الروائي واسيني الأعرج يعيد الكاتبة الجزائرية حنان بوخلالة، إلى دائرة الضوء من جديد، خلال نشره مقالة "سُوسْطارَة.. الحَفْر في عوالم الظلّ المنسيّة" في القدس العربي 25 - أبريل – 2023، محاولاً منح الرواية حيزاً يليق بها نقدياً وإعلامياً.. ويرى في هذه المقالة أن (( الرواية هزت بعنف منطق تغييب الحقيقة في "سوسطارة". وهناك شخصيات كثيرة، بعضها أهدت لها الكاتبة روايتها، لكن لا بطل إلا المكان: "سوسطارة". الحي هو النقطة المركزية التي تتجمع فيها حركة الرواية بقوة. وهو ما يجعلها رواية مكان بامتياز. )).

بالتأكيد الروائي الجزائري واسيني يعرف تماماً بلاده، ويتخيّل الأمكنة بأدق تفاصيلها.. لكن هل أي قارئ عربي أو أجنبي، يمكنه فعل ذلك، وهل استطاعت الروائية حنان بوخلالة تحقيق ذلك؟

رغم أن اسم الرواية المركب من "السور والستارة" قد يشي ببطولة "المكان/المدينة" إلا أن شخوص الرواية، بحكاياتهم، يسبقوننا إليها دون مشهدية لأمكنة تترك فيها تلك الشخوص ذاكرة ظل ما، فمن لا يعرف سوسطارة أو الحومة الواقعة في جنوب غرب مدينة الجزائر المسماة القصبة، لايمكنه تخيّلها، أو تشكيل تصور عام عن معالمها أو ملامحها، رغم ذكرها لأماكن بعينها، كجامع كتشاوة وحي ميسوني ومقهى ملاكوف وشارع ديدوش مراد.. ومع كل ذلك يحسب للكاتبة بوخلالة إهتمامها الخاص بالمدينة، وإشاراتها العميقة للجزائر ككل، ولما مرت به من أحداث دموية وتحولات قاسية وحادة.


الزمن/الحكاية

من الإهداء:(إلى زينب وعليلو ويوسف أينما كنتم)، من الإهداء إلى شخوص من روايتها يوحي بحقيقيّتم، ومروراً بكل عتبات الرواية تعتني الكاتبة ببناء تلك الشخوص من جهة، وبدورهم في بناء الرواية وقيادة مساراتها السردية من جهة ثانية، فهي تبدأ الحكاية بهم مسلطة الضوء على جوانب من حياتهم المظلمة، بحاضرها أو بماضيها، وبسلبياتها  وإيجابياتها.. ضمن سرد وتداعٍ وحوارات.. ولغة جزلة ورشيقة، تتخللها أحياناً العامية الجزائرية، لكنها تساهم في تباين مستوياتها.

وقد يبدو البناء الروائي تقليدياً معتمداً على التسلسل الحكائي، إلا أن التقنيات الفنية في تنويع الروي والرواة، وتنويع وتوزيع مسارات السرد على أزمنة مختلفة، يمنح للكاتبة مشروعية بحثها عن خصوصية تجربتها.

تتخذ الرواية مسارات متعددة: اجتماعية بما ترصده الكاتبة من تحولات للعلاقات المجتمعية المتشابكة بالمسار الديني والاقتصادي والسياسي والتاريخي.. وذلك عبر صياغاتها لشخصياتها، ونبشها لجوانب نفسية ووجدانية فيها، وبما نتابعه من تطور وتبدل في مواقفهم وحياتهم عبر "حكاياتهم" التي توزعها الكاتبة بتقنياتها الخاصة على زمن السرد وزمن القص، في تداخل لافت بين الزمن الوقائعي والتخييلي.. وقد يكون الزمن بالإشارة إلى حدث ما، "كالعشرية السوداء"، أو قبل أو بعد انتهاء وقت ما "كالعدة"، أو بوصف طقوس فصل من فصول السنة، أو مناسبة من المناسبات، دون رزنامة رقمية للأيام أو الشهور.

تبدأ حنان بوخلالة روايتها بالبحث عن والد زينب وصديقها المختفيين.. وبروي العارف من خارج الرواية، وبضمير الغائب  تتحدث  عن بطلة الرواية وما تركه هذا الافتقاد من ألم وخيبة.. وبين التناوب والتضمين، تنتقل إلى حكاية جديدة عن صديق زينب الافتراضي الذي لايعرف إلا الكتابة: (وجهة تؤدي إلى طيفه، وجهة تفضي إلى حكاية "عليلو" "عليلو" غريب بطعم صديق حميم). ومن ثم إلى اسم جديد "ميمي السحارة" لتصفها زينب أو لتحكي عنها مع أختها "سعاد"، وهكذا خلال أقل من ثلاثة صفحات يتعرّف القارئ على أربع شخصيات، وأربع حكايات عنها بتبدلات للروي والرواة، منهم من يتكلم عن نفسه، ومنهم تتكلم عنه شخصية ما، ومنهم من تتكلم عنه الكاتبة.. ولزخم الحكايات بعد "مرض الصمت" تفتح نافذة جديدة للبوح عبر "النت" بين زينب وصديقها الافتراض " لا أحد"، وتتالا الحوارات المفعمة بالأحداث وسير الشخوص والمعاناة والخيبات والقراءات الشفيفة لدواخل الذوات.. وهكذا تبدأ أغلب المقاطع باسم شخصية ما، أكانت رئيسية أم ثانوية، وتحمل معها حدثاً ما مثلاً: "قصدت ليندة الكحلوشة رسامة الربوترهيات.."، وهو الذهاب الذي التقت فيه زينب بحبيبها.. أو حالة شعورية: "لم يكن يوسف ليصدّق أن الأمر حدث حقاً".. أو استرجاع لماض: " كنت في السابعة عشر وكان نسيم في مثل عمري".. أو استحضار لذكرى ما : "أخبرني عمي رويشد أنه سيجعلني أمثل معه عندما أكبر".. وكل هذه الأحداث والتفاعل معها والحكي عنها جاء ضمن زمن عام يبدأ قبل "العدة" الثلاثة شهور المخصصة للمرأة بعد طلاقها، ويستمر خلالها وينتهي معها ومع بيعها للقلادة الذهبية التي أهداها إيّاها والدها الغائب، والبحث عنه وعن صديقها عليلو.. وعودتها إلى "سوسطارة" حومة الشمس والأغنيات، وحذاؤها الجديد يعض قدمها.. لتختتم روايتها بما بدأتها به..

الشخصية المحورية

تعتني بوخلالة بشخصياتها التي تتوزع بين الرئيسية والثانوية، والحاضرة والغائبة، والثابتة والعابرة.. وتتباين في دورها وعلاقاتها بأحداث الرواية، أكان في صنعها أو في المشاركة بها والتفاعل معها سلباً وايجاباً.. لكن ثمة قاسماً مشتركاً يربط كل هذه الشخصيات، وهو "زينب" الشخصية المحورية، بحضورها المباشر وغير المباشر، أكان في الأحداث الواقعية، أو التخييلية، أم في الحكي عنها، أو حتى في سماعها، كما في حواراتها مع عليلو الأصم الأبكم.. بيد أن هذه المحورية لاتمنح لزينب البطولة كشخصية نموذجية، ليست لأنها أبنة مجتمع منغلق، متزمت فكرياً وثقافياً واجتماعياً.. وحسب، بل لأن الكاتبة استطاعت نحت شخصية تعكس بيئتها، فهي عنيدة وطيبة ومتمردة، صادقة وحزينة، جريئة ومحبطة وقلقة.. متكئة في نحتها على "علم النفس التحليلي" في انعكاس طفولتها على بلورة شخصيتها، فزينب التي ولدتها أمها داكنة اللون، مشعرة، وعرجاء- مع أن العرج قد لايظهر بعد الولادة مباشرة- لم تنل رضى أمها، وظلت تناديها "بالمبدولة" لاعتقادها أنها ليست ابنتها، بل تم استبدالها بمولودة أخرى في المستشفى.. وحتى بعد شفائها من عرجها ظلت تعاملها بشكل مختلف عن أختها سامية، رغم كل ما قامت به لإرضائها، واستمرت اشكالية تلك العلاقة وندبة العرج مع نضوج زينب، "وكل ذي عاهة جبار"، وفي المقابل كانت علاقة زينب بوالدها مميزة، أكانت علاقة شفقة أم تعاطف خاص أم محبة خالصة.. رغم وجود أخيها عزيز وأختها سامية؟ وإن شكّل هذا الاهتمام تعويضاً عن محبة أمها، فقد منحها أيضاّ تميزاً "ذكورياً" ساهم في عنادها وتمردها فيما بعد، فقد كان والدها يفتخر بها ويصطحبها إلى مقهى "مالاكوف" وكانت من أصغر رواده والبنت الوحيدة التي جالست هواة الشعبي وملقني القصيد.. كما كان يأخذها معه إلى محله الخاص ببيع الكتب والتحف، وكانت تلتقي هناك بزبائنه من الفنانين وأصحاب الذوق الرفيع، وهناك اكتشفت حب الكتب، وتعلمت الإصغاء للأشياء التي تخبرها بصمت عن رحلات العمر، وتعلمت كيف تكون الأشياء أصلية وذات قيمة حتى وإن لم تبدو كذلك.

 وإن كان الشفاء قد أزال العرج صحياً من "الكعوانة"، لكن زينب لم تشفى من ندبته النفسية، ورافق ذلك غياب والدها بعد اعتقاله، لكنه ظل حاضراً في أحلامها وهواجسها وأمنياتها وخيباتها، وفي السلسة الذهبية التي باع آلته الموسيقية "البندول" واشتراها كهدية لزينب ، ولتكتشف فيما بعد أن السبب ليس لوجود مرض في أصابعه، بل لأن الغناء والعزف من "المحرمات".. وظل والدها حاضراً في مشاحناتها مع أمها التي أحرقت كل أغراضه في خطبة سامية.. وحتى انقطاع السلسلة، الذي كان سبباً لخروجها من البيت أثناء "العدة" استدعى حضوره:(تبا لك ولسلسلتك وللذي أهداك السلسلة. أفسدك بدلاله وورطني فيك. لولا أنه تدخل فيما لا يعنيه لكان الآن هنا يتحمل مسؤوليتك. الله لا يساحمو وين كان حي أو ميت).

إذن، تتابع الكاتبة بوخلالة خيبات زينب منذ طفولتها ونضجها ودخولها فرع في الجامعة لايعجبها، وفشلها في علاقها الأولى - مع إنها مرت عليها سريعاً- ومن ثم حياتها الزوجية الفاشلة؛ زوج شاذ يريدها امرأة الثقوب، ويحرمها من الحمل والانجاب، ومن والعمل وممارسة حياتها الطبيعية.. ومع أن البداية المتسرع لعلاقة الحب "كالأفلام" يتحمل مسؤوليتها الطرفان، وما يعكسه ذلك من مرجعيات مجتمعية مفككة وهشة..  لكن الكتابة لم تمنح لشخصية يوسف إلا حيزاً قليلاً من "التحليل"، ولم تترك للقارئ إلا أشارت بسيطة - كاستلابه لأمه- كي يحمّله مسؤولية فردية بفشل هذه العلاقة في مجتمع ذكوري متزمّت اجتماعياً ودينياً، منغلق ثقافياً وفكرياً.. وفي المقابل مدت الكاتبة مع شخصية زينب المرتبكة بمشاعرها، وهواجسها غير المنطقية برؤية والدها، مدت خطاً موازياً ببنائها لشخصية عليلو، وإن لم تفصّل في كل جوانبها أو تعود إلى طفولتها، إلا أنها إضافة لتقاسمها الحكايات وسردها، بلغة عالية وأفكار عميقة، قاسمت زينب الخيبات واليوميات، ولو عبر النت، فكلا البطلان متعلمان مثقفان حسّاسان مضطربان مكتئبان يعيشان الملل والهواجس والأحلام المتكسرة.. والأهم: الخيبات، خيبة زينب بعد تجربتها العشق والزواج، وخيبة عليلو في فشله ببناء علاقة مع ياسمين، وفي تحقيق أحلامه بتطوير وضعه المعيشي، أو في السفر إلى أوروبا.

ولم تتوقف محورية شخصية زينب على حضورها المباشر وغير المباشر، بل استطاعت الكاتبة من خلال علاقاتها الأسرية والمجتمعية، أن تضيف شخصيات جديدة، وحكايات عنها، وتفتح مسارات أخرى للإحاطة بظاهرة ما، أو لتسليط الضوء على حالة ما.. فمن خلال عليلو أضافت أخته "خديجة"، وطرحت "بانتحارها غرقاً" موضوعاً حساساً وإشكالياً، انسانياً واجتماعياً ودينياً.. وأخته "حليمة" وابنها "سيد علي"، وبهما عرّجت على النواحي الأمنية والقمع والاعتقال والملاحقة.. بالإضافة إلى تسليط الضوء على المهاجرين الأفارقة وحياتهم البائسة، وعلى مدمني أفلام البورنو.. تطرقت لموضوع الإدمان وتبعاته عبر "حميدو" الذي قتل صديقه العزيز "زكا"، وبكاه كثيراً بعد زوال تأثير المخدرات.. ومن خلال صديقتها "منال" الغنية استعرضت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، والفرق بين الأغنياء والفقراء والأحياء القابعة في الظلمة والأحياء الراقية..

وبعلاقة زينب بجيرانها، تناولت الكاتبة الادمان على الكحول من خلال "عمار لافامي" سكير الحومة الذي لا يصحو أبداً من ثمالته.. وبعلاقتها بأقربائها تطرقت لظاهرة صارت سائدة في أوروبا ولها قوانين زواجها، لكنها مازالت "إشكالية" في مجتمعاتنا، وهي المثلية الجنسية، وذلك من خلال شخصية "بشير" ابن عويشة خالة زينب.. كما وتستحضر جدة زينب للحديث عن الاستقلال ولبس الأزياء الخاصة وتعليق الأعلام على الشرفات.. وصولاً للعلم المصري والجزائري، ومباريات كرة القدم والصراع القديم المتجدد بين فريقي وجمهور البلدين، والاشتباكات الجسدية والاعلامية المستمرة.. وعلى الصعيد الفكري والديني والسياسي، كانت شخصية زوج عمة زينب "صويلح" وله من اسمه نصيب، الأكثر أهمية في تمثيل الأحداث من بدايتها وصولاً إلى المصالحة، وتمثيل رجال الدين والسلطة والمنافقين، والعمالة والخيانة التي طالت والد زينب وارسلته إلى غياهب السجون، وربما الموت. (لقد أضر بوالدي مرتين؛ يوم أقنعه أن موسيقاه حرام فسكت صوته وباع مندوله، ويوم استنجد به ليهربه ممن كانوا يطلبونه... وليس ببعيد أن يكون هو نفسه "بوشكارة" الذي رافق الأمن يوم قبض على أبي.).

 في الرواية شخوص رئيسية ودائمة، وشخوص ثانوية وعابرة تمر مرور الكرام، وشخوص سخّرتها الكاتبة لتحقيق ما تم ذكره سابقاً.. لكن ثمة شخوص من صلب الأحداث، ومن البيئة التي عاشتها زينب، لم تفها حقها من التناول، كشخصية يوسف مثلاً.. وشخوص مهمة في مواكبة تطور شخصيتها منذ طفولتها، لم تأبه بها كثيراً، كشخصية أختها سامية وأخيها عزيز.. مما يثير التساؤل هل لتميّز شخصية زينب وعمقها ومحوريتها علاقة "بسيرّية" الكاتبة، أي هل قدرة حنان بوخلالة على تكثيف وتعميق شخصية زينب دون غيره، نابع من كتابتها تجارب من حياتها، أي من سيرتها الذاتية؟

جرأة لغة وبوح

تمتلك حنان بوخلالة في تجربتها الروائية الأولى جرأة لافتة، ظهرت بوضوح في تعاملها مع اللغة وتراكيبها وجزالتها وبلاغتها من جهة، وفي تباين المستويات اللغوية بين شخوصها من جهة ثانية، واستخدامها للعديد من أساليب السرد، والأنواع والأجناس الأدبية: كالقصة والشعر والغناء والحكايات الخرافية والأمثال الشعبية والأسطورة..( اغريبا البربرية  التي ترج أساورها ليميزها والدها "اينوبا" عن وحش الغابة فيفتح هلا الباب)، وفي الرواية رياضة وسفر وموسيقا وفن تشكيلي وسينما.. وغزل شفيف، وسخرية وتهكم أيضاً: كحليمة التي تحكم على الرجال من قفاهم.

واللافت في جرأتها أيضاً محاولاتها إبراز العادي من المعاني والمصطلحات بتراكيب مغايرة وموحية، كوصفها للصيف أو للمطر، أو كتعبيرها عن الخيبة أو الملل أو الصمت: (الصمت صديق محتال يحفر فيك عميقاً، يجعل المكر يتفشى في كريات دمك، في خلاياك كلها، يروضك على الاستكانة على بلع هزائمك واحدة بعد الأخرى.).

وبهذه اللغة استطاعت بوخلالة أن تكون زينب الطفلة وزينب المطلقة، كما استطاعت أن تدع الشخصيات تعبر عن نفسها، بأحاسيسها، وبثقافتها.. وأن أرادت أن تقوّلها ماتريد، عادت بها إلى وضعها الاجتماعي وبيئتها وحياتها اليومية، محافظة على تباين مستوياتها اللغوية تبعاً لها، مما يجعلها تتطعم حواراتها أحياناً باللغة الدارجة أو العامية الجزائرية.

وبهذه اللغة كانت جريئة في انتقاد العديد من المظاهر السلبية، ونبش المسكوت عنه عند النساء المظلومات في العالم الذكوري، مفصّلة بكل جرأة حياتهن الجنسية: من طقوس الزواج وفض البكارة، وصولاً إلى الرغبات المكبوتة ورفض المرأة للخضوع لسطوة الرجل، وللعادات والتقاليد البالية.. وانتهاء بالطلاق وطقوسه والعدّة وتبعاتها ونظرة المجتمع المتخلفة لها.. هذا بالإضافة إلى جرأتها في طرح ظاهرة المثلية الجنسية، وإدمان الشباب على المخدرات والأفلام الجنسية، وتداعيات الأوضاع الاقتصادية والمعيشية القاسية كالتسكع في الشوارع والبحث عن طعام بين القمامة.. ولكن الأهم في الرواية هي الأحداث الدموية المحزنة التي مرت بها الجزائر العاصمة خاصة وكل البلاد عامة.. وقدرة بوخلالة على طرحها ببساطة وحيادية، وبلغة بوح تتناسب مع مرحلة بطلة الرواية العمرية، متكئة على ذكرات وتساؤلات عفوية..

 (أذكر ذلك الزمن بخوف، تلك المظاهر التي لم نكن نعرفها من الألبسة الأفغانية إلى الشعارات، التجمعات والهتافات: "عليها نحيا وعليها نموت في سبيلها نجاهد وبيها تلقى الله ". سألت عمتي عن معنى هذه العبارة، فأجابت إنها اللحية التي أمر الله رجال المسلمين أن يعفو عن قصها.. ورغم صغر سني استغربت جوابها، لم أفهم كيف تقام كل هذه "الهيلولة" من أجل لحية؟

 أخذت تستغفر: استغفر الله أوامره عز وجل تطبق ولا تناقش. اللحية من مظاهر تمييز المسلمين عن الكفار.

-هل أبي وعمي زوبير كافران؟ لا لحية لهما !؟).

الروائية في سطور:

حنان بوخلالة كاتبة جزائرية، تعمل حالياً في قطاع التعليم، حائزة على شهادة ليسانس في العلوم السياسية، وعملت سابقاً في مجال الصحافة، ونشرت العديد المساهمات والمقالات في صحف وطنية وعربية، وشاركت في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية، كمهرجان لاهاي .. وفي رصيدها جائزة القصة القصيرة عن وكالة الإشعاع الثقافي عام 2012. وهي الآن بصدد نشر روايتها الثانية " أولاد المنصور" في القاهرة.

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية