غالباً ما تصطدم الدردشات التي تبدأ بعبارة «كيف الحال؟» في أروقة مكان العمل بطريق مسدود، بحسب تقرير للكاتبة جوديث همفري على موقع «فاست كومباني»، والتي تعتبر أن معظم الطرق التي نعتمدها لبدء المحادثات تفشل في إشراك الطرف الآخر فيها. وعوضاً عن الابتسام واستخدام عبارة «كيف الحال؟»، ابدأ الحوار بكلمات تُشعر الآخر بأنه مميز كأن تقول: «أنت الشخص الذي أُريد رؤيته». لذلك، فإن أولى الكلمات التي تنطق بها يجب أن تبني جسراً نحو مخاطبك، وسواء كنت تتحدّث إلى زملائك الذين يملأون الغرفة، أو إلى رئيسك في العمل، أو إلى مجموعة من الأصدقاء، فيجب عليك إشراكهم من خلال إظهار اهتمامك بهم، وبمشاعرهم، وأفكارهم.

ويمكنك أن تأتي على ذكر اجتماع سابق معهم، أو تشير إلى اقتراح قدموه، أو تسأل عن نتيجة خطاب ألقوه. إنّ ما يهم في الأمر هو أن تبدأ بمن تتحدّث إليه.

أروقة العمل

يجب أن تتمحور الجملة الأولى من المحادثة في أروقة مكان العمل حول الطرف الآخر، وعوضاً عن الابتسام واستخدام عبارة «كيف الحال؟»، ابدأ الحوار بكلمات تُشعر الآخر بأنه مميز، كأن تقول: «أنت الشخص الذي أُريد رؤيته»، ومن ثمّ اشرح سبب رغبتك في التحدّث إليه. وفي المقابل، احذر من الأسئلة التي قد تطيل المحادثة أكثر ممّا ترغب، كأن تسأل عن حال عائلة زميلك في العمل، فهذا السؤال قد يكون مناسباً لمحادثة وقت الغداء، ولكن ليس لحوار لن يدوم أكثر من دقائق معدودة في أروقة العمل.

دردشات المصعد

وفي هذا الموقف أيضاً، يجب أن تفتتح الحوار بأمر يخصّ الشخص الذي يقف إلى جانبك. وعلى سبيل المثال، قد تدخل مديرة تنفيذية إلى المصعد وتدرك أنّها نائبة رئيس رأيت صورتها في قاعة الاجتماعات مؤخراً.

وعندها، التقط أنفاسك وابدأ الحوار بعبارة «سعيد جدّاً لمقابلتك»، وعرّف عن نفسك وأخبرها أنّك استمعت إليها في قاعة الاجتماعات، الأسبوع الماضي، وحدّثها عن مدى إعجابك بآرائها عن كيفية تعزيز ثقافة شركتك كي تصبح أكثر شمولية.

ونتيجة لذلك، من المحتمل أن تتذكرك نائبة الرئيس منذ تلك اللحظة، ومَن يدري، لعلّها تضعك في الحسبان عندما يصبح هناك منصب شاغر في قسمها. إنّ محادثات المصعد قد تمثّل تحرّكات للدفع قُدماً بمهنتك.

الاجتماعات مع رئيسك

إذا كانت لديك اجتماعات منتظمة مع مشرفك في مكان العمل، فيجب أن تأتي على ذكر أهدافه وتوجيهاته. فمثلاً، قد تكون بصدد تقديم تقرير عن مشروع ما، ويمكنك أن تقول: «لقد طلبت مني، الأسبوع الماضي، أن أطّلع على حالة المشروع ويسعدني أن أخبرك أننا في حالة جيّدة».

وفي حال كنت تقدّم تقريراً عن مشروع آخر، فيمكنك أن تبدأ المحادثة بأن تقول: «أعلم أنّ هذا المشروع هو من المشاريع المفضلة لديك، لذلك قمت بتسريع الجدول الزمني لإتمامه».

كما أنه عندما تتحدث إلى رئيسك في العمل، تأكد من أنك تستخدم لغة جسد واثقة. احتفظ بوضعية طويلة وتجنب التململ أو التراخي في مقعدك، وابق دائماً على اتصال بالعين وانحنِ في المحادثة.

مقابلات العمل

ستجعلك افتتاحية المحادثة في مقابلة العمل تقطع شوطاً طويلاً لتظهر جذاباً كمترشح للوظيفة. وفي الحقيقة، من السهل للغاية على الباحثين عن العمل التركيز على أنفُسهم، وعوضاً عن الوقوع في فخ الانكباب على الذات، ابدأ بكلمات تنمّ عن التقدير، على غرار «شكراً لكم على تخصيص الوقت للاجتماع معي، لقد قرأت الكثير عنكم وعن شركتكم». وعندما تتحدّث عن الشركة التي تجري مقابلة معك، فأنت تروّج لنفسك كلاعب فريق.

محادثات شبكة الأعمال

إذا قررت حضور حدث لشبكة أعمال ووجدت نفسك أمام شخص غريب، فيمكنك أن تقول له: «حدّثني عن نفسك»، أو «أحبّ ربطة عنقك»، أو «حذاء جميل»، لأنّ الناس يحبون التحدث عن أنفُسهم.

والأفضل من ذلك هو الاقتراب من شخص ترغب في معرفته، كنت قد قمت ببحث عنه، فتُعرّف بنفسك وتخبره بأنّك كنت ترغب في لقائه، وهو ما سيجعله يريد أن يسمعك أكثر.

وفي جميع الحالات، تعتبر أفضل افتتاحيات المحادثات تلك التي تركز على الطرف الآخر. دع من يستمعون إليك يعرفون أنّك تهتم بهم، وتريد معرفة المزيد عنهم. وإذا قمت بذلك، فسيجعلهم ذلك يرغبون في معرفة المزيد عنك. والأمر بهذه البساطة.

المحادثات عبر الهاتف

بعد الترحيب والتحية، اذكر على الفور سبب المكالمة والهدف منها والنقاط التي يجب تغطيتها، حيث إن هذه النقاط ستساعدك في التركيز على ما تريد قوله للطرف الآخر، وتجعل المكالمة الهاتفية أكثر إيجابية.

أظهر اهتمامك بما يقوله الطرف الآخر، وتجنب المقاطعة. يمكنك استخدام الإيماءات اللفظية مثل «هذا مثير للاهتمام»، «نعم»، «ذلك جيد»، «أتفهم ذلك» وغيرها، كما من المهم جداً أن تدوّن الملاحظات لتتبع ما تم طرحه، وكن صبوراً لكي لا تخرج باستنتاجات خاطئة، واطرح الأسئلة على المتكلم في حال لم تفهم إحدى النقاط التي تم طرحها.

المصدر: الخليج

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).