أصدر قادة الاتحاد الأوروبي بياناً، في ختام اليوم الأول للقمة الأوروبية، الخميس، رفضوا فيه دعوة ألمانية فرنسية لعقد قمة مع روسيا؛ لكنهم أكدوا ضرورة التعاون مع روسيا في عدد من الملفات،وفي الوقت نفسه، لم يستبعدوا فرض عقوبات جديدة ضد موسكو، ومددوا العقوبات الاقتصادية على موسكو لنصف عام، وأعرب الكرملين عن آسفه لرفض القادة الأوربيين عقد قمة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وأكد أن الاتحاد أصبح يهيمن عليه «عدائيون» في إشارة إلى دول البلطيق ودول شرق أوروبا التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي السابق.

تقديم خيارات

دعا قادة الاتحاد ، المفوضية الأوروبية إلى تقديم خيارات حول إمكانية اتخاذ إجراءات ضد روسيا، بما في ذلك فرض عقوبات اقتصادية، رداً على الإجراءات المحتملة التي قد تتخذها موسكو.

كذلك أكد القادة انفتاح الاتحاد على التعاون مع روسيا في عدد من القطاعات والمجالات التي تعكس اهتمامات الاتحاد ومصالحه، وأهمها المناخ والبيئة والصحة وقضايا أخرى تتعلق بالسياسة الخارجية، مثل: الاتفاق النووي الإيراني والأزمة السورية والملف الليبي.

ليس أولوية قصوى

أعلن الرئيس الفرنسي، ماكرون، أن القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل، ناقشت عدداً من الموضوعات المهمة؛ ومنها: الحاجة إلى توحيد النهج فيما يتعلق بروسيا. وأضاف في تصريحات أمس الجمعة، بختام القمة التي عقدت على مدار يومين، أن الاتحاد الأوروبي يرى أن عقد اجتماع مع الرئيس الروسي ليس أولوية قصوى الآن. إلا أنه أوضح أن خلافات القمة لا تمنعه من لقاء بوتين، مشيراً إلى أن هناك انقساماً بين دول شرق وغرب الاتحاد حول تلك المسألة. وكان ماكرون قال في وقت سابق: إن «هذا الحوار ضروري لاستقرار القارة الأوروبية». وأضاف أنه «سيكون حازماً؛ لأننا لن نتخلى عن أي من قيمنا أو مصالحنا».

من جهته، شدد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، على أهمية الحوار مع روسيا، لا سيما في مجال الرقابة على التسلح، على الرغم من الخلافات القائمة بينها والغرب. وقال ، أمس الجمعة، «من المهم التحدث مع روسيا؛ لأنها دولة كبرى وجارتنا، ونحتاج إلى علاقات مستقرة وواضحة معها». ودعا الوزير الفرنسي، الاتحاد الأوروبي إلى دعم تطوير الحوار مع روسيا على المستوى الرفيع كما فعل ماكرون عام 2019 وكما فعل مؤخراً الرئيس الأمريكي جو بايدن.

خيبة أمل ميركل

في موازاة ذلك، قالت المستشارة الألمانية ميركل: إن «أوروبا ذات سيادة ويجب أن تكون قادرة على الحوار مع بوتين». وقالت المستشارة الألمانية «لم يكن ممكناً الاتفاق على أننا يجب أن نلتقي على الفور في قمة» مع روسيا. وأضافت: «كنت أفضل شخصياً نتيجة أكثر جرأة».

الحوار مهم

وأعلن رئيس الوزراء التشيكي، أندريه بابيش، أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يجري حواراً مع روسيا التي تلعب دوراً مهماً في حل القضايا الدولية، مضيفاً أنه يجب إيجاد شكل ضروري لهذا الحوار. وقال للصحفيين في بروكسل، أمس الجمعة: «إن الولايات المتحدة تجري حواراً مع روسيا. ولماذا لا يمكن أن يعمل الاتحاد الأوروبي نفس الشيء؟ يجب علينا المحافظة على الاتصالات مع روسيا؛ إذ إنها تلعب دوراً مهماً في حل القضايا المختلفة، مثلاً في سوريا. ومن الضروري أن نتفق على تحديث هذا البلد (سوريا) وصياغة نوع من خطة مارشال بالنسبة له. ونحتاج إلى روسيا لتحقيق ذلك. وإضافة إلى ذلك فإن الوضع السياسي والاقتصادي في سوريا يؤثر في الوضع في مجال الهجرة». وأضاف بابيش: «لا ضرورة لأن يجلس ممثلو كل الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى طاولة المحادثات مع روسيا. ولكن يجب علينا أن نتفق على مواضيع الحوار مع روسيا، وأما تلك المحادثات نفسها فيمكن أن يجريها مثلاً الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ورئيس الاتحاد الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية».

الكرملين يأسف

وأعرب الكرملين عن سعي موسكو إلى تطبيع العلاقات مع بروكسل شريطة وجود إرادة متبادلة لذلك لدى الطرفين. وأعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريحات للصحفيين أمس الجمعة عن أسف موسكو إزاء رفض دول الاتحاد مبادرة عقد قمة روسية-أوروبية، وقرار المفوضية الأوروبية إعداد حزمة جديدة من العقوبات بحق روسيا.

ولفت بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي بوتين كان ولا يزال مهتماً بتطوير العلاقات العملية مع بروكسل، مضيفاً: إن موقف بوتين المبدئي يقضي بأن موسكو مستعدة للمضي قدماً في هذه المسألة إلى النقطة التي يكون فيها الطرف الآخر مستعداً للوصول إليها.

كما أعرب بيسكوف عن أمل روسيا بأن الدول التي تمارس نهجاً أكثر اتزاناً داخل الاتحاد الأوروبي ستواصل جهودها لتمرير فكرة تطوير الحوار بين بروكسل وموسكو.

وأشار المتحدث إلى أن دول البلطيق وبولندا كانت بين أشد المعارضين لمبادرة عقد قمة روسية- أوروبية خلال القمة التي عقدها الاتحاد أمس، لافتاً إلى أن هذه الدول تتحدث كثيراً وبشكل غير مبرر عن «تهديد» مزعوم تواجهه من قبل روسيا.

 (وكالات)

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).