على الرغم من "الشخصية" الفريدة التي تمتع بها أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، دييغو مارادونا، إلا أن نجم الجيل الحالي، ليونيل ميسي، هو "أفضل لاعب على الإطلاق" وفق مقال نشر على صحيفة فاينانشال تايمز أوضح الأسباب التي تجعل ميسي يستحق هذا اللقب.

وكتب سيمون كوبر، في مقاله الذي نشر قبل تتويج الأرجنتين بقيادة ميسي بمونديال قطر بعد مباراة مثيرة الأحد إنه حتى "لو فشل ميسي في الفوز بالبطولة، "فلن يقلل ذلك من فكرة أنه أعظم لاعب في كرة القدم على الإطلاق".

ويشير إلى أن عنصرين يصنعان "أي أسطورة رياضية" وهما "التألق والشخصية" وفي حين امتلك ميسي التألق، إلا أنه افتقر إلى الشخصية، وهي ميزة تمتع بها مارادونا.

ويوضح ذلك بالقول إن ميسي "يلعب مثل البيتلز بينما يرتدي زي محاسب".

وبينما عبر مارادونا عن شخصيته في الملعب، لم يفعل ميسي ذلك، وكان يسعى إلى إثبات كفاءته من دون "خداع أو تباه غير ضروري".

ومنذ بداية مشواره، طارد الإنجازات الفردية من ناحية الأهداف والجوائز، وفي كامب نو، كان روتينه هو التألق لبرشلونة، ثم السفر لمدة 25 دقيقة إلى المنزل على الطريق السريع شبه الخالي في منتصف الليل إلى بيته العادي في بلدة كاستيلديفيلس الصغيرة.

ويتفوق ميسي على مارادونا وفقا لتطبيق Messi vs Ronaldo، فهو لديه 791 هدفا في مسيرته بمتوسط 0.79 في المباراة، أما رونالدو فلديه 819 هدفا بمتوسط 0.72 فقط. وحتى مع استبعاد ركلات الجزاء، يتفوق ميسي على رونالدو. ولديه أيضا متوسط 0.35 تمريرة حاسمة في كل مباراة مقابل 0.2 لرونالدو.

ويشير الكاتب أيضا إلى أن مارادونا لعب مباراتين فقط في كأس العالم بعد بلوغه الثلاثين من العمر (في بطولة 1994)، أما ميسي، الحائز على الرقم القياسي لأفضل لاعب في العالم، فأعاد اكتشاف نفسه في منتصف العمر.

ويذكر الهدف الثاني الذي صنعه لزميله جوليان ألفاريز في مرمى كرواتيا في نصف نهائي مونديال قطر، عندما راوغ جوسكو جفارديول، البالغ من العمر 20 عاما، ولأنه افتقر إلى السرعة لأخذ الكرة بعيدا، اضطر إلى مراوغته مرة أخرى، وبمجرد وصوله إلى منطقة الجزاء، منح ألفاريز الهدف.

ويقضي ميسي الآن الجزء الأكبر من المباريات في المشي بالملعب، "موفرا طاقته من أجل أصعب شيء في كرة القدم: لحظة كسر دفاع مفتوح". وقال خافيير باستوري، زميله السابق في منتخب "التانغو": "إنه يعرف كيف يستغل أدنى فرصة وأقل حركة".

وما يفتقر إليه ميسي هو الشخصية على عكس مارادونا، الذي نشأ في إحدى ضواحي العاصمة الأرجنتينية الفقيرة وكان غارقا في التقاليد الأرجنتينية.

وعلى سبيل المثال، في بطولة عام 1986، كان مارادونا يرى أن هزيمة إنكلترا في نصف النهائي انتقام لحرب الفوكلاند قبل ذلك بأربع سنوات، عندما قتل الجنود البريطانيون، على حد قوله، المجندين الأرجنتينيين "مثل الطيور الصغيرة".

أما ميسي، الذي انتقل إلى برشلونة في سن الـ13، فهو يجسد "أرجنتين مختلفة، أرجنتين الجيل الذي فر من الانهيار الاقتصادي للبلاد".ونشأ ميسي "خارج المجتمع تقريبا، فهو نتاج مشترك لأسرة وأكاديمية برشلونة، وقد لا يعيش في الأرجنتين مرة أخرى".

لكن الشخصية "لا تجعل  مارادونا أعظم لاعب كرة قدم"، وفق الكاتب الذي أشار إلى تصريح لماردونا نفسه عندما سئل في عام 2014 : "هل يحتاج ليونيل ميسي للفوز بكأس العالم ليكون الأفضل؟"، ليرد: "ماذا؟ لا. لا علاقة له بهذا الأمر. لا تخلط بين الاثنين.. كأس العالم لن يسلب أي شيء فعله ". وفق ما ورد في كتاب "دييغو مارادونا: المقابلة الأخيرة ومحادثات أخرى"

ويقول إن ماردونا كان يشير إلى أن بطولات خروج المغلوب يلعب فيها الحظ دورا كبيرا، وعلى سبيل المثال، ربما كان الأمر مختلفا لو تدارك الحكم الهدف الذي أحرزه مارادونا بيده في مرمى إنكلترا في عام 1986، أو  استطاع غونزالو هيغواين، زميل ميسي في نهائي 2014، أن يسجل بمفرده في مرمى الحارس الألماني، مانويل نوير. لو كان قد حدث هذا السيناريو، ربما كان يمكن القول إن ميسي قد تفوق على مارادونا بالفعل. 

ويقول الكاتب: "الادعاء بأن مارادونا كان القائد الأعظم خاطئ. ميسي قائد من نوع مختلف. اللاعب الجيد يتحمل مسؤولية أدائه. ميسي يتحمل مسؤولية النتيجة".

ويضيف أن الأرجنتين كانت "بحاجة إليه للفوز على فرنسا. هو يشعر بالعبء، وهو يتقبل ذلك. ويقدره زملاؤه الأرجنتينيون، الذين سافروا من جميع أنحاء العالم لحضور حفل عيد ميلاده".

ويقول الكاتب إنه بصرف النظر عن نتيجة الأحد، فإن ميسي هو "الأعظم، ربما في كل العصور".

المصدر: الحرة

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).