رامينا – أبو ولاء:

قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في خطابه حول الانتعاش الاقتصادي المخطط له: إن تكنولوجيا الهيدروجين هي التقنية التي ستقود فيها المملكة المتحدة العالم، وأنه يأمل في أن تخلق هذه التقنية وظائف نظيفة في المستقبل.

وعلى الأرض في محجر ستافورشاير في بريطانيا، يبدأ حفار يحتوي على دلو طويل الأسنان الحفر في كومة من الأحجار، ويميل لأعلى ويثني ذراعه الميكانيكي القوي، ثم يدور ويمد ذراعه ويفرغ حمولته على الأرض القاسية في محجر ستافوردشاير. وللوهلة الأولى سيبدو لك هذا الحفار من الأمام وكأنه حفار عادي. ولكنك سرعان ما ستعتيرك الدهشة عندما تنظر إليه من الخلف، حيث سترى ذلك الخزان التقليدي المليء بالديزل المتسخ وقد تم استبداله بخلايا وقود هيدروجيني.

فهل هناك ثورة هيدروجين حقيقية يعول عليها أم هي مجرد زوبعة في فنجان؟ يتساءل روجر هارابين محلل البيئة لدى "بي بي سي نيوز".

الحفار الذي سلفت الإشارة إليه هو الأحدث في جيل من المركبات التي تعمل بأخف عنصر على كوكب الأرض. وهو واحد من تشكيلة المركبات التي تعمل بالوقود الهيدروجيني والتي توسعت الآن من الحفارات الضخمة إلى سيارات الأجرة الصغيرة، الشاحنات، الحافلات ذات الطابق الواحد والطابقين وحتى القوارب والطائرات الصغيرة.

وتعمل هذه التقنية من خلال تفاعل الهيدروجين مع الأكسجين داخل خلية تعرف بخلية الوقود لتوليد الكهرباء. والانبعاث المباشر الوحيد الناتج عن هذه العملية التفاعلية هو الماء. فهل أصبحت ثورة الهيدروجين التي طال انتظارها حقيقة ماثلة أم ماذا؟

ويضيف هارابين قائلاً أنه في بدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اعتقد مؤيدو تقنية الهيدروجين أنه سيسيطر على سوق السيارات النظيفة. غير أن "طريق الهيدروجين السريع" الموعود لم يتحقق أبداً، لسببين حاسمين. أولاً: لأن طاقة الهيدروجين تحتاج إلى بنية تحتية جديدة ومختلفة كلياً، في حين يمكن شحن السيارات الكهربائية من أي شبكة كهرباء قريبة في أي مكان. ثانياً: البطاريات عالية الطاقة ظلت متقدمة جداً في الاستخدامات الأخرى في أجهزة الكمبيوتر مثلاً، بينما لم يحرز وقود الهيدروجين تقدماً ذو شأن في مثل هذه الاستخدامات. لذا يمكن القول بأن الهيدروجين خسر معركته المباشرة على جبهة السيارات وبعض الاستخدامات المعينة.

لكنه على ما يبدو لم يخسر الحرب كلياً، حيث عاد الآن إلى التألق في بعض مهام النقل والصناعة والتدفئة التي تكافح البطاريات من أجل النجاح فيها. ولنأخذ هنا الحفار الميكانيكي الكبير الذي أشرنا إليه آنفاً كمثال، وهو نموذج أولي من شركة JCB. فحفار بهذه الضخامة يحتاج إلى بطارية تزن خمسة أطنان على الأقل، في حين يستغرق شحنها عدة ساعات، بينما نجد في المقابل أن وزن الهيدروجين أخف من الهواء ولا يحتاج سوى لدقائق معدودات لملء خزان الوقود الهيدروجيني.

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).