ميدالية فيلدز هي جائزة علمية مرموقة تمنح لاثنين أو ثلاثة أو أربعة علماء رياضيات تحت سن الأربعين في المؤتمر الدولي للاتحاد الدولي الرياضي، وهو اجتماع يقام كل أربع سنوات. وتعتبر ميدالية فيلدز، المعروفة رسمياً باسم (الميدالية الدولية للاكتشافات فائقة التميز في الرياضيات)، أعلى وسام يمكن أن يحصل عليه أي عالم شاب في الرياضيات.

تمنح الجائزة مكافأة نقدية، أصبحت 15 ألف دولار كندي منذ عام 2006، وسميت على اسم عالم الرياضيات الكندي جون تشارلز فيلدز، الذي لعب دوراً أساسياً في إنشاء الجائزة، وتصميم الميدالية نفسها، وتمويل الجانب المالي فيها.

وحصل على الميدالية الأولى في عام 1936 عالم الرياضيات الفنلندي لارس أهلفورس، وعالم الرياضيات الأمريكي جيسي دوغلاس، وبدءاً من 1950 تم اعتماد منحها كل أربع سنوات. والغرض منها هو توفير الاعتراف والدعم للباحثين الأصغر سناً الذين قدموا مساهمات جليلة في حقل الرياضيات.

في عام 2014، أصبحت مريم ميرزاخاني أول امرأة وكذلك أول عالم من إيران يحصل على هذه الجائزة، وارتور أفيلا أول عالم رياضيات من أمريكا اللاتينية يحصل على ميدالية فيلدز، وكذلك مانجول بارجافا أول شخص من أصول هندية ينالها.

غالباً ما توصف ميدالية فيلدز باسم "جائزة نوبل للرياضيات"، فهي منذ وقت طويل تعتبر أكثر جائزة مرموقة في مجال الرياضيات. ومع ذلك، على النقيض من جائزة نوبل، تمنح ميدالية فيلدز مرة واحدة كل أربع سنوات، مع الالتزام بحد معين للسن: يجب أن يكون الفائز تحت سن الأربعين. وهذا مشابه للقيود التي تنطبق على "ميدالية كلارك" في الاقتصاد. ويهدف هذا الشرط إلى تقدير العمل الذي أنجزه العالم، وفي الوقت نفسه تشجيعاً له لتحقيق المزيد من الإنجازات والقيام بجهود أكبر في خدمة هذا الاختصاص. كما أن الجائزة النقدية هي أقل بكثير عن جائزة نوبل، والجوائز الكبرى الأخرى في الرياضيات، مثل جائزة "أبيل" و"ميدالية تشرن".

في عام 1954، أصبح جان بيير سير أصغر فائز ينال ميدالية فيلدز، حيث كان في السابعة والعشرين من عمره، ولا يزال يحتفظ بهذا التميز. وهناك العديد من الفائزين لم يتمكنوا من استلام جائزتهم بشكل مباشر بسبب فرض حكومة الاتحاد السوفيتي منع مغادرة عليهم، منهم ألكسندر غروتينديك وسيرجي نوفيكوف، غريغوري مارغوليس، وفي عام 1990، أصبح إدوارد ويتن أول فيزيائي يفوز بهذه الجائزة. وعلى صعيد أكثر الدول التي نالتها: 12 عالماً شاباً من الولايات المتحدة نالها، و11 عالماً من فرنسا، و9 علماء من روسيا، و5 من بريطانيا، و3 من اليابان، وتعد جامعة برنستون الأمريكية أكبر المصدّرين للفائزين بهذه الجائزة، حيث نالها 13 عالماً من خريجيها، ثم جامعة باريس التي خرجت 7 من الفائزين بها.

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).