جامعة هارفارد من أقدم الجامعات الأمريكية والعالمية، تحتل المرتبة الأولى على قائمة أفضل مئة جامعة في العالم، وتتميز بأسلوبها الأكاديمي الرصين في التعليم، والبحث، وتأسيس القادة الذين يحققون تغييراً على مستوى العالم في العديد من التخصصات، وتسعى إلى الحقيقة الثابتة منذ تأسيسها قبل ما يقارب خمسة قرون.

تتمتع جامعة هارفارد الخاصة بسمعة علمية كبيرة، وهي من بين أغنى الجامعات وأكثرها نفوذاً في العالم، تأسست في العام 1636 في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس. درس فيها نخبة المجتمع الأمريكي، وتخرج منها أكثر من 371 ألف في جميع أنحاء العالم، 279 منهم في الولايات المتحدة، وأكثر من 59 ألف من حوالي 202 دولة أخرى. بلغ عدد الحاصلين فيها على نوبل 48 اختصاصياً، وتخرج منها 32 رئيس دولة، و48 من الحائزين على جائزة "بوليتزر"، من بينهم شخصيات بارزة، منهم الرؤساء جون كنيدي، جورج دبليو بوش، وباراك أوباما وزوجته ميشيل، ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكذلك مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ وغيرهم.

تعد جامعة هارفارد التي تتخذ "الحقيقة" شعاراً لها، من أكبر الجامعات مساحة في العالم، حيث يحتل الحرم الجامعي لديها مساحة 85 هكتاراً، وتتميز بتجهيزاتها المتقدمة وصعوبة قبول الطلبة فيها، إذ تستقبل 1500 طالب سنوياً، وتبلغ الرسوم الدراسية والمصاريف فيها حوالي 60 ألف دولار (2016)، وأكثر من 55 في المئة من طلاب هارفارد يتلقون المساعدات والمنح الدراسية، ومتوسط منحة هذا العام كانت 50 ألف دولار.

ويشارك أعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد البالغ عددهم حوالي 2400 وأكثر من 10400 من الأكاديميين في المستشفيات التعليمية التابعة لها، في التدريس والبحوث لدفع آفاق المعرفة الإنسانية. وتعتبر الحاضنة الكبرى للطلاب المتحمسين للتفوق والإبداع في أكبر القضايا في القرن الـ 21، بما توفره من تجربة طلابية لا مثيل لها، وبرنامج مساعدات مالية سخية، حيث منحت أكثر من 160 مليون دولار لأكثر من 60٪ من طلاب المرحلة الجامعية.

تتكون جامعة هارفارد من 11 وحدة أكاديمية رئيسية - عشر كليات في مجالات مختلفة: الطب، الهندسة، التصميم، التربية، الفنون، اللاهوت، الأعمال، الإدارة الحكومية، القانون، الصحة العامة، بالإضافة إلى معهد رادكليف للدراسات المتقدمة. وعدد الطلاب الإجمالي هو حوالي 22 ألف طالب. ويبلغ دخل الجامعة للسنة المالية 2015 (4.5 مليار دولار) والنفقات الجامعية هي أيضاً (4.5 مليار دولار)، وبلغت الهبات (37.6 مليار دولار).

تترأس الجامعة الدكتورة درو غيلبين فاوست التي تعدّ الرئيس الـ 28 لجامعة هارفارد، وهي أستاذة التاريخ بكلية هارفارد للفنون والعلوم. وسعت فاوست خلال فترة رئاستها إلى تحسين المساعدات المالية للطلاب من جميع الخلفيات الاقتصادية، ودعت إلى زيادة التمويل الاتحادي للبحوث العلمية، وحصلت عام 2014 على أكبر منحة في تاريخها قدمتها مؤسسة "مورنينغ سايد" لكلية الصحة العامة في الجامعة بقيمة 350 مليون دولار.

مكتبة جامعة هارفارد الرئيسية هي "وايدينير" تضم ما يقرب من 80 مكتبة فردية، وفيها أكثر من 20 مليون مجلد. ووفقاً لجمعية المكتبات الأمريكية، هذا يجعلها أكبر مكتبة أكاديمية في الولايات المتحدة، وواحدة من أكبر المكتبات في العالم. كما تضم جامعة هارفارد متاحف ضخمة فيها أكثر من 28 مليون قطعة فنية، وتحفة. وهي من أكبر المتاحف في العالم، ومفتوحة للجمهور، تستقبل أكثر من 650 ألف زائر سنوياً.

وأوضح أحد خريجي هارفارد أسراراً لا يعرفها الكثيرون عن هذه الجامعة العريقة، والسر الأول يتعلق بـ"تمثال الأكاذيب الثلاث" في ساحة هارفارد، المعروف أنه لجون هارفارد ثالث تمثال أكثر تصويراً، بعد تمثال الحرية، وتمثال لينكولن التذكاري، أما سبب تسميته بهذا الاسم لأنه مكتوب الكتابة تحت التمثال "جون هارفارد،

المؤسس، 1638"، والأكاذيب الثلاث هي: الأولى: لم يؤسس جون هارفارد الجامعة، بل كان أحد أكبر المتبرعين لجامعة هارفارد، وتكريماً له سميت باسمه. الثانية: تأسست الجامعة عام 1636 كما ذكرنا، وليس 1638 كما هو مدون. أما الأكذوبة الثالثة فهي أن التمثال ليس لجون هارفارد! فصور هارفارد كلها احترقت أثناء حريق شب في قاعة جامعة هارفارد المجاورة، وبالتالي فإن النحات دانيل تشستر صوّره بشكل عشوائي كطالب حسن المظهر، ولا أحد يعرف كيف يبدو جون هارفارد في صورته الحقيقية. وهناك معلومة تتعلق بقدم التمثال، حيث تبدو وكأنها مصقولة أكثر من كل الهيكل، والسبب لأن السياح والزوار يفركونه في اعتقاد منهم أنه يجلب الحظ الجيد.

ويتعلق السر الثاني ببوابة جونستون الرئيسية للجامعة، فهي تقريباً مغلقة دائماً، رغم أن هارفارد لديها العديد من البوابات المفتوحة على مدار الساعة، ومع ذلك، يتم إغلاق بوابة جونستون لأكثر من عام. ذلك لأن طلاب جامعة هارفارد لا يمرون فيها إلا مرتين. مرة عندما يصلون لأول مرة إلى الحرم الجامعي خلال العام الجامعي الأول، ومرة ثانية بعد التخرج. ويعتبر من سوء الحظ المرور عبرها أكثر من هاتين المرتين.

والسر الثالث يتعلق بالمكتبة التي لا يمكن تغييرها، إذ أن مكتبة وايدينير هي المكتبة الرئيسية في جامعة هارفارد، وسميت على اسم هاري إلكينز وايدينير، الذي كان جامع كتب، تخرج من جامعة هارفارد في عام 1907، وذهب في وقت لاحق عبر رحلة على متن سفينة من فرنسا إلى نيويورك. كانت السفينة لسوء الحظ اسمها "تيتانيك"، وهنري لم يكن على أي من قوارب النجاة. بعد أن غرق، قدمت والدته، إليانور إلكينز، لهارفارد 3.5 مليون دولار لبناء مكتبة باسمه. وكان الشرط الوحيد للتبرع هو عدم تغيير المظهر الخارجي للمبنى، وعلى خلاف ذلك، فالمكتبة ملك لمدينة كامبريدج. وبعد بضعة عقود، عندما أرادت الجامعة توسيع المكتبة لاستيعاب المزيد من الكتب، حل المهندسون المعماريون المشكلة من خلال توسيع المكتبة عن طريق حفر أنفاق تحت الأرض. كما هناك حقيقة أخرى وهي أن الطلبة المبتدئين لابد أن يقيموا بشكل ملزم في الحرم الجامعي خلال السنة الأولى من دراستهم، ويمكنهم التحرك لاحقاً إذا أرادوا. وبطبيعة الحال، كل المشاهير الذين درسوا في هارفارد عاشوا في إحدى مهاجع ساحة هارفارد. ولطلاب جامعة هارفارد حضور رياضي كبير، حتى أن لهم العديد من الأغاني التي يرددونها، خصوصاً في كرة القدم، ومنها: "عشرة آلاف رجل من جامعة هارفارد" و"هارفاردينا" و"هارفارد العادلة" و"قاتلوا بشراسة، هارفارد".

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).