I

النقد                                         

النقد لايعني إعادة العمل الأدبي بلغةٍ أخرى، ولكنه يعني اكتشاف ما لا يقوله العمل، ما يرسمه من عوالم ممكنة، بل حتى مستحيلة...

II

ولادة النص النقدي

"النص النقدي لديّ ينتمي ضرورةً إلى لحظة المفارقة، اللحظة ــ الحدث، اللحظة ــ الأفق التي ستحضن "الجملة الأولى"، إذ أُعدها الحدَّ بين النص النقدي واللاــ نص. ومتى ارتضيت عن “الجملة الأولى:” فإنني أمضي ــ وإن كان بخوف ــ في جسد البياض. من دون ريبٍ أضع الترسيمات والخطط لكنها وتحت ضغوط اللغة النقدية وبخاصة تحت وطأة طابعها الاستعاري والأفكار الجانبية التي تندلع على خطوط التماس مع النص قيد القراءة تتعدّل، تتغيّر، تغيب وتحضر".

III

البداية:

"البداية"، الأحرف الأولى، الكلمات الأولى التي تشي بأنّ أغبرة الكتابة باتت تتشكّل وتتكثّف وتدور؛ لتبدأ العاصفة؛ فالبداية هي الممر لما سيأتي...

IV

أمراس

عن نفسي أشعر أنني أتعذّبُ كثيراً لإقناع اللغة بالامتثال والحضور إلى البَيَاض؛ هكذا أَشْعَرُ بأنَّ كلماتِ اللغة مربوطة بأمراس إلى جذوع اللغة لا حيلةَ لي في انتزاعها من مدارجها، ولذلك جرى/ يجري تأجيل المشروع الكتابي لشهور وسنوات أحياناً أو لا يُنجز مطلقاً.

V

بداية النّص: توديع الصمت

 تتسم البداية النّصية بموقع استراتيجي ــ بعد اجتياز القارئ للعنوان ــ فإذا كان العنوان يُمثِّلُ كثافة النَّص، فإنَّ «البداية النصية» تشكّل القنطرة التي ينطلق منها القارئ إلى فضاء النّص، ليتوه في دهاليزه ومغاراته، ولذلك تتمتّع البداية النصية بمجموعة من الأصناف (اسمية، فعلية، مكانية وزمانية....) والوظائف: ابتداء النص، إثارة القارئ، بدء الصراع بين القوى الفاعلة. ولهذا ينبغي على البداية النَّصية أن تكون مثيرة، مكثفة وتنطوي على ثيمة الصّراع المرتقب!

VI

النَّص والأصالة المزعومة!

 أنسجةٌ، وأليافٌ، خيوطٌ ملتوية على بعضها، رسوبياتٌ، شذارتٌ، أقوالٌ مسروقةٌ من هنا وهناك، لايمكن بحالٍ اكتناه مصادرها ومنابتها، والمنحدارت التي سيقت منها إلى تجاويف النصِّ وأغواره ودهاليزه، وما القارىءُ إلا قيّافٌ يُشرفُ على التيه...!

VII

الإهداء

غالباً ما يستغرق وضع "الإهداء" وقتاً وكلمات محددة...

الإهداء تُخْمٌ نصيٌّ، لعبة سيميائية، يشرفُ على النصَّ من موقع استراتيجيّ، بموجبه يتمفصل النَّصُّ، (أي انقطاعاً واتصالاً) عن العنوان والعنوان عن النصِّ، بل يشكل الإهداء القنطرة التي يتخذها القارىء سبيلاً للانتقال من العنوان إلى النصومن ثمَّ يغدو هذا الموقع بؤرة تأويلية لا مفرَّ من التموقع في تضاريسها وتوجيه ضربات مؤثِّرة إلى ما ينغلق به النَّصُّ إزاء القراءة

في كلِّ إهداء ثمة حكاية، ثمة سرٌّ...

VIII

الأدب والمكان:

يشغلني "المكان" كثيراً في الأعمال الأدبية والتشكيلية!

اَلمعضلة المكانية هي كيف ينتقل "المكان" من طابعه الفيزيائيّ، الملموس إلى طابعه الأنطولوجي [التعايش مع المكان وإخضاعه إلى آليات اللغة والثقافة] كشرطٍ للمكان جمالياً ومن ثمّ كيف يجري نسجه على مستوى الأعمال الأدبية والتشكيلية؟ كيف يتعامل الروائيُّ والشّاعرُ والقاصُّ والفنان مع، المكان"، ليكون بؤرةً للبلاغةِ والرّمز والإيهام والإيديولوجيا...؟                                

IX

عن اللغة، الثقافة، المكان وإرادة المعرفة/ القوة

إنَّ الكائن الإنساني يحيا في عالم سيميائي/ إشاري، فأيُّ شيءٍ ما أن يتسرب إلى الأنظمة الثقافية (أديان، أساطير، سرديات)، حتى يكتسب دلالةً "ما" في هذا النظام أو ذاك، لأن تاريخ «الشيء» ما هو في الحقيقة إلاّ إضفاء الدلالة عليه، وتأويلها، وكأنَّ «العالم» ــ وضمناً المكان ــ هو لعبة في حوزة التأويل الذي لا ينفك عن ترجيح الدلالات ونقضها في الوقت ذاته، إذ إنَّ الكائن الإنساني في علاقتهِ بالعالم / الواقع، يقوم بِسَمْطَقَةِ (من السميوطيقا) هذا العالم، أي جعله شيئاً رمزياً، مبطناً بالدَّلالة والمعنى، للسيطرة عليه عبْرَ المعرفة، حتى يكون هذا العالم مهيئاً للإقامة فيه، وعليه تبدو علاقة الإنسان بالمكان خلل التاريخ، تتم وفق إرادة القوة / المعرفة، إرادة الدلالة والمعنى، بل إرادة التأويل المستمر. وبهذا المعنى فإنَّ سمطقة المكان مدْخَلٌ للسيطرة عليه واحتوائه، ودمجه في المنظومة الثقافية العامة، ليُصبح جزءاً من المعيش اليومي، وبوصفه «الوعاء» الذي يعيش فيه الكائن، إذ تتلاشى الحدود والتخوم بينهما، فهو يلجُ «لا ـ شعور» الكائن، ليتحدث من هناك من «عتمة اللاشعور»، ويتحكم في تصرفات الشخصية وممارساتها الاعتيادية. ذلك أنَّ الكائن الإنساني مُحاطٌ بالمكان من الجهات كلها، وليس في حوزته سوى اللغة التي يُقْطِّعُ بها صلابة العالم إلى علاماتٍ وإشارات ودلالات.  والسؤال كيف يتشكل المكان في النصوص الفنية: رواية، شعر، قصة، نص درامي، لوحة تشكيلية...أو كيف ينظر الناصُّ إلى المكان فنياً ويتعامل معه...؟

X

ميزة الفلاسفة وعلماء الاجتماع في مقاربتهم للأعمال الأدبية تكمن في استبصاراتهم الفذة على كشف ما لا يستبصره نقّاد الأدب في الأدب: هايدغر، دريدا وزيغمونت باومان ...على سبيل التمثيل...

 XI

حيرة اختتام النص...! 

دائماً نتساءل كيف ننهي "النّصَّ"، على أيّ صورةٍ ينبغي أن ينتهي؟

إذا كانت "البداية" تدفعنا إلى دهاليز الكتابة والمغامرة في تضاريس البياض وانتهاك عذرية الصفحة البيضاء والاحتراق بنار التخيّلات والتوسُّل للغة لكي تأتي..، فإن "الخاتمة أو النهاية" تغدو جسراً للخلاص من عذاب الكتابة وأشواقها، فهي تعيدنا إلى النَّصِّ ذاته وتربط أوصاله ببعضها، بمعنى أنَّ الكاتب/ة ينتهي فعلياً من النّص، ولكن لا ينتهي من القول: هل الخاتمة ملائمة للنص؟ إنها الحيرة التي تبثها الخاتمة في نفس الكاتب/ة...

 XII

ندرة

ندرةُ الشعر تكشفُ عن قوّته، عن حضوره الأخّاذ في الفتك بالانتباه والاستغراق فيه، هذه الندرة غالباً ما تكون نادرة حتى في "القصيدة"ــ موطن الشعر ذاته...في الشعر ــ النادر نلمس بأصابع الشعراء ضفافَ الآلهة ...!!

 

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية