الشاعرة نارين ديركي

سأتركُ الأشياءَ المبهرةَ عند النافذة

  

1

 

سأتركُ الأشياءَ المبهرةَ عند النافذة

والتفتتُ إليك.

قلبك

 أزرقُ الماءِ في المرايا

أو تلك الأنا الخضراء

 

قلبك متكوِّم في البراعم

اليقظة في كلّ شيء

تتململ حتى في الضلالة 

في بؤبؤ عيني الغائرة

  نحو آلاف السنين...

قلبك هو ما أريدُ من العتمة 

والبراءة تجول في النوى

والطيور تستعيدُ الفجر

من وقت لآخر

قلبك، قلبي

ما الفرق، 

 لو كنا في رسومات طفولتنا حبيبين

أو ضريرين باللمس يتآلفان...؟!

2

 

من رفع الزوابع في البحار؟

من طوى صمتاً في الموجة؟

من ذاك الذي نظر إليك بريبة؟

أثار العجاج في العجاج

من سلّم الضرير الذي فيك للأصابع

وللكلمات الرائية

ألم يكن أنت؟ !

ألم يكن أنت؟!

3

 

اعتدتُ كلما تذكرتكَ ألوذ بشعر "بسام حجار" عن يدها،

 عن صوتك يسيل من الفراغ

وحبٌّ هو في الأصل خريطة ومصبُّ نهر

 "فقط لو يدك" 

حين صار الموت مجداً

في وادٍ يتسعُ للحظةٍ

ذلك الوادي الذي التقيتكَ في عمقه

 كان كلَّ شيءٍ.

لم أعد أكترث بما لا تهوّله شفتاي

ومسرّة ليست تحت جناحي

هذه المرة تركت الحمام منشغلاً وحده

 بالحب والإغماءات اللذيذة

ومن شقوق الحسرة أنوصُ بظلي

هذه المرة تركتُ النافذة حائرة بين الغرباء

وفوق رماد جثتي

فما تفعل نافذةٌ لا تَقرّ بين يديك؟!

4

 

أنا المتدفقة من الجبال الأولى

في ظلال المنفى، أختبئ

أهديك ظلالي الممزقة

ظلال الارتباك 

شظايا اللانهاية 

أهبها كاملة

من الرأس حتى أخمص القدمين

مثل مفردة الرضا 

مثل شمس أو براح.

 5

 

من أجلك أضيئها أجسادي

 نجوماً وأفكاراً وعقوداً

جسداً تلو الآخر 

حتى ذلك الأوّلي 

من طين ومن صلصال

أهديه إلى غبار الأجداد

أو أنذره مع قرابين الربيع…. 

6

 

من الجبل 

حين ينكسر الماء عند قدميه

حين العشب يفور تحت خطواتي الخفيفة 

وحين الرغبة خضراء

نسغ متصاعد

يصعب ترويضي 

أنتشي وأهذي دون رقيب

 يغوص وجهي في السماء 

حجراً بعد حجر

تلك النجوم

أبدية وهشة في صدى القمم

كأنها تتدحرج من قلبي...



مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية