د.خالد حسين - اللوحة على اليسار للفنانة التشكيلية وجدان ديركي


I

أهي رُقيةٌ، تميمةٌ، تعويذةٌ؟

على حافةِ البَحْر تغوصُ بي الفجاءةُ...

بضعُ وصايا وكنتُ ألهجُ بمجهولِ اسمكَ

أيتها الحيرةُ 

عيناي شاخصتان؛

غيمةُ سحرٍ في يديّ ألقتها أفروديت ثم تلاشتْ كغيمةٍ بين أصابع الموج

لم أكن أقرأ من الأفق البعيد سوى اسمكَ........!


II

يأخذُني البحرُ منكَ لوهلةٍ،

لكنكَ تسكنني، تسكنني آنَ طعنةِ الجبل في جسدِ الموجِ

وحيدةً على صخب الرّمل أتلو غيابكَ على البحر

أنا عروسُ الماءِ

انبثقتُ في وقتكَ

لأوحيَ لك بعشبِ الحكمةِ نشيداً للصباح...! 


III

زبدٌ يَلْهُو بالبَعِيْدِ، 

زرقةٌ تقتحمُ يديَّ بأصابعكِ ــ الناياتْ، ينبوعانِ من كحلٍ!

 حوريةُ البحر إذ تغوي الإلهَ ــ الوَسيمَ على مرأى من شبقِ حجرٍ   

أي أسراب طيور هائجة تستوطنُ هذه السفوح اليمنى لجسدك ــ القمح؟

أيُّ موجةٍ تزيحُ الياقة عن أرض الرّمان...؟ 

إن هي إلا زرقةُ القميص إذ تختفي في كحل البحر لأختفي في لهاثك...!


IV

وكانَ

أن أضاءتْ نجمةٌ مسافةً مركونةً في الأليفِ من المكانِ

يفترقان في ابتسامةٍ  

تمضي مدنٌ، أزمنةٌ وكتبٌ

تمضي قوافلُ على قوسِ المسافةِ

ستكتبُ نشيدَها، ألوانها، تصادقُ البحرَ وحيدةً 

سيكتبُ الظلالَ، العزلةَ... 

ستومض النّجمةُ في ليلِ الغريبِ على حينِ نوارس

أيتها النجمةُ

أيتها النجمةُ

أَضِيئي ليلَ الغريب، أَريه البحرَ في شهقةِ العاشقِ

أريه الألفةَ لِتَريَانِ ما لايُرى...!


V

أَطاردُكِ من البحر إلى الغابة، 

من سهوبِ الجزيرة إلى شواطئ تُغازلُ ضفافَ الآلهةِ إلى غاباتِ القارة العجوز

كصيادٍ يقايضُ طريدةً مستحيلةً بحياةٍ طارئةٍ

أبحثُ عنكِ أيتها الغزالةُ منذ أنْ تخثّرَ الوقتُ في صخرةٍ هناك!

أُغافلُ ازْرقاقَ سماءٍ داعرةٍ تزدردُ وَقْدَتَهَا

أُغافل الشَّاطىءَ لألوذ بالمجازفةِ:

على مقام الرَّمل يستكينُ الجسدُ، فسحةُ ليلٍ ترتمي على سفوح الحقل، قوسٌ يكادُ من وجهِكِ أيتها الغزالةُ، ركبتاكِ المردفتان إلى بعضهما حيث يحتفلُ ضوءٌ إغريقيٌّ بشبقٍ عارمٍ. لا شأنَ لي بهذا البحر، لا شأنَ لي بهذه الشُّموس اللذيذة التي تحاصرُكِ، تلك الغواية، تلكَ الغُلمةُ التي تتفجّر على شفتيكِ ....نهارٌ مشتعلٌ بالعتمة...!


مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية