صدر حديثاً عن دار «ببلومانيا» للنشر والتوزيع في القاهرة، ديوان «لأنك استثناء» للشاعرة السورية الكردية سلمى جمو.

ويعتبر هذا الديوان الأول لها في مجال الشعر، إذ تخوض فيه من خلال قلمها أفكارها الجريئة ومواقفها الثابتة؛ لتواجه به هذا العالم الصاخب المليء بالكوارث النفسية وتداعياتها الخطيرة على المجتمع والفرد.

يقع الديوان الذي كتبته جمو بين أعوام (2013 – 2020) في 98 صفحة من القطع المتوسّط، ويضمّ ثماني وعشرين قصيدة، تنتمي فنياً إلى شعر التفعيلة، ولتحمل لوحة غلافه توقيع الفنّان الإسباني الراحل «سلفادور دالي»، التي تعدّ إسقاطاً رمزياً وفنّياً لما يحمله الديوان من قضايا عديدة، ونذكر من عناوينه: «أيقونة صوفية»، «حب... وسواس خناس»، «شيزوفرينيا الكون»، «بيدوفيليا»، «مجزرة جسد أم روح؟!»، وغيرها من عناوين قصائدها.

وصدّرت الشاعرة سلمى جمو ديوانها على صفحتها في الفيسبوك: «لا زلت أؤمن بأن الأدب والفن أكثر هيبة وأكثر إرهاباً للجهل والمجتمعات البدايئة من الأسلحة والتطورات التكنولوجية. أؤمن أيضاً أنه يتوجّب على الكاتب توظيف اللغة للفكرة وليس العكس؛ فبالفكرة وحدها يمكننا أن نغيّر وقائع سيئة إلى الأفضل».

مضيفة: «الكاتب، سواء الكاتب الروائي أو القصصي أو الشاعر مسؤول أمام نفسه قبل أن يكون مسؤولاً أمام القارئ عن ذاك النتاج الذي أنتجه. لعصر أكثر فاعلية للقلم، وأقل فاعلية للجهل أقدّم لقرّاء الأدب والثقافة باكورتي الشعرية الأولى «لأنك استثناء» الصادرة عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع، والتي تكوّنت من ثماني وعشرين قصيدة، جاءت في (98) صفحة».

هذا وجاء في الإهداء: «للجنون الذي يرفضُ أناك الأعلى إلا أن يلجمَه، القابعِ في إحدى زواياك، متسمّراً فيك بإخلاص، لعلّك تفسحُ له قليلاً منك كي يقودَك إليك الحقيقيّ.

لكلّ الذوّاتِ الهشّةِ التي لم نتعلّمْ كيف نعاملُها بلطف.

ولكلّ الجهاتِ اليمنى التي على سبيل الصدفةِ أصبحتْ أسيرَتها الستوكهولميّة».


ومن أجواء المجموعة مما جاء في غلافها الخلفي:


ذاتَ مساءٍ

تسلّلَ على أصابع القرف

انسلَّ تحتَ ملاءةِ الترقّب

اندسَّ في فراش شهوةٍ حيوانيّةٍ...

أناملُه

مضطربةٌ

شبقةٌ

جبانةٌ...

باتَتْ ترسمُ دوائرَ وهميّة

على جسد طفوليّ،

تتتبّعُ خريطةَ بدنِها

باحثةً عن فجوات

انزلاقاتٍ


وهنا مقطع من قصيدة (اقرأ):


سُليمةَ الأمانِ

زمّليني بثوب طيفِك الفيروزيّ!

ودعيني أختفي في خطوطه عن وجودي اللاموجود دونك!

دثّريني بدفء وجنتيك الياقوتيتين

لأُذيبَ بهما صقيعي السعيريّ عداك.

ما لكِ لا تدركين أن هذا القلبَ يَدثُرُ دونَ ضجيجك!

وأن معشرَ العشّاقِ

لا يؤمنون بنبوءة

لا تستمدُّ يقينَها من ملكوتك!

فاِستلي سيفَ الشغفِ من هذا الجسد

ولتكوني كما ألِفتُك

عظيمةً في كرّك وفرّك

على أرض حرب

أنت الأدرى بشعابها.


الجدير ذكره أن سلمى جمو شاعرة وكاتبة كردية سورية، من مواليد مدينة كوباني عام 1992، متخصّصة في الإرشاد النفسيّ، من جامعة مرسين التركيّة، تكتب الشعر والمقالات الأدبية والنفسية في المواقع والصحف الكردية والعربية والدولية، وتجيد اللغتين التركية والعربية، إلى جانب لغتها الأُم.



الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).