توقع تقرير جديد صادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة، أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة عام 2030؛ أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات التي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدد بحصول كوارث جديدة «غير مسبوقة» في الكوكب الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية.


وقبل أقل من ثلاثة أشهر من مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (كوب 26) في جلاسكو، نُشر الجزء الأولي من تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أمس الاثنين، وجاء فيه أن البشر مسؤولون «بشكل لا لبس فيه» عن الاضطرابات المناخية، و«ليس لديهم خيار سوى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير» إذا كانوا يريدون الحد من التداعيات.


وهذا التقرير التقييمي الأول الذي تم تبنّيه الجمعة، من قبل موفدي 195 بلداً، يستعرض خمسة سيناريوهات لانبعاثات غازات الدفيئة، من الأكثر تفاؤلاً إلى الأكثر تشاؤماً. وفي كل الحالات سيصل الاحترار العالمي قرابة عام 2030، إلى 1,5 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية.


وبحلول عام 2050، ستستمر الزيادة إلى ما بعد هذه العتبة، وهي أحد حدود اتفاق باريس للمناخ، حتى لو نجح العالم في الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة.


وإذا لم تخفّض هذه الانبعاثات بشكل حاد، فسيتم تجاوز عتبة درجتين مئويتين خلال القرن الحالي. وهذا الأمر سيعني فشل اتفاق باريس الموقّع عام 2015 والذي يوصي بضرورة حصر الاحترار في أقل من درجتين مئويتين، وصولاً إلى درجة مئوية ونصف درجة إذا أمكن.


وفيما ارتفعت حرارة الكوكب 1,1 درجة مئوية حتى الوقت الحالي، يشاهد العالم العواقب المترتبة على ذلك، من حرائق تجتاح الغرب الأمريكي واليونان وتركيا، مروراً بفيضانات غمرت بعض المناطق الألمانية والصينية، وصولاً إلى تسجيل درجات حرارة قياسية في كندا وصلت إلى 50 درجة مئوية.


وعلّقت كريستينا دال، من اتحاد العلماء المعنيين (يونيون فور كونسورند ساينتستس) بالقول: «إذا كنتم تعتقدون أن هذا أمر خطر، تذكروا أن ما نراه اليوم هو مجرد البداية».


وقال عالم المناخ ديف رياي: «هذا التقرير يجب أن يخيف أي شخص يقرأه (..) إنه يُظهر إلى أين وصلنا وإلى أين نحن ذاهبون مع تغير المناخ.. إلى حفرة نواصل تعميقها».


وفي مواجهة هذا المستقبل القاتم تتزايد الدعوات إلى التحرك. ويشدد بانماو تشاي الرئيس المشارك لمجموعة الخبراء التي أعدت هذا الجزء الأول من تقييم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، على أن «استقرار المناخ سيتطلب خفضاً حاداً وسريعاً ودائماً لانبعاثات غازات الدفيئة من أجل تحقيق حياد الكربون».


ويشمل الجزء الثاني من التقرير تداعيات تغير المناخ. ومن المقرر أن ينشر في فبراير 2022، وهو يوضح كيف ستتغير الحياة على الأرض بشكل حتمي في غضون ثلاثين عاماً، أو حتى قبل ذلك، وفق نسخة أولية حصلت عليها وكالة «فرانس برس».أما الجزء الثالث فيتعلق بالحلول المحتملة للحد من الانبعاثات، ويتوقع صدوره في مارس، لكن المسار الذي يجب اتخاذه معروف على نطاق واسع، وهو الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.


وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس تعقيباً على التقرير، إنه يعلن نهاية الوقود الأحفوري الذي «يدمر الكوكب». وأضاف في بيان أن التقرير هو «إنذار أحمر للبشرية. أجراس الإنذار تصم الآذان.. انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا». وشدد على أنه «ليس هناك وقت للانتظار ولا مجال للأعذار»، مطالباً بأن يكون مؤتمر الأطراف «ناجحاً» بعد هذا «الإنذار الأحمر للإنسانية» الذي أطلقته اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.


وفي حين أنه سيكون من الضروري خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار النصف بحلول عام 2030 للحفاظ على هدف 1,5 درجة مئوية، فإن كل الأنظار تتجه الآن إلى جلاسكو، حيث سيجتمع قادة العالم في نوفمبر.

 (وكالات)

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية