رامينا- نضال إبراهيم

قد تعتقد أن أغنى الناس في العالم يعرفون بالضبط كل صغيرة وكبيرة  في عالم الأعمال والمال والطريقة الأمل للاستثمار فيهما، ولكنك مخطئ تماماً. وفي الحقيقة أن أصحاب المليارات يرتكبون الأخطاء المالية في كل وقت، وحتى أنهم اعترفوا بذلك شخصياً، بل إن بعضهم قال إن هذه الأخطاء تساعدهم على تعلم الطرق الصحيحة للاستثمار وجني الأموال.

ومن خسارة جيف بيزوس المليارات من أجل شركة "أمازون" إلى البداية المتعثرة لشبكة أوبرا وينفري، إليك في هذا السياق أسوأ الأخطاء المالية والاستثمارية التي اقترفها الأثرياء:

1-مساعدة بيل جيتس لـ "آبل": 

في العام 1997، عندما كانت شركة "آبل" على شفا الإنهيار، استثمر بيل جيتس، مؤسس شركة "مايكروسوفت" 150 مليون دولار في منافسته والتزم بتوفير البرمجيات لأجهزة الحاسوب الخاصة بها. وبينما كانت خطوة جيتس استراتيجية في ذلك الوقت من أجل تبديد مخاوف الحكومة من أن "مايكروسوفت" مناهضة للمنافسة، فقد نظر إليها المراقبون على أنها أكبر خطأ ارتكبته الشركة. ولم ينتشل ستيف جوبز "آبل" من حافة الإفلاس فحسب، بل مكنها من الهيمنة على "مايكروسوفت" في عدد من المجالات من أهمها الهواتف النقالة، ما جعل "أبل" أعلى شركة قيمةً في العالم في العام 2017. وقد يتساءل شخص ما كان يمكن أن يحدث لآبل في حال لم يساعدها جيتس. 

2-خسارة جيف بيزوس المليارات من الدولارات:

لقد كان العام 2017 متميزاً بالنسبة لرئيس شركة "أمازون"، جيف بيزوس، الذي أصبح أغنى رجل في العالم، متجاوزاً مواطنه بيل جيتس، حيث وصلت قيمة ثروته إلى 100 مليار دولار، إلا أن بيزوس اعترف في العام 2014 أن ميوله للتجريب أدى إلى خسارة "أمازون" مليارات من الدولارات. وقال بيزوس لموقع "بزنس أنسايدر" خلال مؤتمر "أجنيشن" في نيويورك:"لقد خسرت أمازون المليارات من الدولارات بسبب مجازفاتي". وفي حين أن استثمارات مثل كيندل" و"أيكو" قد آتت أكلها، إلا أن مجازفات مثل هاتف "فاير فون" قد فشلت، ما كبد الشركة خسائر بقيمة 170 مليون دولار.       

3-فشل طموحات أوبرا:

بعد عقود من تربعها على عرش ملكة التلفزيون، كان بإمكان أوبرا ونفري أخذ قسط من الراحة والتفرغ لحياتها الشخصية بعد توقف برنامجها "أوبرا ونفري شو"، ولكنها بدلاً من ذلك، وضعت لنفسها أهدافاً جديدة، وأطلقت شبكتها التلفزيونية الخاصة في العام 2011، إلا أنها واجهت صعوبات كبيرة خلال الأيام الأولى من إطلاقها، حيث اعترفت وينفري بقولها :"لو كنت أعرف مدى صعوبة هذا المشروع، لكنت قد فعلت شيئاً آخر". وخسرت وينفري نحو 330 مليون دولار في تلك الفترة وأصيبت بانهيار عصبي. ولكن مع إصرارها وعملها الدؤوب، تمكنت وينفري من النهوض مجدداً، وحالياً لدى الشبكة مجموعة من البرامج التلفزيونية الناجحة.

4-غلطة بافيت بـ 200 مليار دولار:

يعرف وارين بافيت بدهائه الاستثماري وكونه الرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي"، بالإضافة إلى أنه ملقب بـ "عراب أوماها". ولكن في بداية حياته الاستثمارية، اتخذ بافيت قرارات فادحة، كبدته خسائر كبيرة كما يقول. ففي ستينيات القرن الماضي، كان بافيت سيشتري أسهماً في "بيركشاير هاثاوي"، التي كانت آنذاك مجرد شركة للغزل والنسيج، ثم يبيعها مرة أخرى للشركة لتحقيق أرباح صغيرة. قدم سيبري ستانتون، الرئيس التنفيذي آنذاك لشركة "بيركشاير هاثاواي" عرضاً شفهياً  لإعادة شراء الأسهم التي يملكها بافيت قدره 11 دولاراً ونصف مقابل السهم الواحد. وافق بافيت على ذلك، ولكن بعد بضعة أسابيع تلقى بافيت العرض المكتوب والذي كان أقل من العرض الذي اتفق فيه مع ستانتون، الأمر الذي أغضب بافيت. وبدلاً من أن يبيع الأسهم بسعر منخفض، قرر بافيت شراء المزيد من الأسهم للسيطرة على الشركة وطرد ستانتون. إلا أن بافيت ربط نفسه بالاستثمار في مجال صناعة النسيج خلال هذه العملية، وقال إنه كان عليه أن يستثمر في مجال آخر، واصفاً هذه الخطوة بـ "خطأ بقيمة 200 مليار دولار".

5-أكبر أخطاء ريتشارد برانسون:

يقول ريتشارد برانسون:" إن ارتكاب الأخطاء والإخفاق هو جزء من الحمض النووي لكل رجل أعمال ناجح وأنا لست مستثنى من ذلك". وفي حين أن برانسون تعلم دروساً قيّمة من الفشل، إلا أنه يقول إن أكبر الأخطاء التي ارتكبها هي إطلاق مشاريع مثل "فيرجن برايدس" و"فيرجن كولا". وفي ذروتها، حصلت "فيرجن كولا"، منافسة "كوكاكولا" على حصة بنسبة 0.5% فقط في السوق، وبعد ذلك، فشلت الشركة بسرعة كبيرة.

6-ليليان بيتنكور وعلميات الاحتيال:

كانت ليليان بيتنكور، التي توفيت في وقت سابق من العام 2017، تُعرف بأنها أغنى امرأة في العالم. ولكن عمليات الاحتيال التي تعرضت لها في نهاية حياتها، لفتت انتباه الجمهور الفرنسي.  في العام 2007، رفعت ابنتها، فارنسواز، دعوى قضائية على المصور فرانسوا ماري باني لاستغلاله الحالة العقلية المضطربة لـ بيتنكور وحصوله على هدايا عينية قيمتها مئات الملايين من الدولارات، وكان من بينها لوحات للفنان بيكاسو، بالإضافة إلى جزيرة مساحتها 670 فدانًا في "سيشل"، كما أنها طلبت من القاضي وضع والدتها تحت الوصاية لأنها لم تعد مسؤوولة عن تصرفاتها، وقد وافق القاضي ومنح فرانسواز الوصاية على والدتها. وفي العام 2015، أُدين باني بتهم إساءة التصرف وغسيل الأموال، وأُمر بدفع 173 مليون دولار مقابل الأضرار.

7-جورج سوروس ورهانات بـ 500 مليون دولار:

يعتبر جورج سوروس مايسترو الاستثمار، فمن خلال صندوقه الخاص، جنى المليارات من الدولارات. ولكن قبل 5 أعوام فقط، أقدم على خطوة مكلفة جداً عندما ضخ 500 مليون دولار في صندوق "كوانتوم بارتنرز" الذي كان يديره بيل جروس، الرئيس التنفيذي لشركة "يانوس كابيتال". وفي حين كان سوروس يعول على جروس كونه مستثمر محنك، كان صندوق "كوانتوم" يتكبد خسائر تلو الأخرى، وبعد أقل من عام، سحب سوروس أمواله من الصندوق، موجهاً ضربة قوية لـ جروس، الذي لا تزال شركته تعاني من ضعف الأداء بعد أن سحب المستثمرون أكثر من مليار دولار منها. 


مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).