د. خالد حسين - لوحة للفنانة سارا شيخي

مشهد:

 

وأنتِ يا "بحيرة الحبّ" الصّغيرة،

أيتها البحيرةُ المنتشيةُ بحفاوةِ صباحِهَا؛

أيُّها العشبُ المكتنَف بالنَّدى، أَيُّها َالعاشقانِ المتخثّرانِ في نشيد الليل،

ما من شيءٍ قطُّ، أيُّتها السُّمواتُ الوحيدةُ في ضَجَرِهَا، سوى هذا الافتتانِ!

فَاتنٌ هذا المشهدُ المنحوتُ في سفوح الصَّمتِ، فاتنةٌ هذه الأشجارُ التي تَسْتَسْلمُ للإغواءِ، فاتنٌ هذا الماءُ الرَّاكنُ بين ردفي البحيرةِ...!


II

في امتداح العاشق لجمالها:

 

الجَمَالُ في كَمالهِ؛

لا لغةَ سوفَ تُحيطُ بكِ أيُّتها "النعومةُ" المقدسّة؟

لا لغةَ ستقتنصُ بظلالكِ طرائدَ الغرابةِ في سرّها؟

بالكاد إلا ...

تُومئ الذئبةُ المتوحشةُ، بالكاد تومىء؛ فتُوْدِعَ الرّيحُ أصنافَ الشَّراسةِ في عينيهاِ الضَّاربتين إلى شرٍّ مكنون...!

أيتها الغلواءُ افتراساً، الخديعةُ المتفاقمةُ في اكتناز الشّفتين، الجمر المتأجِّج الذي يكادُ يخطفُ الرُّوحَ من يقظتها...

لا أمانَ يمكن أن يستيقظ مع هذه الانحدارةِ السّاحقةِ، مع تلك الشَّامات الثلاث على انحداراتٍ أثيمةٍ...!

الجمالُ في كماله؛

واللغةُ، كشأنِها، تتعثّرُ في اصطيادِ فرائسها؛

أما الشُّرُّــ الكمينُ في استدارةِ النِّهدين فلايزالُ ماكثاً هناكَ...!

مفاتنُكِ المسحورةُ بعبثِ الموج،

وهذه الشّواطىءُ التي تَهَبُكِ بهاءً في ردائِكِ البنفسجيّ،

إغراؤكِ الذي لا يُردُّ...!

وأنا المأخوذُ بعواصفِ جمالكِ في أَقْصى عَرَائهِ...!


III

 

في امتداحٍ لرنينِ خلخالها: 

 

قدمٌ تخطفُ الأرضَ إلى المجهول،

والأُخرى تخاتلُ ظِلَّ السّماء؛

وهذا الجسدُ يتكسّرُ لغزاً في سهوبِ التّثني المترامية،

أمواجُ شَعْرِهِا تعابثها شموس الصّباح، والمآكـِمُ منها هائجةٌ أما الذراعان فغيمتان:

هكذا تشرعُ الحوريةُ في طَقْسِها اليَوميِّ، تباغتُ حافةَ الضّفةِ في غفوتها، قدمان من لغةِ الحرير تغازلان اللامرئيَّ في لوعته.

يا لهذا الرُّخام المصقول بأنامل الماءِ وغبطةِ الرّيح، آه من هذا الرُّخام المُصَاغِ بشُعاعِ النُّجوم!

هاتيها أيُّتها الغزالةُ:

على رنّةِ الخَلخَالِ يستيقظُ العشبُ، تتفتّحُ لغةٌ جديدةٌ، تومضُ القصيدةُ ويذوبُ العَاشقُ في أنين النَّاي...هاتيها أيُّتها الغزالةُ...ليَحَطَّ الوقتُ نَوْرساً على هذه الصَّخرة...!

هاتيها

لِتَخْطِفْنِي الحيرةُ سراباً على رنين خَلخالكِ ...!


IV

تبدُّد


خيمةٌ هناك...

ريحٌ هادئةٌ تَأْتَلِقُ بروائح نباتاتِ الدَّنْدَفْريْشْ الكثيفةِ،

والزُّرقةُ تَسْتَفْحِلُ انتشاءً بتلكَ السَّماءِ الرّؤوفةِ على امتدادِ جناحيْ يمامة،

هنا؛

فسحةُ العُشْبِ تتكبّدُ عزلتَها،

عاشقةٌ مكتظةٌ بعاشقها،

ظِلّانِ يتبدّدان في صَرْخةٍ...!

***



مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية