نموذج آخر من الكفاءات الهندية يتربع على عرش شركة عالمية من عمالقة التقنية بقيمة سوقية تتجاوز 77 مليار دولار، هي شركة «أي بي إم». وتولى المنصب رسمياً في بداية عام 2020 لينضم إلى تلك الثلة المختارة من رجال الأعمال الذين يقودون نخبة من الشركات العالمية غيرت وجه العالم ومكونات اقتصاده المعاصر، إنه أرفيند كريشنا.

يعد كريشنا الأمريكي الجنسية الهندي الأصل، والبالغ من العمر 57 عاماً، نموذجاً لمهندسي التقنية اللامعين في الألفية الجديدة. تنقل سريعاً بين المناصب العليا في الشركة التي عمل بها منذ تخرجه. وقد ولد في مدينة ويست جودافاري في ولاية أندرا براديش في عام 1962 لأب كان ضابطاً في الجيش الهندي وأكمل تعليمه الثانوي في مدارس المدينة قبل أن يحصل على منحة حكومية لدراسة هندسة الكهرباء في معهد التقنية الهندي في «كانبور» في عام 1985. وبعد تخرجه سافر مباشرة إلى الولايات المتحدة لدراسة الدكتوراه في هندسة الكهرباء في جامعة «إلينوي».


التحق أرفيند بشركة «أي بي إم» في عام 1990 بعد حصوله على درجة الدكتوراه، وشغل فيها مناصب إدارية متعددة حتى استقر به المطاف في رئاسة قسم الحوسبة السحابية الذي طوره بجهوده الشخصية لينقل الشركة من التعثر إلى منافسة كبار اللاعبين في تلك الخدمات. وقد بذل جهوداً مضنية في تصميم وتنفيذ صفقة استحواذ «أي بي إم» على شركة «ريد هات» التي بلغت قيمتها 34 مليار دولار في عام 2018، وأصبحت أحدث وأهم إنجازاته الوظيفية.


وقد منحت الصفقة شركة «أي بي إم»، زخماً قوياً في مواجهة عمالقة التقنية التي تتصدر عالمياً في توفير هذه الخدمات مثل «جوجل» و«أمازون» و«مايكروسوفت»، وهو ما يضع كريشنا في مواجهة ندية مع كل من سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة «جوجل» وهو هندي الأصل، وساتيا ناديلا، رئيس «مايكروسوفت» الهندي الأصل أيضاً. ويمسك هؤلاء الرجال بزمام أكبر أربع شركات تقنية تدير العالم وتتحكم في اقتصاده، وتبلغ القيمة السوقية للشركات التي يديرونها مجتمعة 2.6 تريليون دولار.


وخلف كريشنا في منصب الرئيس التنفيذي لشركة «أي بي إم» جيني روميتي اعتباراً من السادس من إبريل/ نيسان 2020، بقرار صادر عن مجلس الإدارة بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني 2020. وقالت روميتي، بمناسبة صدور القرار: «ستنتقل الشركة إلى أيدي الرجل الأنسب لهذه المرحلة المهمة من تطور «أي بي إم». إنه تقني لامع لعب دوراً محورياً في تطوير تقنيات الشركة خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وحوسبة الكوانتوم وتقنية بلوك تشين». وقد تجاوز عمر الشركة 108 سنوات، وهي أقدم شركة تقنية في العالم ومع ذلك واجهت صعوبات في تحقيق الازدهار في وجه المنافسة الشديدة والتغيير السريع الذي عرف به القطاع. وتضررت نتيجة التركيز على خدمات قطاع الاتصالات على مدى عشر سنوات.


وكانت «أي بي إم إنديا» ذراعها في الهند، قد شهدت تراجعاً حاداً في عائداتها خلال عام 2019، ولم تتجاوز 162 مليون دولار وهو الرقم الأدنى منذ عودة الشركة للعمل هناك قبل عشرين عاماً. ويعتقد الخبراء أن محك اختبار قدرات وبراعة كريشنا سيكون في مواجهة هيمنة مايكروسوفت على خدمات الحوسبة السحابية، إضافة إلى أمازون وجوجل، تلك الشركات التي تعتبر مخزن طاقة تقنية المستقبل الأمريكي.


وسيتعين عليه الجمع بين الاستيعاب التقني المعمق والمعرفة الموسعة بطبيعة المنافسة في القطاع تاريخياً. ويمكن للرجل الذي سجل باسمه منفرداً أو مع شركاء آخرين 15 براءة اختراع، أن يضيف الكثير إلى خدمات الحوسبة السحابية التي يعتبر أحد أقطابها الأبرز. وعلى الرغم من أن صفقة «ريد هات»، كشفت عن طبيعة كريشنا الحازمة في ممارسة الأعمال وصنع قراراتها، فإن أصدقاءه المقربين منه يصفونه بالود والوداعة وقدرته على تعزيز شبكات الأصدقاء وتوسيعها ما يزيد من فرص نجاحه في الحكم على الأمور واتخاذ القرارات الصائبة.

المصدر: الخليج

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).