هل خلوت مع نفسك يوما وتأملتها مليا لتعرف ما لها وما عليها؟؟
ما من واحد منا إلا ويكذب كثيرا أو قليلا ويسمع الكذب الصغير والكبير 
ربما لدفع ضرر أو خلق ضرر للآخر وفي كل الأحوال فهو صفة ذميمة في الإنسان الذي قد يكون في الوقت نفسه ضحية مجتمع يشجع على الكذب ويدعو إليه صباح مساء...
الكذب موجود عند الصغار والكبار وعند جميع فئات المجتمع من طبيب وتاجر ومحام ومثقف وسياسي ورجل دين وأمي وغيرهم.. وكل يكذب لتحقيق مصلحة ما كانت لتتحقق لولا صاحبنا الكذب...
الطبيب يكذب على المريض والتاجر على الزبون والمحامي على موكله وخصمه معا والمثقف يكذب على قرائه بدفاعه عن فكرة هو نفسه لا يؤمن بها في أعماقه والسياسي يبرر مواقفه ومواقف قيادته الحكيمة ورجل الدين يكذب على مريديه وأتباعه لا بل يرى نفسه شفيعا لهم لدخول الجنة فمعه كل مفاتيحها  والأمي يكذب بحكم العادة فقد وجد آباءه هكذا ....
الكذب برأيي ظاهرة اجتماعية لها علاقة بالفساد السائد في المجتمع لأن المجتمع الفاسد لا يستطيع محاسبة الكاذب الذي يكون هو الآمر الناهي وهو الذي يحث على الكذب لما في ذلك خير العباد والبلاد فالكل في الهوى سوى...
وزير الإعلام الهتلري غوبلز له مقولة مشهورة" اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس" وهذا ما يجري على أرض الواقع فهناك من يتقن فن الكذب بسبب خبرته الطويلة حتى يقنعك بما يقول وحولنا من الناس من تتوفر هذه الصفة وإعلام اليوم معظمه قائم على الكذب إلى درجة أنك عندما تناقش أحدا يقول لك هذا كلام صحيح أم من الإعلام..؟؟ 
وفي عالم الشعر يقال:" أجمل الشعر أكذبه" وقد جاء في القرآن :والشعراء يتبعهم الغوون يقولون ما لا يفعلون.. وهذا طبعا يصح على الغالبية الغالبة منهم وهنا تعود إلى ذاكرتي مهرجانات المربد المشؤومة في الثمانينيات حيث كان الشعراء العرب يتهافتون ويتكالبون ويحجون إلى بغداد لمدح السيد الرئيس القائد وعندما نفق لم يرثه هؤلاء الآلاف المؤلفة إلا نفر قليل يؤمن به إيمانا أعمى...
قال أحمد شوقي:
خدعوها بقولهم حسناء .....والغواني يغرهن الثناء
قديما قال سقراط:" اعرف نفسك" ولكن من منا يحاول أن يعرف نفسه على حقيقتها؟
قال ابن المقفع:" على العاقل أن يحمل مرآتين يرى في واحدة محاسن غيره وفي الثانية مساوئ نفسه" فمن منا يفعل ذلك..؟بل نفعل العكس تماما ..
من يحاسب نفسه ولو في السنة مرة ..؟
يقال :" الكذب ملح الرجال.." وكأن النساء لا يكذبن ..أم أنه الكذب الناعم اللطيف ...؟ يا لطيف...
الموضوع شائك وطويل وعريض ويحتاج إلى عدة أطروحات دكتوراه 
لكني أتذكر الآن أغنية فيروز :
تعا ولا تجي واكذب علي
الكذبة مش خطيه
وعدني انو رح تجي
تعااااا ولا تجي
هنا دعوة لطيفة إلى الكذب كمسكن لآلام الحب والفراق وما إلى ذلك
وهناك أغنية مشهورة تقول: 
لا تكذبي إني رأيتكما معا
ومع ذلك هي تكذب وهو يكذب وكلنا نكذب
الكذب آفة كبيرة وخطيرة لما لها من نتائج كارثية نعانيها على كل المستويات الخاصة والعامة ..
ومع ذلك يبقى مبدؤنا الخالد" أنا أكذب إذا أنا موجود"؟
والسلام ختام..


المصدر: من صفحة الكاتب في فيسبوك


* إن الآراء الواردة أعلاه تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع رامينا نيوز.


مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).