قطفة ضوء

تبدو فتىً صالحاً أيّها الراعي

وأبوابك تبدو منصفة

تتهالك والريح صفعٌ

يركنها حجر الغائب

وتنوح مع العشب المستريح


تبدو أثيراً ظليلاً أيّها الراعي

تجيد قطف الضوء

يتلاعب بالماء

يموج في الحلم

 أو يوقن في الصدور


النّشوة تعلو جبينك

حين تصغي مبتهجاُ مثل مريدٍ

إلى الخراف

إلى الفراغ

والشعراء


 تبدو شهيّاً

حين لا تعير بالاً للتفاصيل

وشهيّاً أكثر

حين تقبّلني

حين تصغي إلى تأوّهات الخلق


أنت فتى صالحٌ أيّها الراعي

وأنا عنقاء حين أطير

وهوجاء حين أبذل

ورملاء حين أعند


تبدو شهيّاً

وأنت لا تعير بالاً للتفاصيل

وشهياً أكثر

وأنت تصغي إلى الخلق

قبّلني أكثر أيها الراعي

********

كلام يقوله النسيم 

المكان تلزمني منه أشياء

لا أُدركها

إلا حين ألتقيها

جبل

أعشاب برية

نمل يتشمّس فوق صخرة

وكلام يقوله بيننا النّسيم

***************

النفخ في المزامير

قبل الفجر بقليل

في فناء ما قبل الإبصار

أراك

بل أتقدّم في وضوحك

رويداً رويدا

كما لو أنني ألمسك


شعاعٌ ينسكب فوق وجهك

فوق عنقك

فوق صدرك الذّهبي

هو الأكثر جسارة

شعاع يعرف أنه وأنك باقيان

حتى لو فني هذا المعبد الدافئ

في الأرض

 يوماً


جداول منسكبة من روحك

تغنّي

 بلا هوادة

وأثيرك يسكن المكان

من الخفّة

حتى يسهل تحليقه

ومن الصّدق

حتى يصعب محوه بالنفخ في المزامير


إنه الفجر

وإنك

 أيّها الولد الجميل

نائم

إنه الفجر

وإنّني منهمكة

أحصي ذريرات الضوء

فوق صحراء بشرتك

كلّما ازداد عددها

قبّلتك أكثر

خشخشة

كان فضولي إلى الغد ينهشني

 يمسّني

كل مرة

 بطيف مغاير

 مرة يسحرني مثل سماء

تعلو صفحة الماء

وأحياناً

 مثل صحراء تبكي من عطش


اعتدتُ تبدّل أهوائه

 وصرتُ الأرض التي تجيب

صار بعدها غسقاً

يركض بعيداً

نحو الفجر

يذوي من لمسة

ويسدل أصيله

 حتى يضاء


الآن

أستدير إليه

فلا أراه

لكنني بالكاد

أسمع خشخشة..


مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية