كحال كل مشاهدٍ يرغب في الترويح عن نفسه بمشاهد المسلسلات المتنوعة، فيقع في مصيدة البحث عن مسلسل يلامس ذوقه، فيضطر في بداية الموسم لمتابعة العديد من المسلسلات.

وقعت أنا أيضاً في هذه المصيدة، الى أن رسوت على مسلسل. تابعت عدداً من المسلسلات في بداية الشهر، منها:

جوقة عزيزة 

مسلسل "جوقة عزيزة"، من إخراج تامر إسحاق، سيناريو وحوار خلدون قتلان، وتمثيل: سلوم حداد، نسرين طافش وأيمن رضا.

يحكي المسلسل عن فترة من حياة الراقصة عزيزة خوخة التي سحرت القلوب في بلاد الشام في ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أنه تبين لي من الحلقات الأولى، بأنه مسلسلٌ سطحي من حيث النص والإخراج وأداء الممثلين.

المسلسل لم يرقَ الى مستوى ممثل مثل "سلوم حداد"، وأضع اسمه بين قوسين. ولا يمكن أن أصف أداء نسرين طافش التي تمثل دور خوخة عزيزة، إلا بالخلاعة ولا يمكن أن يضيف أي قيمة فنية أو جمالية الى المسلسل بل على العكس زاد من رداءته.

ظل

مسلسل "ظل" السوري اللبناني من إخراج محمود كامل، و تأليف سيف رضا ومحمود إدريس وتمثيل: جمال سليمان، عبدالمنعم عمايري، يوسف الخال، فهو مسلسل جريمة وغموض، بعث السأم والملل في نفسي منذ الحلقات الأولى لعرضه، ويستطيع المشاهد استخلاص أحداثه من الإعلان الترويجي له، بالإضافة الى تأثر الإخراج والنص وحتى أداء الممثلين بالدراما التركية لدرجة التطابق.

بيت الشدة 

مسلسل "بيت الشدة" وهو مسلسل مصري من إخراج وسام المدني تأليف ناجي العبدالله وتمثيل: وفاء عامر، أحمد وفيق وايهاب فهمي، ويمكن تصنيفه أنه مسلسل رعب مبتذل لا يستحق مشاهدة الإعلان الترويجي حتى.

كسر عضم 

مسلسل "كسر عضم" الذي أحدث فؤاد حميرة جدلاً حول كونه كاتباً للمسلسل منذ عام 2011 تحت عنوان ( أيام مالحة)، فهو من إخراج رشا شربتجي، سيناريو وحوار علي معين صالح وتمثيل: كاريس بشار، فايز قزق، خالد القيش، نادين تحسين بك، سامر إسماعيل.

يتناول المسلسل قصة رجال الأعمال الذين يستغلون فساد المسؤولين عن طريق الرشوة والمحسوبيات لتنفيذ مآربهم ومصالحهم الشخصية، إلا أن المبالغة في الإثارة والتشويق واعتماد المخرجة تقنية التسجيل الصوتي اذ بدا المسلسل وكأنه مدبلج.

مع وقف التنفيذ

المسلسل الذي شد انتباهي وما زلت متابعاً له، مسلسل "مع وقف التنفيذ"، من إخراج سيف سبيعي، سيناريو وحوار علي وجيه ويامن الحجلي وتمثيل: غسان مسعود، عباس النوري، سلاف فواخرجي، صفاء سلطان ويامن الحجلي.

يعتمد المخرج تقنية الفلاش باك في بداية كل حلقة، قبل الشارة يعرض أحداثاً قبل الثورة، وبعد الشارة يعرض أحداثاً تجري الآن، وبتسلسل الأحداث يحاول أن يوصل المشاهد إلى فهم أحداث المسلسل.

يحاول المسلسل أن يترجم الوضع الراهن بشفافية (طبعاً حسب وجهة نظر القائمين عليه)، إذ أنهم يحاولون جاهدين أن يلقوا اللوم في الخراب الذي عم سورية على الثوار، قبل أن يلقوه على بعض المتنفذين في النظام، طبعاً كل ذلك بصورة مموهة.

ويحاول أن يطَّبع الواقع وأن يوصل المشاهد إلى فكرة تقبل ما جرى واعتبارهِ ماضٍ ولى، علينا التعايش معه، والالتفات إلى المستقبل.

الفساد حسب وجهة نظر المسلسل أمرٌ لا بد منه في كل زمانٍ ومكان، ولا ينتهي الفساد بالقضاء على مسؤولٍ فاسد، لأنه سيحل محله مسؤولٌ أكثر فساداً منه.

ولا يمكن دعم وجهة النظر هذه، بل هي موضع اعتراض تماماً، لأن قطع جذور الفساد، واجتثاث المنظومة من منبتها، يمكن أن يعيد بناء نظام جديد يتسم بالنزاهة والشفافية.




مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).