عندما ذهب مشجعو نادي تشيلسي إلى ملعب ستامفورد بريدج لخوض مواجهة نيوكاسل في "البريمير ليغ"، كان الأجواء غير معتادة للجماهير النادي اللندني.

لأول مرة، لم يكن هناك برنامج للبيع داخل الملعب، بحسب "نيويورك تايمز" التي أفادت بأن العقوبات أوقفت عمليات بيع التذاكر للمباريات المقبلة وكانت أبواب الملعب تحمل لافتات بأن العقوبات الحكومية التي فرضت على مالك النادي تعني عدم إمكانية بيع البضائع في المستقبل.

وكانت المملكة المتحدة فرضت عقوبات على نادي تشيلسي بسبب رجل الأعمال الروسي، رومان أبراموفيتش، الذي يملك النادي منذ العام 2003. والأحد، قدم الباعة المتجولون البضائع الوحيدة المتاحة للجماهير خارج أرض الملعب. 

وداخل الملعب، كانت بعض الحانات والمطاعم متاحة فقط للجماهير الذين دفعوا مقابل الضيافة قبل أن تفرض الحكومة البريطانية عقوباتها الأسبوع الماضي على أبراموفيتش عقابا له على صلاته بالكرملين وغزو روسيا لأوكرانيا.

ومع ذلك، كانت مدرجات ستامفورد بريدج ممتلئة في مباراة نيوكاسل التي انتهت لمصلحة "البلوز" بهدف يتيم جاء في الدقيقة 89، على اعتبار أن الكثير من مشجعي النادي يملكون تذاكر موسمية تم شراؤها مسبقا.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن الأجواء التي سادت الملعب كانت عصيبة وتلخص حالة عدم اليقين بشأن مستقبل النادي اللندني بعد عقدين من النجاح بفضل ثروة الأوليغارش الروسي.

وما لم تخفف الحكومة البريطانية القيود المالية على النادي، قال مسؤولو الفريق في جلسات خاصة، إنه قد لا يتمكن تشيلسي من الوفاء بجدول التزاماته المتبقية مما يجعل من العمليات اليومية أكثر صعوبة.

وتم تعليق بطاقات ائتمان الشركات المخصصة للنادي، التي يستخدمها الموظفون لإجراء أعمال منتظمة، حيث نظرت البنوك في تأثير التعامل مع تشيلسي عليها. 

وأخبر تشيلسي بعض الموظفين المستقلين والمستشارين أنه لم يعد بإمكانهم الدفع باستخدام تلك البطاقات. وسأل اللاعبون وكلائهم عما إذا كانت رواتبهم ستستمر من عدمه إذا نفد المال، بينما استسلم آخرون للمغادرة، لأن تشيلسي، في الوقت الحالي، ممنوع من توقيع عقود جديدة معهم.

وصل ضيف تشيلسي، الأحد، نيوكاسل يونايتد الذي نقلت ملكيته قبل أشهر فقط إلى صندوق الاستثمارات العامة. في الأشهر التي تلت الصفقة، ازداد حجم الأسئلة حول انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية وحربها ضد اليمن.

وتقول "نيويورك تايمز" إن الدوري الإنكليزي الممتاز الذي سمح لتجار الأسلحة ومنتهكي حقوق الإنسان بامتلاك فرق، استبعد أبراموفيتش الذي كان مالكا لتشلسي خلال 19 عاما.

وفي نفس اليوم، أكدت السعودية أنها أعدمت 81 شخصا، وهو أكبر إعدام جماعي في المملكة منذ سنوات. ومن بين الآلاف من الجماهير الذين حضروا لمشاهدة فرقهم المفضلة، كان هناك القليل من الحديث عن العقوبات وأحكام الإعدام. 

كان معجبو نيوكاسل يرقصون في الشوارع في أكتوبر للاحتفال بالبيع لصالح السعودية، على أمل أن تدفع ثروة المملكة بسرعة النادي للعودة المنافسة كما حدث مع تشيلسي.

يوم الأحد، سار عدد قليل من مشجعي نيوكاسل في ستامفورد بريدج وهم يسخرون من منافسهم ويغنون "نحن أغنى منك" عقب العقوبات ضد رجل الأعمال الروسي.

بعد المباراة، أغلق مدرب نيوكاسل، إيدي هاو، أي أسئلة تتعلق بسجل حقوق الإنسان الخاص بملاك النادي، بما في ذلك عمليات الإعدام يوم السبت والحرب السعودية المستمرة في اليمن المجاورة. 

وبالمثل، بذل توماس توخيل مدرب تشيلسي قصارى جهده للابتعاد عن السياسة. وقال إن مقارنة نيوكاسل وتشيلسي، لن يغير الوضع الذي يجد تشيلسي نفسه فيه.

ومع ذلك، حتى عندما قالت الحكومة البريطانية إن القلة الحاكمة مثل أبراموفيتش "ملطخة بدماء الشعب الأوكراني"، استمر مشجعو تشيلسي في ولائهم الشديد للرجل الذي دفعهم إلى قمة كرة القدم العالمية.

المصدر: الحرة

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).