من يقود «طالبان» وأفغانستان خلال المرحلة المقبلة؟.. سؤال بسيط وكلماته قليلة لكنه يخفي ويحمل الكثير من المضامين السياسية التي ستغير الخريطة الجيوسياسية للقارة الآسيوية خلال السنوات القادمة وربما للعالم أجمع . الإجابة عن السؤال السابق هي الشغل الشاغل الآن للدول والمراكز البحثية بل وحتى البسطاء من الناس.. فجميعهم يريد أن يعرف من سيقود طالبان ، وهو الأمر الذي سيحدد توجهات «الحركة» خلال السنوات المقبلة، وما إذا كانت ستغير الصورة «المتطرفة» التي تعرف العالم عليها من خلالها طوال السنوات الماضية.أم ستعود «طالبان للمربع الأول؟.

لطالما كانت الشخصيات التي تقود حركة طالبان وهيكل قيادتها سراً كبيراً، فحتى قبل الغزو الأمريكي في العام 2001، كانت الطريقة التي تدير بها الحركة عملياتها مجهولة تماماً، ولم تكن سوى أسماء أبرز القادة معروفة حتى لأعتى أجهزة المخابرات العالمية. ولكن وفي ظل التغيرات الحالية، يبدو أن التشدد الذي صاحب أفكار القادة سابقاً، أصبح شيئاً من الماضي وفقاً لمراقبين، وأن الاعتدال أصبح السمة التي تميز هذا الجيل الجديد من القادة الذين وعدوا ببناء حكومة شاملة تتألف من مجموعات عرقية مختلفة، إلى جانب تعهدهم بعدم السماح بوجود الجماعات الإرهابية المتشددة على الأراضي الأفغانية والعفو عن المعارضين. وأكثر ما أثار دهشة الأوساط السياسية والمراقبين حول العالم، تعهد الحركة بالسماح للنساء بالعمل ضمن الحدود التي لا تخالف الشريعة، وهي الشروط التي وضعتها أمريكا وحلفاؤها للاعتراف بشرعية حكم الحركة على البلاد التي مزقتها الصراعات المسلحة. 

يضم صف القيادات العليا لطالبان، العديد من المجاهدين الذين تدربوا سابقاً على يد الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، لمجابهة قوات الاتحاد السوفييتي في الثمانينات. وينتمي غالبية أعضاء الجماعة إلى عرقية البشتون التي تعد الأكثر هيمنة في الأجزاء الجنوبية من البلاد.

وفي الوقت الذي لا تتوفر فيه الكثير من المعلومات حول هوية جميع القادة السياسيين والميدانيين للحركة وأمراء الأقاليم المختلفة، تستعرض «الخليج» نبذة عن أبرز 7 قيادات لحركة طالبان  شملهم تقرير نشرته «بلومبيرج»  سيرسمون مستقبل أفغانستان خلال السنوات المقبلة:

القائد الأعلى هبة الله أخوند زاده

ولد هبة الله أخوند زاده في العام 1961، وتقلد أعلى رتبة قيادية في التنظيم بعد أن أغارت الولايات المتحدة على الزعيم السابق للحركة في العام 2016. يُعرف عن هبة الله أخوند زاده بأنه زعيم ديني أكثر من كونه قائداً عسكرياً، ويميل إلى عدم الظهور إعلامياً، حيث إنه لم يظهر للعلن أبداً منذ توليه القيادة العليا للحركة، وهو ما يفسر ندرة الصور الخاصة به، وكان البيان الذي ألقاه في شهر مايو الماضي بمناسبة عيد الفطر، أحد المناسبات القليلة التي ظهر فيها.

نائب القائد  عبد الغني برادر 

رغم تاريخه المرتبط ارتباطاً وثيقاً بأسامة بن لادن، ومشاركته الملا عمر في تأسيس الحركة، إلا إن الكثير من الأوساط تراه على أنه يمثل الجانب المعتدل لطالبان، ويعد من الشخصيات المرشحة بقوة لرئاسة الحكومة المقبلة، وشغل برادر سابقاً رئاسة الحركة، وتم القبض عليه في كراتشي الباكستانية في العام 2010 في عملية مشتركة مع المخابرات الأمريكية، وتشير التقارير إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد لعب دوراً كبيراً في إطلاق سراحه في العام 2018 قبيل محادثات السلام التي دارت بين طالبان وإدارة ترامب.

النائب الثاني سراج الدين حقاني 

يعرف سراج الدين حقاني بأنه قائد تنظيم حقاني الذي اندمج مع حركة طالبان في العام 2016، وهو النائب الثاني لزعيم طالبان، ويعتقد أنه يتنقل دوماً بين كل من أفغانستان وباكستان، وتشير التقارير إلى أنه المشرف الأول على الشؤون المالية والأصول العسكرية ألقت القوات الأمريكية في العام 2014 القبض على شقيقه في البحرين، وهو أيضاً أحد القادة البارزين في طالبان، ونُقل بعد اعتقاله إلى سجن باغرام قبل إطلاق سراحه في عملية تبادل للأسرى بعد أربع سنوات في السجن.

كبير المفاوضين عبد الحكيم حقاني 

يعد عبد الحكيم حقاني من القلة المقربة جداً من القائد الأعلى أخوند زاده، وهو يرأس عمليات التفاوض التي تجريها الحركة، وكان مسؤولاً مباشراً عن محادثات السلام التي جرت مع الحكومة الأفغانية السابقة المدعومة من التحالف، علاوة على أنه يرأس المجلس الأعلى لعلماء الدين.

الناطق الرسمي ذبيح الله مجاهد 

كان حضور مجاهد في وقت سابق من هذا الأسبوع المؤتمر الصحفي الأول لطالبان بعد دخولها وسيطرتها على العاصمة كابول، الأول من نوعه، إذ إنها المرة الأولى التي يظهر فيها في العلن بعد سنوات من التصريحات الصوتية فقط. من المرجح أن يلعب مجاهد دوراً بالغ الأهمية في إظهار توجهات الحركة للمجتمع الدولي.

 الواجهة الدبلوماسية شير محمد ستانيكزاي 

خلافاً للعديد من قادة المجموعة، يتحدث ستانيكزاي اللغة الإنجليزية بطلاقة، وكان يجوب العالم شرقاً وغرباً عندما كان نائباً لوزير الخارجية خلال فترة حجم طالبان السابقة، حتى أنه زار واشنطن بهدف إقناع إدارة كلينتون بالاعتراف بشرعية حكومة طالبان. 

إلى جانب ذلك، فقد رأس وفوداً تمثل الحركة إلى الصين للقاء مسؤولين حكوميين. كما أنه كان نائباً لعبد الحكيم حقاني خلال المحادثات التي جرت مع مسؤولي الحكومة الأفغانية.

نجل المؤسس الملا عمر  محمد يعقوب عمر

يعقوب هو نجل الملا عمر مؤسس حركة طالبان وأبرز قادتها تاريخياً، وكان يعد منافساً على المنصب الأعلى للجماعة بسبب كونه ابن مؤسس الجماعة. لا تٌعرف عنه الكثير من التفاصيل.

وتشير التقارير الاستخباراتية التي جمعتها قوات التحالف إلى أنه تلقى تعليمه بمدرسة دينية في باكستان، وأنه يعيش حالياً في أفغانستان، ويعتبر إلى جانب سراج الدين حقاني، مسؤولاً عن الأنشطة العسكرية لحركة طالبان.

المصدر: الخليج

إعداد: وائل بدر الدين

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).