تشارلز «تشاك» فرانسيس فيني، هو رجل أعمال ومحسن أيرلندي – أمريكي، جمع ثروته من المشاركة في تأسيس مجموعة «ديوتي فري شوبرز جروب»، كما أنه مؤسس مؤسسة «ذي أتلانتيك فيلانثروبيز»، إحدى أكبر المؤسسات الخيرية الخاصة في العالم. تبرع فيني بثروته بسرية لسنوات عديدة، إلا أن نزاعاً تجارياً أدى إلى الكشف عن هويته في عام 1997. وبلغ إجمالي ما تبرع به أكثر من 8 مليارات دولار.

ولد فيني في ال 23 من شهر إبريل من عام 1931 في ولاية نيو جيرسي خلال فترة الكساد الكبير، وهو ينتمي إلى عائلة أيرلندية متواضعة هاجرت إلى الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين. تخرج في مدرسة سانت ماري الثانوية في عام 1949، وينسب إليها الفضل في تعليمه معنى السخاء. وفي عام 2016، تبرع للمدرسة بمبلغ 250 ألف دولار. خدم في القوات البحرية الجوية خلال الحرب الكورية، وبدأ حياته المهنية في بيع المشروبات المعفاة من الرسوم الجمركية لأفراد القوات البحرية الأمريكية في خمسينات القرن الماضي. 

وكان مفهوم «التسوق المعفي من الرسوم الجمركية»، وتقديم امتيازات عالية الجودة للمسافرين، في مراحله الأولى عندما بدأ فيني وزميله روبرت وارن ميلر في بيع المشروبات المعفاة من الرسوم الجمركية للجنود الأمريكيين في آسيا في الخمسينات من القرن الماضي. 

وتوسعت أعمال فيني بعد ذلك لتشمل بيع السيارات والتبغ، وأسس مع زميله مجموعة «ديوتي فري شوبرز جروب» في السابع من نوفمبر من عام 1960. وبدأت عمليات المجموعة في هونج كونج، ثم توسعت لاحقاً إلى أوروبا والقارات الأخرى. وجاء أول اختراق رئيسي للشركة في أوائل الستينات عندما حصلت على امتياز حصري للمبيعات المعفاة من الرسوم الجمركية في هاواي، مما سمح لها بتسويق منتجاتها للمسافرين اليابانيين. 

وتوسعت المجموعة في نهاية المطاف إلى متاجر معفاة من الرسوم الجمركية خارج المطار ومتاجر كبيرة في وسط المدينة، وأصبحت أكبر بائع تجزئة للسفر في العالم. وبحلول منتصف التسعينات، كانت «ديوتي فري شوبرز جروب» توزع أرباحاً تصل إلى 300 مليون دولار سنوياً ل «فيني وميلر». وفي عام 1996، باع فيني وشريك له حصتيهما في المجموعة إلى التكتل الفرنسي «لويس فيتون مويت هينسي». 

في عام 1982، أنشأ فيني مؤسسة «ذي أتلانتيك فيلانثروبيز»، وفي عام 1984، نقل سراً حصته الكاملة البالغة 38.75% في «ديوتي فري شوبرز جروب»، التي بلغت قيمتها حوالي 500 مليون دولار إلى المؤسسة. ولم يعرف حتى شركاؤه في العمل أنه لم يعد يمتلك شخصياً أي حصة في «ديوتي فري شوبرز» لسنوات عدة. وكانت مؤسسة «أتلانتيك» تتبرع بالأموال من دون الكشف عن مصادر تبرعاتها. وكانت جامعة كورنيل أكبر مستفيد فردي من تبرعات المؤسسة حيث حصلت على ما يقرب من مليار دولار، بما في ذلك 350 مليون دولار لإنشاء كلية التكنولوجيا والمعلومات في جزيرة روزفلت. 

وعبر مؤسسة «أتلانتيك»، تبرع فيني بحوالي مليار دولار لنظام التعليم في إيرلندا، معظمها ذهبت لجامعات مثل «ليمريك» وجامعة «دبلن سيتي».

في فبراير من عام 2011، أصبح فيني أحد الموقعين على تعهد العطاء، وكتب في رسالة إلى بيل جيتس ووارين بافيت: «لا يمكنني أن أفكر بشيء مجزٍ بشكل كبير أكثر من التبرع بالأموال عندما يكون المرء على قيد الحياة، وقد كرست نفسي شخصياً لجهود هادفة لتحسين حياة البشر». 

في ال 14 من سبتمبر من عام 2020، أغلق فيني مؤسسة «ذي أتلانتيك فيلانثروبيز»، بعد أن أنجزت المؤسسة مهمتها في التبرع بكل أموال فيني بحلول عام 2020. 

أطلق على فيني لقب «جيمس بوند العمل الخيري»، وذلك بسبب سريته التامة في التبرع ونجاحه في عالم الأعمال. وفي عام 1997، قالت مجلة «تايم» إن إحسان فيني يصنف بالفعل من بين الأعظم في الولايات المتحدة، حيث كان يتجنب الشهرة الإعلامية والتفاخر بإنجازاته.

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).