لوحة للفنان رحيمو

I

مُوْحِشٌ هَذَا اللّيلُ؛

مُوْحِشٌ صَمْتُ القَصِيْدةِ،

مُوْحِشَةٌ هَذَهِ الأَدْرَاجُ العَالِية،

أَدقُّ الصَّوتَ بالصًّدى

عَلَّ أغنيةً تُضِيءُ حقلَ الرُّوح؛

لَا شيءَ، 

لا شيءَ سوى نَجْمَةٍ يَسْكُنُهَا البَعِيْدُ.

مُوْحِشٌ هَذَا اللّيلْ...

                    (دمشق، 2000)

II

لا أفول...

تلك الذكريات لا تأفل البتة...تتوهج في شيخوخة الزمن... العوسج المسعور...تلك الشمسُ التي ترمي ذاتها بين أصابعي...أين أنت أيتها الظلال، الجدران...أنتَ أيُّها الجدارُ المتشبّث بذاك العجوز مقرفصاً في صمته قرناً برمّته...لا أفولَ لذاك المكان وهو يطوقني ويحدّق بي حناناً...!

III

لو كتبتُ تلك القصيدة... 

لو تذكرتُ شواطئها الخضراء...!

IV

الغيمةُ الشّاردةُ 

التي قرأتُ في صَباح ظلِّهَا أصابعَكِ إثرَ وميض غمازةٍ،

سيبكي الزَّمنُ بعدها ثلاثين انعطافةٍ إلا قمرين بيننا، سيبكي مسافاتٍ ومدناً واغتراباتٍ،

الغيمةُ ذاتُها سأبوحُها لكِ على مَشَارف المتاهةِ المرتقبةِ...

V

سحرُكِ 

سحرُ إلاهةٍ؛ سموٌّ وهَلعٌ...!

لا طاقةَ 

لي على هذا الافتتان الجارف...    

VI

أتكىءُ على غيابكِ

وأقرأ خيبة السّماء

ثم أرثي المدينةَ البعيدةَ التي هجرتني.

VII

في السماء الآن

غيمة شاردة؛

وقد باتَ الفضاءُ علامةً 

تفيض بالاستفهام؟

VIII

لا أفقَ

يُسْنِدُنِي هذا المساء

ثمَّة شجرةٌ أقرأ فيها غربتي

أقرأ فيها صور أصدقائي

وحيث أقرأُ هَشَاشَتِي طُيُوْراً تَهْجُرُهَا السَّماءُ

أناديكِ....

 IX

أناملُكِ 

لأستردَّ إليّ

بهاءَ البعيد ...؟

X

غرفةٌ 

وردةٌ حمراء مركونةٌ إلى الأفق

عاشقان يَنْدلعانِ في صَرْخةٍ مارقةْ...!

 XI

التلُ الصّغير

البيوتُ المنحدرةُ نحو الشمس

البيارةُ المبتهجة 

قطعانُ القرية السّارحة في المساءاتِ اللذيذة

ثمة طفل غارق في الغبطة...

XII

تلك الأنهار العظيمة، 

تلك "الأنهار ـ السّراب"

 لمّا ولمّا نادتني

طويتُ قيظ الظهيرة تحت قدميّ الحافيتين ولم أصلْ، 

لم أصلْ أبداً...!

XIII

في أنينهِ

النّاي الكردي 

يجمعَ أوصالَك

يحشدُ صوتَك برمّته...ثم يرمي بالرُّوح في مجهولِ الأبد...!

XIV

قُلتُ لِصَاحِبي: 

سَنمْضِي إلى هذا المَجْهُولِ عَميقاً...!

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية