صورة من: Koen van Weel/ANP/imago-images

يبقى التحقق الدائم من مستوى السكر في الدم، قبل حقن الأنسولين لخفضه أو تناول شيء من الطعام لرفعه، الهمُ الشاغل للمصابين بمرض السكري طيلة اليوم. بالإظافة إلى ذلك سعي المصاب بالسكري لتجنب وجبات معينة ضارة بالصحة والاهتمام بممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي. وحسب بيانات صحية ألمانية فأكثر من أربعة ملايين مصاب بالسكري في البلاد، معظمهم مصاب بداء السكري من النوع 2 وبعضهم مصاب بداء السكري من النوع 1 وبعضهم مصاب بداء السكري المزدوج وأشكال أخرى أكثر ندرة من هذا المرض، كما جاء في التقرير الذي نشره موقع "زيد كوريير" الألماني.

وينصح الأخصائيون في الموقع ذاته المرضى بضرورة المراقبة المستمرة لمستوى السكر في الدم لأن انخفاض أو ارتفاع مستوياته له عواقب خطيرة، بما في ذلك الغيبوبة السكرية. إذ يعد مستوى السكر في الدم أمرا بالغ الأهمية في الحياة اليومية. وبالنسبة لكلا النوعين من هذا المرض (1 و2) هناك عامل آخر مهم بالنسبة لهما ألا وهو مستوى السكر على المدى الطويل. فماهو إذا بالضبط هذا المستوى؟ ولماذا مهم جدا لمرضى السكر وإلى أي مدى يجب أن يبقى في ارتفاع مثالي؟

لشرح قيمة السكر في الدم على المدى الطويل، يجب على المرء أولا أن يفهم دور السكر في الدم بالنسبة لمرضى السكر. في كلتا الحالتين (مرض السكري من النوع 1 والنوع 2)، يعني أن الجسم لا يستطيع معالجة السكر الذي استهلكه، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير، وهو ما قد يكون خطيرا. وهنا يأتي دور الأنسولين المُدار بشكل مصطنع. سيحتاج مرضى السكري من النوع الأول، الذين لا يستطيعون إنتاج الأنسولين على الإطلاق، إلى الأنسولين طوال حياتهم لأنه يتعين عليهم حقنه باستمرار. الأمور تختلف بالنسبة لمرضى السكري من النوع 2، قد يكون تناول الأنسولين بشكل مؤقت ضروريا أيضا، ولكن التغيير في نمط الحياة، أي ممارسة المزيد من التمارين واتباع نظام غذائي صحي، غالبا ما يكون عاملا كبيرا بما يكفي للتغلب على مرض السكري، حسب ما جاء في موقع "لايف لاين" الألماني.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن مستوى السكر في الدم أثناء التوقف عن الأكل، أي بعد حوالي ثماني إلى عشر ساعات دون تناول الطعام، يتراوح بين 60 ميليغرام/ديسيلتر و 100 ميليغرام / ديسيلتر لدى البالغين الأصحاء بدون مرض السكر.

لذلك يقوم مرضى السكري بحقن الأنسولين من أجل الوصول إلى مستوى السكر في الدم المثالي والآمن لحالتهم. وكما تم توضيحه مسبقا فإن القيمة المستهدفة للأشخاص الأصحاء من 60 إلى 100 ميليغرام/ديسيلتر عند الصيام ومن 90 إلى 140 ميليغرام/ديسيلتر بعد تناول الطعام. وبالنسبة لمرضى السكر من النوع 1 فهي من 90 إلى 120 ميليغرام/ديسيلتر على معدة فارغة ومن 130 إلى 160 ميليغرام/ديسيلتر بعد الأكل. وهي أعلى عند مرضى السكري من النوع 2، حيث تتراوح القيمة من 100 إلى 125 ميليغرام/ديسيلتر على معدة فارغة و140 إلى 199 ميليغرام/ديسيلتر بعد الأكل.

ويذكر أن داء السكري هو اضطراب مرضي في التمثيل الغذائي للسكر والذي، إذا ترك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة. ومن المؤكد أن الاتجاه مشابه في جميع أنحاء العالم، يعني أن حالات الإصابة بالسكري، الذي يرتبط غالبا بأنماط حياة غير صحية وبالسمنة، تزداد سنويا. ويعتقد الباحثون أن ارتفاع معدل الحالات الجديدة من مرض السكري له علاقة بالتأثيرات البيئية المتغيرة - بما في ذلك النظام الغذائي ونمط الحياة والالتهابات الفيروسية وتضاؤل التنوع البيولوجي - أو بالتفاعل المعقد لهذه العوامل وعوامل أخرى وراثية.

المصدر: دويتشه فيله 

الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).