رامينا – أبو ولاء

لعقود طويلة، أُصيب علماء الجيولوجيا بحيرة شديدة من غموض ظاهرة الصخور التي تتحرك من دون أن يراها أحد في منطقة ديث فالي "وادي الموت" الواقع في منطقة نائية من متنزه "ديث فالي الوطني" في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتحرك هذه الصخور على قاع بحيرة جافة تعرف بإسم ريستراك بلايا Racetrack Playa ، من دون أي تدخل خارجي تاركًةً وراءها دروباً واضحة على الأوحال المتشققة، ومن دون أن يرصد أو يتتبع حركتها أحد.

ولشدة غرابتها واستعصائها على فهم البشر بما فيهم فطاحلة العلماء، تحولت حركة الصخور الغامضة إلى ما يشبه الخرافة وسط أهالي كاليفورنيا والأمريكيين عموماً. فمنهم من ارتأى أنها من فعل كائنات قادمة من الفضاء، فيما عزاها آخرون إلى حركة مجالات مغناطيسية، في حين إعتبرتها فئة ثالثة ضرياً من الأوهام.

ومما يزيد الأمر غرابةً كما سلفت الأشارة، هو أن لا أحداً حتى الأن، رأى هذه الصخور وهي تتحرك فعلاً تحت بصره وأمام ناظريه > فقط تخيل أنك لوحدك، لا بشر ولا حيوان بجانبك، وأن آخر شيء رأيته كان حجراً علي بعد مترين منك قبل أن يغلبك النوم لتستيقظ في صباح اليوم التالي وتجد أن الحجر الذي كان على بعد مترين منك قد ابتعد عنك مسافة 100 متر <

وتجدر الإشارة إلى أنه تم قياس مسارات بعض الصخور حيث لوحظ أن بعض هذه المسارات يصل طولها إلى 250 مترًاً، بينما شكلت بعض الدروب التي خلفتها الصخور منحنيات متناسقة، في حين بدت مسارات صخور أخرى في خطً مستقيمً قبل أن تنحرف إنحرافاً مفاجئًا إلى جهةاليسار أو جهة اليمين، مما زاد من حيرة الباحثين.

ويقول الان فان فالكنبورج حارس متنزه ديث فالي الوطني في معرض تعليقه على هذه الظاهرة: "الجو هناك هادئ جداًومفتوح للغايةوكلما بقيت هناك سيغمرك شعور رائع بالغموض".

وقد حاول العلماء والمهتمين كثيراً، وعلى مدى عقود حل هذااللغز المُحير. والطريف أن بعضهم يعتقدأن الشياطين هي التي تحرك هذه الصخور، علماً أن بعضها يصل وزنها إلى 318 كيلوغراماً.

ويعتقد باحثون آخرون أن الرياح القوية، والتي دائماً ما تضرب قاع البحيرة، وهي بحيرة شاسعة المساحة، يمكن أن تكون هي المتسببة في إنزلاق هذه الصخور على الأرض. إلا أن كل هذه النظريات وغيرها تم دحضها في نهاية المطاف مما جعل العلماء يقفون عاجزين عن تقديم أي تفسير لهذا اللغز.

نظرة من الفضاء الخارجي

في العام 2006 أبدى رالف لورينز، أحد علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"،وهو متخصص في دراسةالأحوال الجوية على الكواكب الأخرى،إهتماماً خاصاً بوادي الموت.وكان مهتماً على وجه الخصوص بمقارنة الأحوال الجوية في وادي الموت بالأحوال الجوية السائدة بالقرب من بحيرة أونتاريو لاكوس الهيدروكربونية الموجودة على تيتان،أحدأقمار زحل.

وأثناء دراسته لوادي الموت،أصبح لورينز شغوفاً بدراسة غموض الحجارة المتحركة في ريستراك بلايا،إلى درجة أن اهتمامه بهذه الظاهرة دفعه إلى تطوير نموذج لطاولة مطبخ عادية أراد من خلالها أن يحاكي الكيفية التي يمكن أن تنزلق وفقها الصخور على سطح قاع البحيرة.

ويقول لورينز بعد تجربته: "أخذت حجراً صغيراً ثم غلفته ثم وضعته في وعاء مليء بحجم مناسب من الماء وبعدما وضعت الوعاء في الفريزر، حصلت على قطعة صغيرة من الجليد بها صخرة مغلفة بداخلها. ثم وضعت الحجر المغلف بالجليد في صينية كبيرة بها ماء ورمل في الأسفل، وقمت بالنفخ بلطف على الصخرة لكي أجعلها تتحرك.غير أن هذه النظرية فشلت كسابقاتها في تقديم تفسير مقنع لهذه الظاهرة..

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).