أعلنت كرة القدم الإنجليزية عن عزمها على بذل جهود جماعية بغرض مقاطعة وسائل التواصل الجماعية على امتداد أربعة أيام، وذلك على سبيل الرد على سيل إساءات التمييز العنصري المتواصلة التي يتلقاها اللاعبون عبر الإنترنت.

والهيئات التي تضم جهودها لتطبيق المقاطعة هي الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والدوري الممتاز، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية، والدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات، وبطولة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للسيدات، ورابطة اللاعبين المحترفين، واتحاد مديري فرق كرة القدم الإنجليزية، وجمعية المحترفين المسؤولين عن اللعبة، و"كيك إت أوت"، وشبكة النساء في كرة القدم، ورابطة مشجعي كرة القدم. وستتجنب هذه المجموعات استعمال وسائط التواصل الاجتماعي، بدءاً من الساعة الثالثة بتوقيت بريطانيا الصيفي في 30 أبريل (نيسان)، وحتى الساعة الثالثة إلا دقيقة واحدة في 3 مايو (أيار) المقبل.

هكذا، ستبقى الحسابات الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسة "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام" هادئة [ساكنة] لا حياة فيها في أثناء جولة كاملة من المباريات الاحترافية التي تخوضها فرق السيدات والرجال في أنحاء البلاد.

وتأتي هذه الخطوة بعد تعرض اللاعبين مرة تلو الأخرى لإساءات عنصرية الطابع اشتملت على التمييز العرقي في أعقاب انتهاء المباريات، كما تدعو السلطات المعنية شركات التواصل الاجتماعي إلى استئصال الكراهية المتفشية عبر الإنترنت.

وقد صممت مبادرة الجهد المشترك هذه لحمل شركات التواصل الاجتماعي على إجراء مزيد من التغييرات، كما أطلقت نداءات أخرى لهذه الشركات لتوفير سبل فرز، وحجب وتفكيك وإزالة المنشورات التهجمية المسيئة، علاوة على تحسين عملية التحقق ومنع إعادة التسجيل، وعلى تقديم المساعدة الفعالة لوكالات إنفاذ القانون كي تحدد هوية أصحاب المحتوى غير القانوني وتقاضيهم.

وإذ تتركز حملة المقاطعة على شركات وسائط التواصل الاجتماعي، فإن البيان المشترك الصادر عن سلطات كرة القدم الإنجليزية قد حث أيضاً حكومة المملكة المتحدة على "العمل لضمان أن يتمخض قانون الأمان عبر الإنترنت الذي طرحته عن إصدار تشريعات صارمة من شانها أن تجعل شركات التواصل الاجتماعي عرضة للمحاسبة أكثر من ذي قبل بسبب ما تشهده منصاتها".

وبهذه المناسبة، قالت إيدليين جون، وهي مديرة العلاقات الدولية، وشؤون الشركات والشريك المشارك لشؤون المساواة والتنوع والاندماج في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، إنه "من غير المقبول ببساطة أن يتواصل استهداف الناس في كرة القدم الإنجليزية كلها وفي المجتمع بصورة عامة على أساس يومي بوابل من الإساءات العنصرية عبر الإنترنت، وذلك من دون وجود عواقب فعلية للمسيئين".

وأضافت، "لا بد من أن يتغير ذلك بسرعة، ونحن نواصل حض شركات التواصل الاجتماعي على التحرك لمعالجة هذه المشكلة".

وتابعت جون، "يجب إخضاع شركات التواصل الاجتماعي للمساءلة إذا استمرت في التخلف عن تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والاجتماعية التي تقتضي منها معالجة هذه المشكلة المستفحلة".

أما ريتشارد ما سترز، وهو الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز، فاعتبر أن "السلوك العنصري بأي شكل من الأشكال غير مقبول، ولا يمكن السماح للإساءات الرهيبة التي نرى اللاعبين يتعرضون لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، بالاستمرار".

وأضاف، "يقف الدوري الإنجليزي الممتاز وأنديتنا جنباً إلى جنب مع (هيئات) كرة القدم كلها في تنظيم هذه المقاطعة لتسليط الضوء على الحاجة الملحة إلى بذل شركات التواصل الاجتماعي مزيداً من الجهد للقضاء على الكراهية العرقية. ونحن لن نكف عن تحدي شركات التواصل الاجتماعي لتفعل المزيد، ونود أن نراها تدخل تحسينات كبيرة على سياساتها وعملياتها الرامية إلى معالجة الإساءات العنصرية عبر الإنترنت التي تشهدها منصاتها".

وزاد، "كرة القدم رياضة متنوعة تجمع العديد من المجتمعات والثقافات من مختلف الخلفيات معاً، وهذا التنوع في حد ذاته يجعل المنافسة أقوى. وإن (مبادرة) لا مجال للعنصرية تمثل كل العمل الذي نقوم به لترويج المساواة، والتنوع، والاندماج ومعالجة التمييز العرقي".

المصدر: جاك راثبورن - إندبندنت

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).