، في خدمة الاستبداد يبررون جرائمه ويزينون مظالمه ويزخرفون هزائمه.

اللاعنف هو كلمة الحق في وجه سلطان جائر، وهو موقف واضح في مواجهة كل مظلمة.

اللاعنف نضال تحرري إيجابي ونبيل قاد به غاندي مشروع تحرير أكبر مستعمرة في التاريخ من قبضة الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، وفي غمار كفاحه وسعيه كانت هناك تضحيات ومعاناة، ولكن الجانب الأكثر فعالية وتأثيراً هو طاحونة هائلة من الدبلوماسية كانت تتحرك كل يوم بمبادرات وبناء جسور مصالح، لصالح الهندي المنكوب، وتمكنت دبلوماسية اللاعنف من حشد تضامن العالم مع الهندي المتحرر ضد أطماع الدولة العظمى وأجبرتها على توقيع وثائق الاستقلال.

اللاعنف لا يعني ان نكون بلا أظافر، ولا يعني أن ننتظر نهايات الحروب لنلقي في الناس قصائد الرثاء، واللاعنف يجب أن يسجل نهاية الحروب وليس أن يدير بوجهه عن الحروب، ويكتفي بأنه لا يسمع صوت الرصاص.

اللاعنف ليس فقط ان نمتنع من المشاركة في الحرب، ولكن ان تمنع قيامها وأن تفرض نهاياتها.

اللاعنف ليس أن تلعن الحرب ولكن أن تبني السلام، وأن نشارك مبادرات دولية لعزل تجارالحروب من دول وأفراد.


مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).