أهلاً بكم أعزائي الأصدقاء الكرام

كنتُ قبل هذه المرة وفي حلقات عديدة، ذكرتُ فرقة الفوج الكشفي الرابع للموسيقا الكشفية التابعة للسريان في مدينة الحب القامشلي، وفي فترة بداية الستينات من القرن الماضي، وذلك بأن ذكرتُ مجموعة من الشباب الصغار العازفين على مختلف الآلات النفخية والإيقاعية، بحيثُ كانوا يعزفون مختلف المقطوعات والاناشيد الوطنية السورية، وكذلك بعض الأغاني السريانية، وكل ذلك الفضل والإشراف والتدريب الموسيقي يعود للموسيقار الكبير القدير والمتمكّن في اسرار الآلات النحاسية (من أيام خدمته في عسكرية فرنسا) ألا وهو الخالد الذكر المرحوم :

المايسترو حسن الترك رحمه الله وطيّب ثراه .

أحبائي، يسرني جداً أن أخصّص في هذه الحلقة عن القائد الموسيقي الكبير المرحوم حسن الترك الذي عاصرناه في ذلك المجد الذهبي في فرقة الفوج الكشفي الرابع للموسيقا التي أوليَ له (للمايسترو) بأن يتولّى تعليمها وتدريبها في فترة قبل نهاية الخمسينات من القرن الماضي، واستمر الاستاذ حسن في الإشراف عليها ولغاية سنة 1967، تلك السنة التي أثخذ القرار فيها بعد نكسة حزيران 1967في تأميم جميع المدارس الخاصة في سوريا ومن بينها المدارس السريانية في القامشلي!

ولكن مع ذلك استمرت قليلاً الفرقة الموسيقية للفوج حتى ما بعد سنة 1968.

ولكن أهم ما في الأمر وهو بأن الشباب الصغار عازفي الآلات النحاسية والإيقاعية استمروا في تدريباتهم في مقر ثانوية النهضة وأحياناً في مقر الفوج الكشفي الرابع، وهو مركز قبو المدرسة الأحدية في كنيسة مار يعقوب، والأكثر أهمية من ذلك بأن مجموعة الشباب الهُواة بعد أن احترفوا قليلاً في العزف أكملوا نشاطاتهم في غرفة الموسيقا الخاصة في المركز الثقافي القديم الواقع تحت سينما شهرزاد الصيفية، وكذلك في تقديم الحفلات على ذات المسرح في المركز الثقافي المذكور، وفي فرقة موسيقية شرقية ونحاسية بنفس الوقت وتحت إشراف وتدريب موسيقار الأجيال السريانية الرائد المرحوم كبرئيل أسعد. وكنا قد عرضنا في حلقات عديدة عن تلك الحفلات في فترة الستينات.

المايسترو المرحوم حسن الترك مع مجموعة من بعض تلاميذه حوالي سنة 1966

الرائد الموسيقي المايسترو المرحوم حسن الترك وفضله في تأسيس الموسيقا الكشفية لا يمكن أن يُنسى أبداً، ونذكر هذه الحادثة على سبيل المثال في عزف الاستعراض الكبير وترتيب اللباس الموحد للعازفين كالضُباط وذلك عندما جاء الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في زيارة إلى القامشلي أثناء الوحدة بين سوريا ومصر وكان ذلك حوالي سنة 1960 .

دُهش الرئيس جمال عبدالناصر مما شاهدت عيناه في مدينة الحب القامشلي من الاستعراض الرياضي بأنواعه لنادي الرافدين والفوج الكشفي الرابع التابع للأمة السريانية ومنها على وجه الخصوص الفرقة الموسيقية وبقيادة المايسترو حسن الترك!

كان للمرحوم حسن الترك ثلاثة ابناء مما اتذكرهم شخصياً وكبيرهم كان اسمه بديع كان يتردد الى المركزالثقافي دوماً... وايضاً من أبنائه الصديق غسان (كان مرحاً جداً) والصغير عصام وكلاهما كانا في الفرقة الموسيقية للفوج الكشفي الرابع.

الهوية الشخصية للمايسترو المرحوم حسن الترك.

بالمناسبة كنتُ ألتقي دوماً بتلاميذ المايسترو حسن وهم كُثُر ومعظمهم يذكرونه بالخير وفضله عليهم ومنهم على سبيل المثال:

الصديق الموسيقار الأب جورج شاشان، الصديق الموسيقار المرحوم جوزيف ملكي خوري وأيضا الصديق الموسيقار رياض نصرالله وكثيرون.

أعزائي الأصدقاء.. ترحموا معي جميعاً على روح القائد الموسيقي الكبير والغائب الحاضر معنا المرحوم حسن الترك !

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).