هي واحدة من أشهر مصمّمي الحدائق والمساحات الخارجية في العالم العربي. عُرف ذوقها بالإسلامي العصري البسيط. اتخذت من مزيج البساطة البريطانية ومن أصولها العربية، بصمة خاصة في عالم تصميم الحدائق. ذوقها المميّز وتصاميمها، كانت كفيلة بشهرتها الواسعة. نتعرّف في هذه المقابلة الخاصة إلى مصممة الحدائق الإماراتية كاميليا بن زعل.
درست كاميليا أساساً إدارة الأعمال وتخصصت بالتسويق. عملت في وظائف عدة  ضمن هذا الإطار، منها في خدمة الزبائن في نادي دبي للصحافة، وكانت مديرة الحسابات في شركة "دبي إنترنت سيتي"، كما عملت في وظائف أخرى، وحظيت بمهنة رائعة، لمدة 4 سنوات.
بعدها، بدأت تشعر بأنّ هناك شيئاً في داخلها ينقصها، وقرّرت تغيير مهنتها ومجال عملها، فدخلت مجال تصميم الحدائق لأنّ أباها يعشق الشتول والنباتات، وكانت الفكرة هذه قد علقت في ذهنها. وبظرف شهر واحد، سافرت إلى المملكة المتحدة، والتحقت بـ " London’s renowned Inchbald School of Design" لتعلّم تصميم الحدائق.
يتّسم ذوق مصممة الحدائق، بالعصري والبسيط. وتهتمّ جداً بنمط التصميم الإسلامي المعاصر في الحدائق، وهذا هو اختصاصها. "هذه التصاميم تساهم في إحياء ثقافتنا وهويّتنا وكيف يندرج الدين في هذه الثقافة، وهذا ينعكس في الهندسة والتصاميم وحتى في تصميم الحدائق. نحن نعيش في محيطٍ، وعلينا احترام المحيط الطبيعي من حولنا"، وفق كاميليا.
تتميّز تصاميمها بالبساطة والبعد من التعقيد. هي تصاميم بسيطة بروح حديثة، لكنّ الأمر متعلّق أيضاً بما هو جديد وبما يرغب به الزبون. والمبدأ في تصميم الحدائق مشابه بمبدأ التصميم الداخلي والهندسة الداخلية. فعندما تصمّم، عليك أن تسأل الزبون الأسئلة المناسبة لتقديم ما يناسبه ويعجبه، وعلى المصمّم أن يعرف شخصية الزبون. وتنسيق التصميم مع المصمّم الداخلي هو جداً مهمّ لمعرفة كيف يريد استخدام الحدائق وماذا يرغب بفعله وكم يستغرق الأمر من الوقت.
كما أنّه من الضروري أن يعرف مصمم الحدائق حجم عائلة الزبون، فهذا يلعب دوراً في التصميم، إذا ما كانت العائلة كبيرة أم لا، وإذا ما كانت تتضمّن أطفالاً، و إذا كانت هناك أيضاً حيوانات أليفة في المنزل، فمن الضروري أن تأخد كاميليا فكرة وصورة شاملة عن حياة الزبون وعائلته واهتماماتهم، وتبني ذلك في التصميم.
كاميليا، التي تعمل مصممة حدائق منذ 17 عاماً، تستلهم تصاميمها من أماكن ومصادر عدة، وقد يكون مصدر الإلهام، زبائنها. المرأة الأربعينية، تعبّر بهذه الكلمات عن شغفها بالتصميم بالقول: "عندما تصمّمين، تشعرين بالتميّز والابتكار، وأنّه لا أحد قد قام بهذا التصميم من قبلك، وهذا شعور جداً رائع".
من أهمّ التصاميم التي تعني لكاميليا، هو مشروع "البراري" الذي طوّرته عائلتها، والذي يحتلّ 80 في المئة منه من المناظر الطبيعية والشتول، ما منحها فرصة للتعلم كثيراً، وكان انخراطها فيه أمراً جيّداً.
حالياً، تعمل على تصميم حديقة فيلا في دبي، وأيضاً على تصميم جناح في معرض 2021 في دبي. كما أنّها تصمّم جميع أنواع الحدائق والمساحات الخارجية ليس فقط العقارات السكنية. وتفضّل أن تتواصل مباشرة مع الزبائن لتضمن أنّها ستصمّم بالشكل المطلوب وكما يجب. وصمّمت أيضاً بوتيكات، وهي أذواق جداً خاصة بأصحابها، وفيلا سكنية خاصة أيضاً.
وشاركت في مهرجان "Chelsea flower show"، وهو مهرجان سنوي للورود، يُقام في المملكة المتحدة كلّ صيف في شهر أيار (مايو)، ويضمّ جميع مصممي الحدائق في العالم. ورغبت بالانضمام إلى هذه المسابقة المرموقة، لإبراز الجوهر الحقيقي للإسلام من خلال تصميم الحدائق، وقد حازت على الجائزة الفضية فيه عام 2015، وكانت مصممة الحدائق العربية الأولى والوحيدة التي تشارك في هذا المهرجان. كما حازت على الجائزة الفضية خلال مشاركتها في مهرجان "Gardening World Cup"، عام 2016.

 

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).