ليس من الضروري أن تكون خبيراً أو حاصلاً على شهادة عليا في تخصص ما لتترك تأثيراً إيجابياً على من حولك في مسألة محو الأمية وتعزيز ثقافة القراءة.. ما تحتاجه هو الشغف.. شغفك بالقراءة والأدب، والإيمان بأن مساعدة الآخرين بهدف تحسين المجتمع هي أفضل السبل للسعادة الروحية.

 هذا ما تفعله شابة أمريكية تجاه من يحتاجون إلى تثقيف وتحسين في قراءتهم ومحو أميتهم.

تحت شعار "كتاب لكل طفل، قصة لكل طالب" تعمل هذه الشابة في منظمتها "بوك ذا فيوتشر" على محو الأمية بين الأطفال والشباب في الولايات المتحدة، ودول أخرى من حول العالم.

أسست هذه الفتاة المبدعة، أندريا لياو، المنظمة في 2017 وهي لا تزال في المرحلة الثانوية، واستطاعت من وراء شغفها وحبها لعالم الكتب والأدب أن تخلق تأثيراً يتجاوز حدودها بلادها.

تقوم أندريا بالإشراف على الفعاليات وورش العمل والحملات التثقيفية التي تطلقها منظمتها، كما تشرف على المجلة الصادرة عنها في سياق نشر القراءة ومحو الأمية.

 عن البدايات

تواصلنا معها لنسألها عن بداياتها والأسباب التي جعلتها تختار تحدياً مثل محو الأمية ونشر القراءة بين الأطفال والناشئة.

تقول في تعريف عن نفسها: "اسمي أندريا لياو. طالبة أمريكية في المدرسة الثانوية من منطقة سياتل الكبرى في ولاية واشنطن. مؤسّسة ورئيس منظمة "بوك ذا فيوتشر" (Book the Future)، وهي منظمة تعمل على محو أمية الأطفال والناشئة، ولها تأثير إيجابي في العديد من الدول. أؤمن أن توفير كتب متنوعة للأطفال والناشئة هو خطوة حاسمة نحو منحهم الإرادة لتحسين مستقبلهم".

وعن كيفية اختيارها العمل في تحدٍ كبير مثل محو الأمية ترد: "قضيت طفولتي بين صفحات كتبي المفضلة، وتربيت بين أرفف المكتبات المحلية".

وتشير إلى أنها وجدت دائماً الراحة في عوالم وشخصيات الأدب المفضلة لديها. كنتيجة لذلك، كانت تؤمن بأهمية محو الأمية منذ الصغر، معلقة على ذلك بالقول: "كنت مصدر إلهام في الدفاع عن محو الأمية لدى الشباب بسبب حبي للقراءة".

وتشير إلى أنها بدأت عملها في مجال محو الأمية وتحسين القراءة والكتابة لدى الشباب بحملات لترويج الكتب المحلية.

وأسست مؤسستها رسمياً لدعم محو الأمية العالمية للشباب وتشجيع نشاط الشباب في هذا السياق في عام 2017.

مهمة منظمة "بوك ذا فيوتشر" هي محو الأمية وزيادة إمكانية الوصول إلى التعليم. وتقول: "أسعى إلى العمل من أجل مستقبل يكون فيه كل طفل قادراً على النمو في بيئة تتوفر بها إمكانية الوصول إلى مصادر القراءة. أدير حملات الكتب، وأشرف على ورش العمل، وأتحدث في الفعاليات، كما أتابع المجلة الخاصة بنا، وأتواصل مع المنظمات الشريكة".

تحديات

في البداية، كان التحدي الأكبر لها هو العمل على تحسين التواصل والقدرة على القيام بالمبادرة. وتقول حول ذلك: "كطالبة في المدرسة الثانوية، من الصعب الحصول على الدعم من المنظمات المتأسسة. علاوة على ذلك، واجهت أيضاً تجاهلاً من بعض الجهات لأنني من "الملونين" عرقياً.. ".

وتضيف: "عند تقديم قضيتي وعملي، غالباً ما رفض المسؤولون الكبار طلبي، لكن تمكنت من التغلب على هذا التحدي مع تراكم تجربتي. استطعت إنشاء قوائم الكتب وتنسيق مواعيد التسليم، كما تعلمت أن التواصل أمر بالغ الأهمية بشكل خاص لإدارة حملة ناجحة للكتب".

علاوة على ذلك، من خلال إظهار شغفها ومسؤوليتها، تمكنت من إقامة شراكات مع مختلف المكتبات المحلية ومتاجر المكتبات، والتي تقدم الآن بانتظام تبرعات الكتب لحملاتها الخاصة بتوزيع الكتب.

داعمو المنظمة وشركاؤها

بالنسبة لحملات الكتب، تتلقى المنظمة تبرعات من المكتبات ومتاجر المكتبات وكذلك الأفراد. أما بالنسبة للفعاليات وورش العمل، تتعاون "بوك ذا فيوتشر" مع منظمات مجتمعية لتعزيز الأدب والفنون ونشاط الشباب.

تسعى المنظمة أيضاً إلى الحصول على دعم من المتطوعين المحليين، بما في ذلك المراهقون والكبار. 

حتى الآن، أنشأت المنظمة 40 شريكاً اجتماعياً على الصعيد المحلي الأمريكي، و11 شريكاً في ثماني دول. وتتوسّع منظمتها باستمرار من خلال إضافة فروع دولية، بما في ذلك الأندية المدرسية والورش ومجموعات القراءة.

خطط مستقبلية

تأمل أندريا أن تبدأ شراكات في الشرق الأوسط أيضاً من أجل دعم محو الأمية لدى الشباب.

وتشير إلى أنه في الآونة الأخيرة، تعاونت مع "مؤسسة محو الأمية العالمية" (World Literacy Foundation)  بشأن مبادرة (Sun Books) "كتب شمسية" تجمع بين التكنولوجيا والتعليم من خلال تطوير أدوات تعليمية تعمل بالطاقة الشمسية.

تعمل هذه الابتكارات كبديل عن الكتب المطبوعة، حيث تعزّز القدرة المعرفية على القراءة والكتابة لدى الأطفال الذين لا يستطيعون الوصول بسهولة إلى الموارد التعليمية.


مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).