نعت هيفاء النجار وزيرة الثقافة الأردنية أمس الخميس، النحاتة والفنانة التشكيلية والشاعرة منى السعودي التي توفيت في بيروت عن عمر يناهز 77 عاماً بعد صراع مع المرض.

وأكدت النجار أن رحيل السعودي يمثل خسارة فنية وفكرية كبيرة على الصعيد الأردني والعربي والعالمي، بعدما سجلت إنجازات مهمة في مجال النحت تحديداً عبر رحلة فريدة ومتميزة.

وذكرت النجار أن منى السعودي التي عرضت أعمالها في الأردن ولبنان وفرنسا وأمريكا وعواصم عربية وأوروبية عدة، تركت بصمتها من خلال منحوتات زينت متاحف عالمية أبرزها «هندسة الروح» التي تتصدر واجهة معهد العالم العربي في باريس.

وتحدثت النجار عن تأسيس السعودي مدرسة نحتية توائم بين متخيل القصيدة والعمل الفني، لاجتراح فلسفتها الجمالية التي تمجد المرأة وتحويلها الحجارة الصلدة والرخام الذي تقطعه من حضن المكان الأردني إلى منحوتات ملونة، تنطق بالجمال ليغدو عملاً إبداعياً تكويناً يلامس الروح.

وعُرفت الأردنية منى السعودي المولودة عام 1945 في عمّان بشغفها الكبير نحو التعامل الفني مع الحجر، وحديثها الدائم عن نحت أحلامها من خلال أعمالها التي قدمتها ابتداء من «أمومة الأرض» عام 1965.

وقدمت السعودي أعمالاً نحتية مستمدة من أشعار أدونيس ومحمود درويش، والفرنسي سان جون بيرس، وراهنت على رؤية خاصة تجمع بين القوة المعنوية والتصميم بحيث تحوّل الحجارة إلى أشكال لا تخلو من النعومة والجمال.

وتباينت مواد منحوتات السعودي بينها «قمر مكتمل» من حجر الترافيرتين، و«أمزجة الأرض»، و«شروق الشمس» و«كسوف القمر»، و«المتشرّد» و«صبار» من حجر اليشم الأردني، و«ماء الحياة» من العقيق اليماني، و«هندسة الروح»، و«المرأة النهر» من الجرانيت الزمردي.

وعُرضت أعمال الراحلة كقطع رئيسية ضمن المركز الوطني للفنون الجميلة في الأردن، والمتحف البريطاني ومتحف جوجنهايم ومعهدي الفنون في شيكاجو وديترويت، وساحة العالم العربي في باريس، وغيرها من المتاحف.

وأصدرت السعودي عدة كتب أبرزها «أربعون سنة من النحت» عام 2007 لخص مشوارها حتى تلك المرحلة، ولها عدة مجموعات شعرية منها «رؤيا أولى» و«محيط الحلم».

وكانت السعودي تكتب على مدخل بعض معارضها عبارة «الحجارة نرفع منها محيط الحلم وتسكن فيها بدايات ونهايات، وهي حبلى بشوق التجلي».


الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).