تراجعت مبيعات السيارات في ألمانيا عام 2021 إلى أدنى مستوى منذ إعادة توحيدها، وفق بيانات رسمية نشرت الأربعاء، بعد تراجع كبير سجّله القطاع عام 2020 على خلفية انتشار كوفيد.

وأفادت هيئة النقل الاتحادية بأنه تم تسجيل 2,62 مليون مركبة في أكبر قوة اقتصادية في أوروبا عام 2021، وهو عدد أقل بنسبة 10,1% من ذاك المسجّل في العام السابق عندما بدأ تفشي الوباء.

وأفاد رئيس اتحاد مورّدي السيارات VDIK راينهارد زيربل في بيان، بأن «سوق السيارات فاجأ الجميع عام 2021. للأسف، ليس بالمعنى الإيجابي». 

تلقّت المبيعات في البلد المصنّع للسيارات ضربة موجعة عام 2020، إذ تراجعت بنسبة 19% وإلى أدنى حد منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، فيما جمّد كوفيد أجزاء كبيرة من الاقتصاد.

تواصلت تداعيات القيود الصحية خلال عام 2021، إذ انعكست اضطرابات سلاسل الإمدادات العالمية على قطاع السيارات الرئيسي في ألمانيا.

وأدى نقص أشباه الموصلات، المكوّن الرئيسي للسيارات التقليدية والكهربائية، إلى توقف الإنتاج بشكل متقطّع، ما يعني أن القطاع كان يعمل ببطء شديد، بحسب زيربل.

ولم يتحسّن وضع القطاع في ديسمبر/كانون الأول إذ أظهرت الأرقام الصادرة عن هيئة النقل الاتحادية أن المبيعات تراجعت على أساس سنوي بنسبة 26.9%، لتنخفض للشهر السادس على التوالي. وتدهور القطاع فيما تواصلت الصعوبات أمام المصنّعين مع دخول العام الجديد، وفق معهد «آيفو» للأبحاث.

وقال أوليفر فالك من «آيفو» إن «التوقعات لم تعد وردية»، في وقت تتطلع شركات تصنيع السيارات إلى الخارج لزيادة إنتاجها.

في الأثناء، ازدادت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 83.3% عام 2021، مع بيع أكثر من 350 ألف وحدة، أي ما يعادل 13.6% من حجم السوق.

واصل معدل البطالة تراجعه في ديسمبر في ألمانيا، على الرغم من عودة القيود في بعض القطاعات الاقتصادية، بسبب انتشار وباء كوفيد-19 من جديد، حسب أرقام رسمية نشرت الثلاثاء.

وتفيد بيانات معدلة للأرقام الموسمية، بأن المؤشر انخفض إلى 5,2 في المئة من السكان العاملين، بانخفاض 0,1 نقطة على مدى شهر واحد، بعد تراجع مماثل في نوفمبر/تشرين الثاني، حسبما ذكرت وكالة التوظيف التي تشير مع ذلك إلى ارتفاع حاد في اللجوء إلى البطالة الجزئية.

من جهة أخرى انخفض عدد العاطلين عن العمل بمقدار 23 ألفاً حسب البيانات نفسها.

وحسب أرقام صافية يبلغ عدد العاطلين عن العمل مليونين و330 ألف شخص.

ونقل بيان عن ديتليف شيلي، رئيس وكالة التوظيف، في بيان إن «سوق العمل تطور بشكل جيد في نهاية العام. بالتالي استمر الانتعاش في الأشهر الأخيرة».

يقترب معدل البطالة في ألمانيا تدريجياً من مستواه قبل جائحة كوفيد عندما كان متوسطه يبلغ حوالى 5 في المئة. وبعد تفشي المرض في ربيع 2020 بسبب الموجة الوبائية الأولى، قفز إلى 6.0 في المئة قبل أن يبدأ تراجعاً سريعاً من مايو/أيار 2021 بفضل إعادة الانفتاح في ربيع الاقتصاد بعد الموجة الثانية.

لكن منذ الخريف واجهت ألمانيا انتعاشاً في الوباء لا سيما بسبب المتحور دلتا ثم المتحور أوميكرون في نهاية العام.

وأعيد فرض القيود التي تستهدف بشكل رئيسي الأشخاص غير المحصنين في العديد من القطاعات، بما في ذلك الترفيه والضيافة.

وتحدث شيلي عن «شكوك تتعلق بالوضع الوبائي»، مشيراً إلى «زيادة الإعلانات عن العمل الجزئي لوقت قصير بشكل حاد في ديسمبر/كانون الأول».

المصدر: (أ ف ب)

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).