يعد الورم الوعائي حالة من النمو المفرط وغير الطبيعي لأوعية دموية، والتي تظهر على صورة كتل حمراء أو أرجوانية في الجلد، أو أي جزء آخر من الجسم.

وينتشر بشكل كبير وواضح في مرحلة الطفولة، وهو غالباً ورم حميد يكون مصدره الأوعية الدموية، حيث يبنى من تشابك الأوعية الدموية الدقيقة المتسعة.

و يعد الجلد أكثر الأماكن التي تظهر فيها هذه الأورام الوعائية، والتي يتم تشخيص الإصابة من خلاله، إلا أنه ربما ظهرت كذلك في أعضاء داخلية بالجسم.

يمكن أن يصاب البالغون بالأورام الوعائية، والتي يعد أكثرها انتشاراً الورم الوعائي في الكبد، وفي الغالب فإن اكتشافه يكون عند إجراء فحص للبطن للبحث عن شيء آخر.

ويكتفي الطبيب عند تشخيص الورم الوعائي بالفحص البدني للمصاب، أو بالاعتماد على الأعراض فقط، ومن غير الحاجة لإجراء أي فحوص.

وتزول في الغالب وبشكل تلقائي هذه الأورام، فلا تحتاج إلى علاج إلا في بعض الحالات التي تعاني مضاعفات لها، أو في حالة تحولها إلى ورم خبيث، فتحتاج إلى عملية الاستئصال الجراحي.

ونتناول في هذا الموضوع مشكلة الورم الوعائي بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها التي تظهر وتميزها عن غيرها من الحالات المتشابهة، ونقدم طرق الوقاية التي ينصح بها الباحثون، وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.

أرقام

يبلغ معدل الإصابة بمشكلة الورم الوعائي ما يتراوح بين 5% إلى 10% في عمر عام واحد، كما أن نسبة الإصابة في الخدج الإناث تكون أكثر من الذكور بحوالي 3 مرات.

وتظهر الأورام الوعائية في الغالب خلال أسبوع من الولادة، حيث تصيب الرأس والعنق في حوالي 60% من الحالات، وحوالي 25% في الجسم، وما يقرب من 15% في الأطراف.

ويعد التطور التلقائي أبرز ما يميز هذه الأورام الوعائية، حيث تنمو بشكل سريع خلال فترة ما بعد الولادة، وذلك بين 3 إلى 9 أشهر.

وتبدأ بعد ذلك مرحلة من الاستقرار، والتي تكون نهايتها انكماش الورم بصورة بطيئة، وتتراوح هذه الفترة من 18 شهراً إلى 10 سنوات.

وتختفي بهذا الشكل كلياً 30% من هذه الأورام حتى عمر 3 سنوات، و50% حتى عمر 5 سنوات، وفي عمر 7 سنوات تختفي من 70% إلى 90%.

أنواع

يتم تصنيف الأورام الوعائية بحسب عمق ظهورها، والتي يمكن تقسيمها إلى 4 أنواع، الأول وهي الأورام الوعائية السطحية، والتي تظهر مثل انتفاخ أحمر، ويكون شبيهاً بثمار التوت.

ويعد النوع الثاني المتمثل في الأورام تحت الجلد، أو ما تعرف بالأورام الوعائية العميقة، والنوع الثالث وهو الأورام الوعائية التي تحتوي جلداً أحمر، وبداخلها مركب تحت جلدي.

ويصيب النوع الرابع من الأورام الوعائية الأعضاء الداخلية بالجسم، مثل اللسان والرئتين والدماغ والأمعاء، ويعد الكبد هو الأكثر شيوعاً في هذه الأعضاء للإصابة بهذه المشكلة.

ويمكن أن يكون سبب الورم الوعائي تجمع أوعية دموية إضافية في صورة كتلة كثيفة، وفي الغالب فإن سبب هذا التجمع غير معلوم.

ويزيد خطر الإصابة بهذا الاضطراب لدى الأطفال الإناث، واللاتي تكون بشرتهن بيضاء، وكذلك ولدن قبل الموعد المحدد لهن.

3 أشهر

يمكن أن يظهر الورم الوعائي من لحظة الولادة، وفي الغالب يكون خلال أول ثلاثة أشهر من حياة المولود، ومن الممكن في بعض الحالات ألا يظهر عند الولادة.

ويظهر الورم الوعائي على هيئة علامة حمراء مسطحة تظهر على الجلد، وفي الغالب فإنها تظهر في بعض أجزاء من الجسم، ومنها الظهر والصدر وفروة الرأس والوجه.

وتنمو هذه العلامة بشكل سريع، حتى يزداد حجمها، وتبدو مثل كتلة مطاطة بارزة من الجلد، ومن ثم يتوقف نموها، حيث تدخل طور الراحة.

وتختفي بصورة تدريجية، وتصل إلى درجة أن يصبح الجلد بارزاً قليلاً مع تغير لونه، وتختفي أغلب الأورام الوعائية قبل بلوغ الطفل عمر 10 سنوات.

ويمكن أن تختفي قبل عمر 5 سنوات، وفي الغالب تكون علامة واحدة للطفل، وإن كان هناك حالات ربما يحتوي جسمه على أكثر من علامة، وبخاصة في حالات الولادة المتعددة.

مضاعفات الورم

يزداد الورم الوعائي سوءاً في بعض الحالات، وهو ما يسبب في حدوث عدد من المضاعفات، وفي الغالب لا يحدث هذا الأمر إلا بصورة قليلة.

وتشمل هذه المضاعفات الإحساس بالألم، ووجود بعض المشكلات في تخثر الدم، ومن الممكن أن يحدث إصابة بالعدوى.

ويصاب المريض بالنزف، وذلك لو تعرض الجلد المحيط بالورم الوعائي للكشط أو جرح بسيط، وأحياناً تنشأ قرحة في الورم.

وتؤدي للشعور بالألم، كما أنه عند اختفاء هذا الورم يظهر مكانه ندبة، وهو ما يحتاج معه المصاب إلى تناول بعض المضادات الحيوية حتى يمنع الإصابة بأي عدوى.

ويمكن أن يتسبب ظهور الورم الوعائي قريباً من العينين في زيادة خطر الإصابة ببعض أمراض العين، كالماء الأزرق، ولابد في هذه الحالة من إزالة الورم.

ويلاحظ أن مكان الورم يؤثر في العضو القريب منه، فربما يتداخل مع رؤية الطفل أو سمعه أو إخراجه أو تنفسه.

فحص ظاهري

يكتفي الطبيب عند تشخيص حالة الورم الوعائي بمجرد الفحص الظاهري، وفي العادة فإنه لا يكون بحاجة إلى إجراء أي فحوص إضافية.

ويلاحظ في العادة أن علاج هذه الحالة لا يكون ضرورياً، لأن الورم يختفي من تلقاء نفسه مع مرور الوقت، إلا أن الحالات التي يتسبب فيها حدوث أي مشكلة أخرى كالتأثير على الرؤية فتحتاج إلى التدخل العلاجي.

وتشمل طرق المعالجة العلاج الدوائي أو الجراحة بالليزر، وبصفة عامة فإن على الوالدين التحدث مع الطبيب لمعرفة إيجابيات العلاج وسلبياته، ومعرفة أي آثار جانبية محتملة، لأن في الغالب معظم هذه الأورام الوعائية تختفي بشكل تلقائي.

تشمل هذه الأدوية حاصرات مستقبلات بيتا، حيث يمكن استخدام علاج يحتوي على عقار تيمولول على جلد المصاب، وذلك بالنسبة للأورام الوعائية الصغيرة والسطحية.

ويمكن أن يختفي الورم الوعائي الحاد عند علاج الطفل المصاب بمحلول بروبرانولول عن طريق الفم، ويجب الاستمرار في هذا العلاج حتى يبلغ الطفل عامه الأول.

وتؤدي هذه الأدوية في بعض الأحيان إلى حدوث بعض الآثار الجانبية، مثل ارتفاع مستوى السكر في الدم، أو انخفاض ضغط الدم، أو التنفس المصحوب بالصفير.

ويلجأ الطبيب إلى أدوية الكورتيكوستيرويدات إذا لم تستجب الحالة لعلاجات حاصرات بيتا، أو لأنه لا يمكن استخدامه، وهذا النوع غالباً ما يحقن في العقيدات أو تستخدم على الجلد، ومن الممكن أن تشمل آثاره الجانبية ضعف نمو الجلد وترققه بصورة ملحوظة.

وتساعد جراحة الليزر في بعض الأحيان على إزالة الأورام الوعائية الصغيرة والرقيقة، وكذلك علاج القروح التي توجد عليها، والتخلص منها بدرجة كبيرة.

نصائح للمرضى

يوجه الأطباء نصائح عدة للمصاب بمشكلة الورم الوعائي، وتشمل: عدم اللجوء إلى كشط أو خدش الورم الدموي؛ وذلك بهدف منع التعرض لأي عدوى، أو تسهيل الإصابة بالتقرحات والتجمعات الصديدية.

وينصح أيضاً للوقاية من هذه الحالة بتجنب التعرض لأشعة الشمس، وفي حالة التعرض يتم استخدام أحد واقيات الشمس ذات معامل حماية مرتفع.

ويجب المحافظة على ترطيب الورم الدموي باستمرار؛ لمنع جفافه؛ وذلك من خلال استخدام الكريمات الواقية، وتجنب استخدام الصابون.

ويوصى بمراجعة الطبيب عند إصابة الورم الوعائي بالتقرح أو العدوى أو تغيير ملحوظ، ويمكن في هذه الحالة غسل المنطقة المصابة بالماء الدافئ من دون فرك، وتترك حتى تجف بشكل طبيعي، ومن ثم يوضع عليها ضماد غير لاصق.

وينبغي عند إصابة الورم بالنزيف إحضار قطعة من القماش النظيف، ويتم الضغط بها على الورم لمدة 5 دقائق، وإذا استمر النزيف فلابد من مراجعة المختص.

(الخليج)

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).