يعد تكوين القدم أحد التراكيب المعقدة في الجسم؛ حيث تتداخل العظام بها مع الغضاريف، وكذلك الألياف والعضلات، وهو ما يساعد على سهولة الحركة ودعم القدم.

ويتعرض مشط القدم وأصابعها للكسر؛ حيث يعد من أشهرها الكسور الإجهادية، وترجع للركض فترات طويلة من غير راحة، وأيضاً الكسور غير الإجهادية، والتي يتسبب فيها الارتطام بأي شيء صلب.

يمكن أن يصاب المشط بالكسر في أي جزء من عظامه، وإن كان الأغلب أن يحدث في منطقتي القاعدة ومحور المشط أو الجسم، ومن أشهر الكسور التي تصيب هذا الجزء كسر جونز.

ونتناول في هذا الموضوع كسر مشط وأصابع القدم بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها، وطرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.

تكوين القدم

تتكون القدم من 5 عظام مشطية، وهي تمثل حلقة الوصل بين عظام رسغ القدم والعظام السلامية التي توجد في الأصابع. ويوجد إضافة إلى هذه العظام 14 عظمة سلامية، والتي تتوزع على الخمسة أصابع، وكل أصبع يتكون من 3 عظام، إلا الأصبع الأول، فإن به عظمتان فقط.

ويوفر تصميم هذه العظام الدعم لحركة القدم، فهي تعمل كلها وفي نفس الوقت؛ بحيث يتمكن الشخص من السير والقفز من مكان لآخر.

وتقع عظام المشط في وسط القدم، وتمتاز بأنها طويلة، وتتكون من 4 أجزاء مهمة، الأول الرأس، والذي يمثل مفصلاً مع قاعدة الأصبع.

ويعد الجزء الثاني العنق، وهو المنطقة الضيقة بين الرأس والمحور، والجزء الثالث المحور أو الجسم، والذي يعد أطول أجزاء من عظام المشط، والجزء الرابع القاعدة، والتي تمثل مفصلاً مع الرسغ.

أنواع الكسور

يتعرض مشط القدم للعديد من الكسور والتي تختلف أسبابها بحسب نوع الكسر، وكذلك أصابع القدم، وذلك على الرغم من ضآلة حجمها.

ويقسم الأطباء أنواع الكسور التي تصيب مشط القدم وأصابعها إلى كسر إجهادي وكسر غير إجهادي، والذي يحدث بسبب التعرض للتصادم، وكسور ثابتة وأخرى متحركة، وكسور مفتوحة ومنغلقة، وأخيراً كسر جونز، وهو من الكسور الشائعة الحدوث التي تصيب القدم.

ويرجع الكسر الإجهادي في الأغلب إلى وقوع إجهاد كبير على القدم، ولذلك تكثر الإصابة بهذا النوع لدى الرياضيين، وبالذات من يشتركون في سباقات العدو، والعسكريين، والذين تقتضي تدريباتهم بذل جهد كبير في الجري والقفز.

تشوهات القدم

يمكن أن ترجع بعض الكسور الإجهادية، إلى وجود تشوهات في بنية القدم، أو لأن لشخص مصاب بهشاشة العظام. وتشمل أيضاً الأسباب استمرار ارتداء أحذية غير مناسبة خلال المشي ولمدة طويلة، كالأحذية ذات الكعب العالي.

وتعود الإصابة بالكسور غير الإجهادية إلى تعرض القدم لإحدى الصدمات القوية، كأن ترتطم بشيء ما صلب، أو يقع على مشط القدم شيء ثقيل، ومن ضمن الأسباب أيضاً حوادث السيارات والوقوع من على السلالم.

وتعد كسور أصابع القدم غير إجهادية، لأنها تتعرض لإصابات وضربات شديدة، وذلك عند الاصطدام بأشياء صلبة، كالكراسي الحديدة وأرجل الطاولات، وكذلك عند وقوع أشياء ثقيلة عليها.

كسر جونز

يصيب القاعدة المشطية الخامسة للقدم، وهي العظمة المشطية التي تقع عند قاعدة أصبع القدم الأصغر، ويعرف بكسر جونز.

وتعود هذه التسمية إلى الطبيب الذي وصف هذا الكسر لأول مرة، وكان أصيب بهذا الكسر خلال رقصه، ولذلك يعرف هذا الكسر بالكسر الراقص.

ويتعرض لهذا النوع راقصو الباليه ولاعبو كرة القدم، وترجع الإصابة به إلى التواء القدم لأعلى وأسفل خلال الجري أو الرقص، ومن الممكن أن يتعرض أي شخص للإصابة بكسر جونز عندما يلتوي كاحله أثناء السير.

وجع شديد

يعاني المصاب بكسور الأصابع ومشط القدم، العديد من الأعراض؛ حيث يجد ألماً شديداً أثناء ممارسة الرياضة أو المشي لفترات طويلة، أو بعد الانتهاء، وذلك في حالة كان الكسر من النوع الإجهادي، كما أن الألم يكون غير محتمل عندما تصاب أصابع القدم.

ويختفي الألم بعد أن يحصل المصاب على راحة، غير أنه يعود من جديد عندما يمارس الرياضة أو يمشي لمسافة طويلة، ويجد المنطقة المصابة بالكسر تؤلمه إذا قام بلمسها، كما يكون بها تورم بسيط.

ويتغير لون المنطقة المكسورة عند الإصابة بالكسر غير الإجهادي، ويصبح لونها أزرق في اليوم التالي لحدوث الكسر، كما يتكون ورم شديد، مع صعوبة الوقوف على القدم.

شقوق العظام

تؤدي الإصابة بالكسر الثابت إلى تكون شقوق في عظام القدم من غير أن تتحرك هذه العظام من موضعها، في حين أن أجزاء العظام تتحرك بعيداً عن بعضها إذا كان الكسر متحركاً، وبالتالي تصبح غير ثابتة في مكانها.

ويشكو المصاب عند التعرض للكسر المنغلق من ألم وورم، إلا أنه ظاهري فقط، ويعد الكسر المفتوح أخطر، لأن من أعراضه وجود جروح في الجلد، ولذلك يجب تنظيف الجرح بعد الكسر فوراً، كي لا يتطور الأمر بسبب البكتيريا.

ويصاحب كسر جونز ألم شديد وتورم، ما يؤدي إلى صعوبة في المشي أو الحركة بصفة عامة، ويتسبب ضعف وقلة الدم الواصل إلى القاعدة المشطية الخامسة في صعوبة أو بطء التئام هذا الكسر.

الإسعافات الأولية

يجري الطبيب أشعة سينية حتى يقيم الكسر ويحدد موقعه ومدى قوته، وتظهر أغلب الكسور الإجهادية في صورة شقوق صغيرة، ويمكن ألا تظهر في صور الأشعة حتى تمر أسابيع عدة، وبعدها تبدأ عظام جديدة تتكون حول موضع الكسر.

ويلجأ لذلك الطبيب إلى إجراء أشعة رنين مغناطيسي، لأنها تظهر الكسور الإجهادية بصورة أدق من أول حدوث الكسر، كما تبين أي تغير يطرأ على هيئة العظام.

ويبدأ علاج كسور مشط القدم والأصابع، سواء كان الكسر إجهادياً أو غير إجهادي، من خلال بعض إجراءات الإسعافات الأولية.

وتشمل عمل كمادات ثلج على المنطقة المصابة، وذلك بهدف تخفيف حدة الألم والورم، مع رفع القدم؛ بحيث تكون أعلى من مستوى القلب.

ويجب على المصاب ألا يضع حمله عليها، مع محاولة ربطها برباط ضاغط، وفي الأغلب فإن هذه الكسور تستمر من 6 إلى 8 أسابيع حتى تلتئم.

علاج تحفظي

يحبذ بالنسبة لكسور أصابع القدم التزام الراحة التامة، فلا يجب أن يمشي المصاب مسافات طويلة، أو يحمل على الأصبع المكسور بأي شكل.

ويمكن ربط الأصبع المكسور بجبيرة بسيطة، أو تجبيسه، مع ربط الأصبع بأصبع آخر مجاور له، وفي بعض الحالات القليلة يثبت الطبيب الكسر من خلال مسامير ودبابيس صغيرة.

تعالج معظم الحالات التي تصاب بكسر جونز بعلاج تحفظي، ولابد من تحديد موضع الكسر قبل بدء العلاج، وذلك من خلال إجراء أشعة على المنطقة المصابة بالكسر.

وتعود أهمية التحديد إلى أن القاعدة المشطية الخامسة تنقسم إلى 3 مناطق، وتختلف كل منطقة منها في أسلوب الالتئام والعلاج.

التدخل الجراحي

يلتئم كسر المنطقة الأولى بدون تدخل، ويكتفى في هذه الحالة بالتزام الراحة التامة، مع ارتداء أحذية طبية واقية، أو قوية حتى لا تتعرض المنطقة المصابة لأي ضغط أو كسر إضافي.

وتعد المنطقتان الثانية والثالثة الأصعب في التئام كسريهما، وسبب ذلك يعود إلى أن الدم لا يصل إليهما بصورة كافية.

ويجب لذلك ربط كسر هاتين المنطقتين بجبيرة، وذلك من 6 إلى 8 أسابيع، مع إجراء صور أشعة بعد شهر من الكسر، بهدف التأكد من التئامه.

ويقوم الطبيب بالتدخل الجراحي عندما يجد أن الكسر لا يتحسن أو يلتئم، وفي هذا الإجراء يتم تثبيت الكسر بمسمار رفيع، والذي يستطيع المصاب بعد تركيبه من المشي بصورة طبيعية.

ويلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء مباشرة بالنسبة للرياضيين، كلاعبي الكرة، والهدف تجنب البقاء فترة طويلة في الراحة، وبالتالي عودته سريعاً لممارسة رياضته.

تجنب المضاعفات

أكدت الأبحاث والدراسات الطبية الحديثة أهمية الحصول على استشارة طبية بعد التعرض لكسر في إصبع القدم، وذلك لأن الفريق الطبي يستطيع تحديد طبيعة الكسر ومكانه.

ويجب عدم إهمال كسور مشط القدم والأصابع، وبخاصة عند الشكوى من بعض الأعراض، وذلك بهدف علاج الكسر بصورة صحيحة، وبالتالي تجنب أي مضاعفات خطيرة فيما بعد.

وتشمل هذه المضاعفات الإحساس بالألم على مدى طويل، أو الإصابة بأي تشوهات في القدم بسببه، والتي تجعل من انتعال الحذاء في المستقبل مؤلماً للغاية، وكذلك عدم التحام العظام بشكل سلس، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفصل مع تقدم العمر، أو الإصابة بخشونة في القدم.

ويوضع في أغلب حالات الكسور في أصابع القدم شريط لاصق، لربط الإصبع المكسور بالإصبع الذي يجاوره يميناً أو يساراً، مع تثبيت مكانه في حذاء صلب.

(الخليج)

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).