من يتأمل لوحات الفنان الشاب عبد القادر خزيم مثل لوحة "الأم"، "العروس المحترقة"، "سينما عامودا"، ربما يقول أنه فنان تعبيري المذهب أو يمكن أن يصنّفه في مدرسة أخرى سواء رمزية أو واقعية وغيرها.

عبدالقادر خزيم من مواليد 2003، لم يدرس الفن أكاديمياً في مدينته عامودا، ولم يتلق دورات خاصة في الفن خلال الحرب التي دفعت بالكثيرين من أفراد عائلته إلى الهجرة، بل وجد في الفن متنفساً له للقبض على أحلام الطفولة الهاربة.

أربع لوحات طولية للفنان عبدالقادر خزيم

في السادسة من عمره بدأت رحلة حبّه للألوان والرسم، ولم تتوقف! يرسم وحيداً في غرفته/مرسمه في مدينته المشبعة بالحزن. يشعر أنه أصبح يتيماً بعد نزوح وهجرة أغلب أصدقاء طفولته من الحي الذي يقطنه.

في لوحاته تظهر لوعة القلب والحنين ومختلف المشاعر والهواجس الساكنة.. يحاول من أعماق الذات الأليمة تشكيل أغنية حياته وموالها الدفين وصوته بكل ما أوتي من جهد وصبر. الألوان لدى خزيم على الرغم من قلتها، إلا أنه دائماً يمزجها ليبقى على موعد مع الروح.. مع تمازج الأصفر والأزرق والأحمر والأسود... هذه التمازجات بمثابة عناوين متحركة في فضاء اللوحة، وفي ضرب من الإبحار عميقاً في محيطات وخلجان الأرواح المتألمة.. فسفينة ألوانه تتحرك وسط أمواج الوجع المحيط ببلده.  

في لوحاته  نلاحظ  فكرة منجزة  بالألوان والتكوينات المتقابلة والمتعارضة في وحدة اللوحة، ولوحات عبارة عن حدث ما يجد نفسه منفعلاً به، فيقوم بتجسيده في لوحة، فتهبه وقته وأحاسيسه ليبتكر لها الألوان والتكوينات وكأنه في رحلته البعيدة يسعى لاكتشاف ذاته التي تشكلت من فضاء مدينته، إذ يتدفق إيقاع الزمن وفق تحرر بنائي جمالي في فضاء لوحاته، حيث تنتقل الفرشاة بحرية كاملة بعيداً عن الخطط المستقبلية، بل غالباً ما تكون وفق حالة الهيمنة التخييلية التي يعيشها أثناء قيامه بعمل في لحظة تجرده من الإيقاعات والقيم البنائية الجمالية المعبرة عن أفكاره.

معرض طفولي واحد كان نتاج عمله قبل حوالي 10 سنوات في بداية دخوله عالم الفن التشكيلي. يملك حالياً عشرات اللوحات الزيتية بالألوان المتوفرة لديه، لكن لم يقم معارض فردية أو يشارك في معارض جماعية، بسبب الظروف غير المستقرة في سوريا.

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).