I

كشَجرةٍ تَفي بِظِلَالِهَا؛ هَكَذَا الحبُّ في قَلْبِكْ..

II

وأنتِ تجوسينَ هذه العتباتِ الحجريةَ المتألقةَ في مَطَر الُّلغة

تنهارُ النُّجومُ في يديك

يغدو لقدومكِ رائحةُ أعشاب النَّاردين...

III

يا لهذا البهاء!

حيثُ تتجلّى، في العالم، عيناكِ قصيدةً

الكينونةُ في مأواها

IV

هذا المجهولُ، العَابرُ بين آهتين، يَسْطَعُ كضَبابٍ في أَعْلَى الطّريق.

لن ينجوَ اللاــ مرئيُّ بغطرسَتِهِ من ابتسامتكِ رضوخاً لمآثرها، فهذا النّهارُ مَشْغُولٌ بخصرِك المناوىءُ لكلّ نسيان.

هَذِه الجوْهَرةُ في كَتَامَتِها تشعُّ من قَلْبِ الماضي نَجْمةً، تُوقِظُ الحاضرَ والمستقبلَ من دِثَارِهِمَا السَّميك.

كيفَ له أنْ يمَجِّدَ هذا العَالم الممتلىءَ بكِ، حيثُ ضِحْكتُكِ مَشْغُوْلةٌ بصَفَاءِ الألماس في عَوَاصفِ بَريقِهِ؟! 

 V

في لحظةِ سهوٍ مارقة كان لبلانشو أن يرمي هذه الشّذرة في وجه البياض: 

عيناكِ لهما قوّةُ الفاجعة! 

منذ عَيْنَيْكِ في تلكَ اللحظةِ الجَائرةِ لا تفتأُ القَصِيدةُ تتوسّلُ ظلَّ الإلاهةِ الحاضن لسُفوح الضوء. 

هنا والآن؛ يستيقظُ اللانهائيُّ بحريرهِ الكشميري في صَوْتِكِ حيث تذعنُ الرّوحُ للتبدُّد دونَ أَثَر.

جمالُكِ ليس أمراً معتاداً، ليس بالحضور في نهارهِ وليلهِ ونجومهِ، الحضورِ الملفتِ الباهت، كما لو أنَّ هذا الجمالَ صنفٌ من "المعنى الغائب" الذي يجهل أيَّ ممرٍّ ليتجسّدَ، إنه يتورّدُ فحسبُ في "غَيَابِ الغياب"...!

VI

في الإنكفاءِ على ذاتك، في اللواذ بيديكِ؛ 

حيث الجمالُ رشقةُ سماءٍ تُنادِمُ قلبَ العَابر: 

يُشْرقُ حزنٌ نبيلٌ حتّى في الأنحاء المجاورة لظلالك.

الكثافةُ في خِطَابكِ ليست صخبَ اشتياقٍ وإنما صمتُ حنينٍ: "رغم جمال العالم ثمّة فراغٌ هو لكَ!"، صمتٌ يَلْتَفُّ على كثافتِهِ المريعةِ: "أعثرُ عليكَ وأنتَ معيَ!".

VII

مع الالتفاتةِ الأخيرةِ لكِ تتألقُ أقحوانةُ الحيرةِ في جَسَدِ المسَافَة...!

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية