انتشرت خلال ذروة تفشي وباء كوفيد-19 مزاعم بشأن التأثيرات الضارة للاستخدام المطول للأقنعة الطبية أو الكمامات بدعوى أنها تؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم، ما يزيد من أعراضٍ كالإعياء والصداع والدوار وضيق التنفس. ولاقت تلك الأقاويل رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك بالإضافة إلى مواقع مثيرة للجدل مثل Tripfoumi.com أو Nouvelhorizon.sn.

وقد لا يختلف اثنان على أن ارتداء الكمامة يصاحبه شعور بعدم الراحة، لاسيما في المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة ولدى الأشخاص الذين يرتدون نظارة طبية يغطيها الزفير ببخار الماء فيمنع على صاحبها الرؤية لبضعة ثواني. كما تختلف درجة الرضا على الكمامة من شخص إلى آخر ومن نوع كمامة إلى الآخر.

واليوم مع عودة الحياة إلى طبيعتها في الكثير من الدول، اتجهت العديد من الحكومات إلى فرض ارتداء الكمامات في المناطق والمواصلات العامة، مع تغريم المخالفين بغرامات مالية وعقوباتٍ قد تصل إلى حد السجن، الأمر الذي عادت معه جدلية تأثير استخدام الكمامة لفترات طويلة على الصحة.

ويعتقد قسم كبير من الناس أن التعرق الذي تسببه الكمامة، بالإضافة إلى احتواء هواء الزفير على ثاني أكسيد الكربون يُعرّضان الجسم إلى الاختناق والتسمم، ما يعطي الشعور بالدوار، ويوحي بوجود مشاكل ترتبط بالتنفس وبدوران الدم في الجسم، الأمر الذي قد يؤدي في نهاية الأمر إلى الإغماء، لاسيما أثناء ممارسة نشاط بدني مكثف يتطلب مجهودا بدنيا أكبر وبالتالي كميات أكسجين أكثر.

وما زاد هلع البعض من فكرة ارتداء الكمامة، خاصة خلال فصل الصيف، وفاة اثنين من طلاب المدارس الثانوية الصينية أثناء أداء التمارين الرياضية وهما يضعان الكمامة. كما تداولت وسائل الإعلام تحذيرات أطلقها أطباء وخبراء في اليابان مفادها أن الطقس الحار يمنع وصول الهواء البارد إلى الرئتين، فتتراكم الحرارة داخل الجسم وتنشط عضلات الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى ضيق في التنفس وحالة الإجهاد الحراري.

وفي هذا الإطار، يؤكد بعض الأطباء ومسؤولي الصحة، مثل فيليب كارينكو، رئيس قسم في مستشفى ماري خوسيه-تروفو (جنوب شرق فرنسا)، أن الكمامات ليس لها علاقة بنقص مستوى الأكسجين في الدم وأنها تمكن مرتديها من التنفس بشكل طبيعي عند استخدامها في الظروف العادية.

وتعتمد الآثار الجانبية لارتداء الكمامات على نوع القناع الطبي الذي يختاره الشخص. فالأقنعة المصنوعة من القماش تختلف عن تلك المصنوعة من الورق، وكلاهما يختلف عن أقنعة التنفس N95 التي تعمل على تنقية الهواء ويشاع أنها من بين الأنواع التي تسبب الصداع، بحسب دراسة أُجريت على مجموعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية. لكن منتقدي هذا الطرح وصفوا نتائجها بالمغلوطة بسبب العدد الضئيل الذي شملته الدراسة، بالإضافة إلى أن الصداع يمكن أن تسببه الأشرطة الضيقة وضغط الكمامة وليس بالضرورة ناجما عن انخفاض مستوى الأكسجين.

ولهذه الأسباب، يتوجب على بائعي وموزّعي الكمامات والمتخصصين في المنسوجات الصحية المطابقة للمواصفات، إيضاح مواصفات جميع أنواع الأقنعة الطبية، وتحديد درجة التهوية المتاحة وقدرة كل نوع على مقاومة الهواء، وعدد الساعات المناسب للاستخدام بالإضافة إلى مدى مطابقتها للمعايير والمواصفات. فالكمامة التي تقاوم الفيروس بشكل جيد ليست بالضرورة الأمثل للتنفس والعكس صحيح.

من جانبها، نفت منظمة الصحة العالمية صحة يتردد حول تسبب ارتداء الكمامات الطبية لفترات طويلة في نقص الأكسجين أو التسمم بثاني أكسيد الكربو، مشترطة أن يتم ارتداؤها على النحو السليم والتأكد من تثبيتها بالشكل الصحيح.

ودعت المنظمة، عبر صفحتها الرسمية إلى استخدام الكمامة الطبية مرة واحدة، مع إمكانية استبدالها بالكمامة القماش أو أخرى متعددة الاستخدام، والتخلص من الكمامة الطبية حال تعرضها للبلل والرطوبة، بالإضافة إلى ضرورة غسل الوجه واليدين جيدًا بالماء والصابون قبل ارتدائها، لإزالة الأتربة التى تسبب التهابات البشرة عند احتكاك الجلد مع نسيج الكمامة.

ولتجنب أية مشاكل صحية أثناء ارتداء الكمامة في فصل الصيف،ينصح ياسوفومي مياكي، رئيس مركز الخدمات الطبية الطارئة في مستشفى جامعة تيكيو الياباني، بحسب ما نشره موقع kyodonews، بتشغيل مكيفات الهواء والإكثار من شرب الماء وترطيب الجسم بشكل متكرر وزيادة وقت الراحة، مع تجنب ممارسة التمارين القوية والإجهاد عند ارتداء الكمامة.

mc-doualiya.com

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).