رامينا نيوز- أحمد البشير:

ساهم المهندس الأمريكي فريدريك وينسلو تايلور في إرساء قواعد الإدارة العلمية خلال القرن التاسع عشر وساعد على تحسين الكفاءة الصناعية، هذا بالإضافة إلى أنه يعتبر من أوائل المستشارين الإداريين، وواحداً من قادة الفكر في حركة الكفاءة خلال حقبة العصر التقدمي.

يقول تايلور في كتابه إدارة الورشة: فن الإدارة هو المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال عمله، ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأفضلها .

نشأته

ولد تايلور في 20 من شهر مارس/ آذار من العام 1856 بمدينة غيرين مان تاون في ولاية فيلادلفيا الأمريكية، لأسرة غنية حيث بنى والده المحامي فرانكلين تايلور ثروته من خلال الاستثمار في العقارات، في حين كانت والدته مناصرة لحركة تحرير العبيد والحركة النسائية .

وقد تعلم تايلور في سن مبكرة على التحكم في الذات وتجنب الصراعات مع نظرائه وتسوية نقاط الخلاف فيما بينهم بأسلوب عقلاني .

درس تايلور في فرنسا وألمانيا لمدة عامين، كما سافر إلى أنحاء أخرى من أوروبا لمدة 18 شهراً . وفي عام 1872 دخل تايلور أكاديمية فيليبس إكستر، في نيو هامبشاير، وكانت تخطر في باله خطط لدراسة المحاماة في جامعة هارفارد ليصبح مثل والده، وفي عام 1874 اجتاز امتحانات القبول في جامعة هارفارد مع مرتبة الشرف، إلا أن التدهور المستمر في بصره، جعله يسلك طريقاً مختلفاً، حيث درس الهندسة وعمل في المجال الصناعي، وتأثر بنظام التصنيف الذي وضعه ميلفيل ديوي والذي سمي بنظام ديوي العشري .

بداياته المهنية

في عام 1878 أصبح تايلور عاملاً في مصنع الأعمال الهيدروليكية للماكينات في شركة ميدفال للحديد، وبعد فترة التمرين في المصنع بدأ العمل في وظيفته الجديدة وتقدم بسرعة البرق، حيث أصبح مراقباً للعمال في الصيانة، وترقى في غضون ست سنوات ليصبح مديراً للأبحاث .

قبيل العام 1880 لم يكن هناك تقريباً أي منهجية رامية إلى إيجاد سبل لإدارة العمال على الوجه الصحيح، إذ إن ممارسة الإدارة كانت تستند أساساً إلى الخبرة، والحدس والحس السليم، حتى جاء فريدريك تايلور الذي حاول تغيير هذا النهج، فقد تبنى الرأي القائل بأنه ينبغي للمديرين دراسة العمل بطريقه علمية، وفي سبيل تدعيم فكرته، أرسى نموذجاً من شأنه أن يوجه العمل نحو الأسلوب العلمي من أجل تحسين الكفاءة، وكان فكر تايلور آنذاك هو ما يمثل الإدارة العلمية بمفهومها الحالي .

آراؤه

تحدث تايلور في كتاباته ونظرياته عن التحفيز، وكان من أوائل من ركزّوا على هذا الموضوع حين ذكر أهمية الحوافز المادية، حيث افترض أن الموظفين كسالى بطبعهم ولا يمكن تحفيزهم إلا من خلال الرواتب والحوافز المالية، ومن أجل الوصول لنظام عادل للرواتب والحوافز، فقد اقترح تايلور أن يتم تقسيم العمل إلى عدة فترات والبحث عن أفضل من يمكنه القيام بها، ثم إعادة دمج هذه الأجزاء ثانية بشكل فعال، وهذه العملية سميت بدراسة الحركة والوقت .

بين عامي 1890 و 1893 عمل تايلور في منصب المدير العام لشركة فيلادلفيا للتصنيع والتطوير والتي كانت مسؤولة عن إدارة مصانع الورق في ولايتي ماين وويسكونسن .

وفي عام 1893 افتتح تايلور مكتباً استشارياً مستقلاً له في مدينة فيلادلفيا، وخلال تلك الفترة أيضاً انضم إلى شركة بيت لحم لتصنيع الحديد الصلب لمساعدة إدارتها على حل مشاكل في قدرة الآلات .

في أكتوبر/ تشرين الأول من العام ،1906 مُنح تايلور درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة ولاية بنسلفانيا .

توفي فريدريك تايلور في 21 من شهر مايو/ أيار من العام 1915 في فيلادلفيا عن عمر يناهز التاسعة والخمسين بعد أن أثرى عالم الإدارة بأحد أكثر المناهج شهرة وانتشاراً ولا سيما في الدول المتقدمة .

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).