أليس رائعاً أن لا يكون هناك مقصد لهذا، ليس هناك شيء تقوم بتحقيقه. فقط تعيش. ولكن هذا لا يشعرك بالراحة، تريد المقصد وليس مقصدا بسيطا، تريد مقصدا إلهيا (ربانياً) وهذا خطير.

الأشخاص الذين يعتقدون أنهم وهبوا غاية إلهية يقومون بفظائع على هذا الكوكب. فحيث يكون لديك الغاية (المقصد) الإلهي للحياة تصبح الحياة هنا نفسها أقل أهمية بالنسبة لك.

الحياة مهمة وحين أقول الحياة لا أقصد عائلتك، عملك، حفلاتك، ما تفعله وما لا تفعله أنا أقصد هذا (يشير الى نفسه ككائن) فالحياة هي داخلك وحولك. الأمور الأخرى هي أجواء الحياة وليست الحياة نفسها، فأنت تخلط أجواء الحياة بالأمور الحقيقية. الحياة (الكائن البشري) هو المهم لأنه الشيء الوحيد الذي تعرفه. لا أقصد أنت كشخص ولكن أنت كقطعة من الحياة مهم لأن هذا هو أساس كل شيء، فالكون موجود لك فقط لأنك هنا عدا ذلك لن يكون الكون موجود في تجربتك.

إذا فما الغاية من هذا؟ اسمع اذا كانت لديك الغاية (التفسير) وتم تحقيقه فماذا ستفعل بعد ذلك؟ ستشعر حتما بالملل.. أليس كذلك!! الحياة معقدة وظواهرها معقدة جداً فحتى لو راقبتها ١٠ آلاف سنة بعناية فلن تعرفها كليا، وحتى لو راقبتها مليون سنة بتركيز شديد فلن تعرفها كلياً. فهل للحياة معنى؟ الشيء الرائع أنه لا معنى لها وليس هناك حاجة لتكون ذا معنى.

بالتالي سؤال أنه يجب علينا البحث عن معنى للحياة يبدو شيئاً غير أهمية. هذا لأنه نفسيا تشعر أنك غير متصل بالحياة إذا لم يكن لديك الغاية والمعنى من الحياة.

الأشخاص يقومون باستمرار بخلق غايات خاطئة للحياة. فهذا مثل أن تكون غايتك الزواج وحين تتزوج لا تكون سعيدا فتعاني وتقول سبب تعاستي في الحياة هي هذه العلاقة الفاشلة وهكذا يستمر الأمر ..!

هل هناك غاية إلهية للحياة؟ ماذا إن كان هذا الإله لا يعرف حتى إن كنت موجودا هنا! في هذا الكون الشاسع بمليارات المجرات وبلايين الكواكب فمن الممكن أن الإله لا يعرف عنك شيئاً على هذا الكوكب الصغير، أو ربما ليس لديه خطة لك (سادغورو ضاحكا)، فما العمل!؟

لا تبحث عن هكذا أشياء، الأمر على هذا النحو: الخلق تم بحيث لا يمكن فصل الخالق والمخلوق عن بعضهما البعض. أنت قطعة من الخلق وبنفس الوقت مصدر الخلق ينبض بداخلك. إذا أعطيت القليل من الانتباه لعملية الحياة، فلن تحتاج لأي غاية للحياة، وهذا سيجعلك منخرطا بالاستكشاف لمليون سنة إن أردت، فهناك الكثير من الأمور المدهشة التي تحدث هنا، فملايين السنين التي مرت على الوجود ستجعلك منشغلا وأكثر.

تولدت الحاجة لمعرفة المقصد من الحياة لأنك وقعت بفخ بنيتك النفسية بدل الانشغال بعملية الحياة. فبنيتك النفسية تعمل من البيانات القليلة التي تم تجميعها وخلالها تدور وتدور، والآن أصبح فكرك وأحاسيسك أكثر أهمية بكثير من الحياة نفسها. ولهذا السبب تبحث عن الغاية كطريقة للهرب من الفخ الذي نصبته لنفسك، ولكن تستطيع بسهولة الخروج منه، لأن من نصب الفخ هو أنت فإذا كان من نصبه أحد آخر فكان سينصبه بطريقة لن تخرج منها أبدأ (أتحدث عن الحياة وليس الزواج سادغورو ضاحكا).

ولكن لماذا الخروج من الفخ صعب؟ هذا لأنك تحبه لأنه يعطيك الإحساس بالأمان والحماية والهوية، فاذا بنيت شرنقة حول نفسك فستحميك ولكن ستسجنك أيضا. ونحن نرغب بالخروج للحرية.. لا يهم جمال الفخ الذي نصبته لنفسك، ستبقى راغبا بالخروج منها، فالجدران التي بنيتها لتحميك وتعطيك الأمان والهوية ستبدأ بتقييدك وسترغب بكسرها، ولكن من لا يرغبون بكسرها هم الذين يبحثون عن الغاية وسيتحولون إلى متعجرفين معجبين بأنفسهم ويدورون بالفخ الى الأبد، معتقدين أنهم يقومون بأفضل الأشياء الممكنة.

أول شيء تحتاجه هو التوازن إن حصلت عليه ستبدأ بالصعود، فإن لم يكن لديك التوازن الكافي من الافضل أن تبقى على الأرض، اليس كذلك!؟

فالصعود عاليا غير آمن أبدا لمن لا يعرف التوازن..

فالأمر الأول عليك أن تتوازن، حينها ستستطيع حل بنيتك النفسية وهذا أمر رائع! ولكن إن فككت بنيتك النفسية بدون التوازن الكافي وهذا هو الشائع عند الكثيرين اليوم، انظر لماذا يرغب أحدهم بشرب الكحول أو المخدرات؟ لانها تحل بنيتهم النفسية وتجعلهم يشعرون بالتحرر فقط بهذه اللحظة، ولكن بدون التوازن الكافي، فأنت لم تعمل للتوازن ولكن حصلت على الحرية. الحرية بدون التوازن مدمر وفوضوي.

فالأمر الأول الذي يجب أن تعمل عليه هو الشعور بتوازن هائل فحتى لو فككت بنيتك النفسية كاملة ستبقى ببساطة تعيش هنا لأنك تملك التوازن.

تفكيك البنية النفسية عملية مهمة لأن هذا هو أمنك وثباتك وبنفس الوقت فخك. فإذا فككت هذا الفخ فأنت تفك أيضا أمنك وشعورك بالحاجة للغاية وستفكك كل شي يشعرك بأهميته. وهذا يحتاج الى التوازن، فبدون التوازن ستصاب حتما بالجنون. فلا تبحث عن المقصد مع بحثك عن المقصد، تتجه بنفس الوقت الى الجنون. فحين تقول وجدت الغاية من الحياة فأنت حينها بالتأكيد قد تحولت للجنون. هذه الأمور تخلقها بعقلك وتؤمن بها على أنها الحقيقة. فالاشخاص الذين لديهم غايات ويؤمنون بها بشكل كلي من الممكن أن يدمروا العالم.

ليس هناك مقصد للحياة، المقصد هو أن تعيش الحياة كاملة (هذا لا يعني كل يوم حفلة سادغورو ضاحكا) هذا يعني قبل أن تموت قمت بسبر كل جوانب الحياة ولم تترك شيئا غير ملموس غير مكتشف خلفك. وقبل الموت كليا حتى لو لم تسبر جميع أغوار الكون، على الأقل هذه القطعة من الحياة (يقصد الإنسان) يجب أن تعرفها كليا، وهذا ما يجب أن تفعله لنفسك أن تعيشها كليا. فقط قم بهذا وصدقني سيأخذ منك الكثير من الوقت لاستكشافها (وأظن أنه هدف (غاية) كافي لك.. سادغورو يقولها ضاحكا).

رابط الفيديو:



* إن الآراء الواردة أعلاه تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع رامينا نيوز.




مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).