أخلاقيات العمل صانعة للنجاح

يعتقد الكثيرون أن النجاح المهني يقتصر على العمل الجاد وإنجاز المطلوب بأفضل جودة، بينما يهملون إحدى الركائز الأساسية لاستمرارية هذا النجاح، وهي الالتزام بمبادئ العمل وأخلاقياته.

وتُعرف أخلاقيات العمل بأنها مجموعة من المبادئ والضوابط، التي توجه سلوك الفرد في عمله، وتحدد الصواب والخطأ، فهي بمنزلة دليل للموظف ومرشد له للتعامل مع مختلف المواقف التي تعترضه في العمل. وأخلاقيات العمل ليست ثابتة بالمجمل، إنما تختلف من مكان لآخر، فما هو مقبول في بيئة عمل ما، يمكن أن يكون مرفوضاً في بيئة عمل أخرى.

والنجاح في العمل مرهون بالالتزام بأخلاقياته، لا سيّما عند العمل عن بعد، التي تزداد فيه أهمية هذه الأخلاقيات لعدة أسباب، منها:

التميّز في العمل: عندما تعمل بانضباط، وفقاً للمبادئ والمعايير الأخلاقية، لن تتخوف الإدارة من وقوعك في المشكلات الناجمة عن التجاوزات الأخلاقية، ما سيخلق لدى الطرفين نوعاً من الراحة والاطمئنان، كما سيعزز ذلك رابطة الولاء بينك وبين الإدارة، ويدفعك إلى العمل بكل إخلاص وتفانٍ، ويقودك إلى التميز الدائم وإخراج أفضل ما لديك. 

إيجاد نظام للتقييم الذاتي: تبني أخلاقيات العمل صورةً للموظف المثالي في ذهنك، وبوجود مجموعة من المبادئ الأخلاقية الثابتة والمعروفة تماماً لديك، يمكن أن يساعدك ذلك على تقييم ذاتك في العمل من ناحية الأداء والالتزام والإنتاجية وغيرها من الجوانب. ومن الضروري جداً أن تكون على دراية في ما إذا كنت تسير وفق النهج الصحيح والمعايير الأخلاقية السليمة، أو أنك خارج عن القواعد وبحاجة إلى تصحيح مسارك، ما يضمن لك أن تكون دائماً بهذه الصورة المثالية أمام المسؤولين عنك في العمل، ويمنحك باستمرار تقييمات إيجابية والكثير من الحوافز والمكافآت. 

 الحصول على فرص مهنية جديدة: تُعَد أخلاقيات العمل من أقوى وأهم العوامل في إقامة علاقات عمل قوية، فعندما تتمتع بأخلاقيات عمل جيدة، ستكون أولاً الخيار الأمثل للإدارة لكي تعتمد عليك في مهام مختلفة، والأهم من ذلك ستكسب سمعةً مهنيةً جيدةً، إذ تسعى الشركات التي تعمل عن بعد دائماً إلى توظيف أشخاص يتمتعون بأخلاقيات عمل قوية، تدفعهم إلى العمل بكفاءة والخروج بأفضل النتائج. 

خلق بيئة عمل إيجابية: إن التحلي بأخلاقيات العمل عن بعد من الأساسيات لخلق بيئة عمل إيجابية ومناسبة للإبداع، لأنك ستعمل مع أشخاص لا تعرفهم بصورة شخصية مباشرة في البداية، إلا أن تمتعك بهذه الأخلاقيات سيخلق بينكم روابط إيجابية. وتدفعك إلى تأدية عملك بجودة عالية وإنجاز مهامك بإتقان، مع بناء علاقة إيجابية بالإدارة وفريق عملك، وستسعى دائماً إلى تطوير الشركة التي تعمل لصالحها، كما يمكن أن تكون ملهماً للموظفين الآخرين ودافعاً لهم للإنجاز، ونتيجة ذلك ستكون قادراً على الإبداع، وتحقيق التقدم المهني في بيئة عمل إيجابية داعمة ومحفزة.

تحقيق التعاون الفعّال عن بعد: تعزز أخلاقيات العمل مفهوم التعاون لدى أعضاء الفريق، ففي العمل عن بعد ستعمل مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم، وستحتاج دائماً للوصول إلى صيغة مناسبة للتواصل والتفاهم، سواءً مع أصحاب العمل أو مع زملائك في الشركة. ومن خلال ذلك ستتمكن من تحقيق التعاون الفعال عن بُعد، وتتجلى أهمية هذا التعاون في توزيع عبء العمل، وإيجاد حلول فورية للمشكلات، ورفع الإنتاجية والتشاور في مختلف الأمور التي تخص العمل، ما سيعزز لديك ثقافة العمل الجماعي، ويجعلك أكثر مرونةً وتقبلاً لآراء الآخرين.

أهم استراتيجيات أخلاقيات العمل

بعد بناء أخلاقيات العمل لديك، عليك إيجاد طريقة، لتعزيز هذه الأخلاقيات وصقلها، والأمر ليس صعباً، إذ يمكنك ذلك من خلال:

إدارة الوقت بفاعلية
خلال العمل عن بعد لن يكون هناك خط فاصل بين وقت العمل ووقت الراحة، ويمكن في كثير من الأحيان أن يتداخل عملك مع حياتك العامة، ما يخلق نوعاً من الإرهاق وفقدان التركيز، لذلك خصص ساعات معينة للعمل، وكن دائماً على الموعد دون تأخير ومماطلة في تسليم الأعمال المطلوبة. وتقودك أخلاقيات العمل القوية إلى إيجاد طريقة لتنظيم ذاتك، لدرجة أنك ستحدد ساعات نومك وأوقات خاصة لممارسة الرياضة وإعادة شحن طاقاتك، فينعكس ذلك على إنتاجيتك في العمل.

إنجاز العمل بأفضل جودة
تدفعك أخلاقيات العمل إلى البحث عن التميز، فلن ترضى إلا بإنجاز العمل بإتقان للخروج بأفضل جودة ممكنة، لذا احرص دائماً على إنجاز الأعمال بالطريقة الصحيحة، والأفضل عدم استلام العمل في حال قلة خبرتك في مجال ما، وعدم تأكدك من إنجاز المهمة المطلوبة بكفاءة. ولا تتسرع في إنجاز المهام، فالعمل غير المتقن سيؤثر بطريقة سلبية في سمعتك المهنية، لذا خذ وقتاً كافياً للتخطيط والتفكير بالطريقة الأفضل للحصول على النتائج الأفضل.

حماية بيانات العمل
من أهم التحديات الأخلاقية التي يمكن أن تواجهك أثناء العمل عن بعد، الحفاظ على أمن البيانات وسريتها، ففي حال تسريب أي بيانات خاصة تتعلق بالشركة التي تعمل لصالحها عن طريق الخطأ أو عن طريق مخترقين، سيعرضك ذلك إلى خسارة وظيفتك على أقل تقدير، وهكذا لا بد من الالتزام بالإجراءات الوقائية في أمن المعلومات؛ مثل استخدام الشبكات الآمنة وبرامج مكافحة الفيروسات لحماية المعلومات المهمة، وغيرها من إجراءات الحفاظ على الأمان الرقمي عند العمل عن بعد.

التركيز وتجنب التشتيت
تتجلى أهمية هذه النقطة بصورة كبيرة في العمل عن بعد، فبيئة العمل عن بعد غير الصحية قد تكون مليئة بالمشتتات، التي يمكن أن تصرف انتباهك عن عملك فتضعف ارتباطك بما تقوم به، ما يؤثر سلباً في أخلاقيات العمل. لذا ابتعد عن هاتفك المحمول وخصص مكاناً هادئاً للعمل، ودع تركيزك ينصب بالكامل على عملك، سيرفع ذلك من إنتاجياتك ويعزز أخلاقيات العمل لديك بكل تأكيد.

المصدر: صحيفة الخليج 


الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية