خفض الوزن سريعاً هو الهدف الذي يبحث عنه الكل لأن اتباع حمية طويلة المدى يسبب غالباً شعوراً بالملل والحرمان وقد تواجهه عوائق كثيرة. فتبدو الحمية السريعة مغرية لكثيرين باعتبار أنه يمكن التخلص من الكيلوغرامات الزائدة سريعاً وتحقيق الهدف المرجو. في المقابل، من المؤكد أن الحميات الصارمة والسريعة الشائعة قد تحمل معها مخاطر معينة على الصحة إضافةً إلى احتمال عودة اكتساب الكيلوغرامات الزائدة سريعاً بعد فترة من اتباعها. لذلك، لا تنصح اختصاصيات التغذية باللجوء إليها. وبحسب اختصاصية التغذية نور الصايغ تبدو الحمية المتوازنة دائماً الاختيار المفضل مع استثناءات محددة يمكن اعتمادها للتخلص من كيلوغرامات زائدة قليلة سريعاً.

ما الحمية الصحية السريعة المثلى؟

في الواقع، لا يمكن التحدث عن حمية صارمة سريعة، بحسب الصايغ. فالحمية الفضلى هي التي يمكن التخلص فيها من الكيلوغرامات الزائدة ببطء حتى لا يخسر الجسم الكتلة العضلية والماء. فالهدف الأساسي من اتباع حمية هو خفض الدهون. كما انه من المهم التركيز على تجنب خسارة مكونات غذائية أساسية في الجسم عند اتباع حمية كالكالسيوم والفيتامين "د" والحديد لأن ذلك يؤدي إلى سوء تغذية عند اتباع حمية صارمة. وبحسب الصايغ يؤدي ذلك في كثير من الاحيان إلى تعب دائم وتساقط الشعر وتكسر الأظافر وصعوبة التركيز. وبالتالي من المهم العمل على خفض الوزن تدريجاً وببطء لنتيجة فضلى ومنعاً للتقلبات الدائمة في الوزن الناتج من الأنظمة الغذائية العشوائية. ولا تنكر الصايغ أن كثراً يتبعون هذا النوع من الانظمة سواء عند رؤيتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في أي مكان آخر. إلا أنها تفضل دائماً النظام الغذائي المتوازن الذي يؤمن كافة احتياجات الجسم بعيداً عن الشعور بالحرمان. أما في حال أصر البعض على اتباع حمية سريعة فلا تمانع في حمية تحتوي على أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية إنما بكميات قليلة فتكون الحمية قليلة الوحدات الحرارية عندها وقد تساعد على خفض الوزن بسرعة كبرى من دون أن تؤثر سلباً في معدلات الفيتامينات والمعادن في الجسم. فالتنويع اساسي في هذه الحالة وما من مانع في تناول الفيتامينات المتعددة تجنباً للتعب والخمول.

كيف يمكن خفض عدد الوحدات الحرارية بهدف خفض الوزن؟

يفترض خفض الوحدات الحرارية بمعدل 3500 وحدة في الأسبوع أقل من قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية، بهدف خفض الوزن بمعدل نصف كيلوغرام في الأسبوع ويزيد معدل الوحدات الحرارية التي يجب خفضها بحسب عدد الكيلوغرامات التي يرغب الشخص بالتخلص منها. هذا على أن يتم التركيز على الخضر التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تعطي إحساساً بالشبع.  أما بالنسبة إلى الأشخاص الذي يعانون البدانة المفرطة وكتلة الجسم لديهم أكثر من 35 فيجب أن يقللوا 500 إلى 1000 وحدة حرارية في اليوم عما يتناولونه عادة. أما أولئك الذين يراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 27 و35، فيحب أن يخففوا معدل الوحدات الحرارية بين 300 إلى 500 وحدة حرارية. كما تخفف كمية الدهون بمعدل 30 في المئة أقل من مجموع الوحدات الحرارية والدهون المشبعة يجب ألا تشكل أكثر من 8 إلى 10 في المئة من مجموع  السعرات الحرارية والنشويات يجب أن تشكل نسبة 55 في المئة من مجموع الوحدات الحرارية والبروتينات 15 في المئة من مجموع السعرات الحرارية. هكذا تكون الحمية المتنوعة والصحية والمفضلة عامةً لخفض الوزن ولها سلبيات أقل بكثير من تلك السريعة.

هل الرياضة ضرورية مع الحمية؟

للرياضة أهمية كبرى واتباعها يسمح بإمكان التخفيف من صعوبة الحمية فيمكن عندها التشديد على الرياضة بدلاً من التشديد على الحمية فيساعد ذلك في الوقت نفسه على الاستفادة وحرق المزيد من الوحدات الحرارية. وفي الوقت نفسه تزيد الرياضة من الكتلة العضلية وقدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية. وبالتالي يمكن القول إن الرياضة والحمية يكملان بعضهما، بحسب الصايغ. مع الإشارة إلى ان الرياضة يجب ان تشكل جزءاً لا يتجزأ من نمط الحياة ويجب ممارستها بمعدل 4 مرات في الأسبوع على الأقل.

مثال للحمية المتوازنة والصارمة التي يمكن اتباعها:

الفطور:

-2 أو 3 توست أسمر أو شوفان مع القليل من الجبنة أو اللبنة القليلة الدسم أو البيض المسلوق أو الحبش مع الخضر النيئة

-كوب حليب خالٍ من الدسم

وجبة صغيرة

حبة من الفاكهة أو اللبن بالفاكهة الخالي من الدسم

وجبة الغداء

-السلطة أو الخضر النيئة أو المسلوقة مع 90 غ من البروتينات بأنواعها كالسمك أو الدجاج أو اللحم. علماً أن الكمية يمكن أن تصل إلى 180 غ للرجل.

-نصف كوب إلى كوب من الرز أو البرغل أو المعكرونة المسلوقة أو البطاطا أو الحبوب

-ملعقة صغيرة من الزيت

وجبة صغيرة:

-حبة من الفاكهة

وجبة العشاء:

-طبق من السلطة بالتونا أو مع البيض المسلوق أو مع الجبنة البيضاء او مع البروتينات

كيف يمكن الحفاظ على النتيجة بعد تحقيق الهدف والانتهاء من هذه الحمية؟

يفترض بمن يخضع للحمية الصارمة أن يحرص على نظام غذائي صحي ومتوازن دائماً، فالتهاون يؤدي إلى اكتساب الكيلوغرامات الزائدة مجدداً بعد خسارتها. وتشير الصايغ إلى أنه بشكل عام غالباً ما تعود زيادة الوزن بعد أية حمية صارمة يمكن اتباعها بسبب الشعور بالحرمان وخسارة الكتلة العضلية بدلاً من خسارة الكتلة الدهنية كما يفترض أن يحصل عند اتباع حمية متوازنة تسمج بخفض الوزن تدريجاً. وفيما يمكن خفض الوزن بمعدل 2 أو 3 كيلوغرامات في الأسبوع باتباع هذا النوع من الحميات الصارمة التي تقلل فيها الوحدات الحرارية، بحسب الصايغ، الأفضل هو خفض الوزن بمعدل نصف كيلوغرام في الأسبوع إلى كيلوغرام واحد. بهذه الطريقة يمكن تثبيت الوزن والحفاظ على النتيجة التي استطاع الشخص أن يحققها.

annaharar.com

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).