يعزف الكثيرون من سكان العاصمة دمشق عن ارتياد المقاهي والمطاعم بعد الارتفاع غير المسبوق في أسعار المأكولات والمشروبات المقدمة، رغم استئناف عملها بعد توقفٍ لشهرين بسبب مخاطر تفشي جائحة "كورونا".

وكان من المتوقع ازدياد الإقبال على المطاعم والمقاهي والمنتزهات، لا سيما بعد ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف، وبعد إعلان وزارة السياحة السماح لها بالعودة للعمل اعتباراً من الثاني من حزيران/ يونيو الجاري.

لكن محمد النخال (29 عاماً)، قال إنه بحاجة لراتب شهر كامل بعد هذا الغلاء غير الطبيعي إذا أراد الترويح عن نفسه مع صديق أو قريب في مطعم، "لذا فقد ألغيت من حساباتي ارتياد المقهى حتى لو كان لشرب فنجان قهوة فقط".

وقالت سارة السليم (24 عاماً) إنها تفاجأت بقيمة فاتورتها في أحد المقاهي بحي الشعلان، والتي بلغت عشرة آلاف ليرة سورية مقابل فنجانين قهوة لها ولصديقتها فقط.

وبلغ قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي في العاصمة دمشق، يوم أمس السبت، /2,600/ ليرة مقابل الدولار الواحد، بينما لا يزال راتب الموظف السوري في مناطق سيطرة الحكومة السورية بحدود /50/ ألف ليرة سورية وسطياً (ما يعادل حوالي 20 دولاراً فقط).

وبحسب تقييم احتياجات الأمم المتحدة لعام 2019، فإن 83 % من السوريين يقعون تحت خط الفقر.

وفي بيان صدر الجمعة الفائت، لفت برنامج الأغذية العالمي الانتباه إلى أن حوالي /9,3/ مليون سوري يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي - بزيادة /1,4/ مليون خلال الأشهر الستة الماضية وحدها.

وقد رأى مرتادون سابقون لمتنزهات ومقاهي العاصمة أن الارتفاع غير المسبوق في الأسعار جعلها حكراً على فئة معينة، في حين يتوجب على الآخرين إجراء حسابات والتخطيط  جيداً قبل الولوج من باب مطعم أو مقهى مع صديق.

وقالت نورا المنصور (30عاماً ) إنها وصديقاتها استبدلن ارتياد المقاهي بالاجتماع كل يوم عطلة في بيت إحداهن لتوفير جزء من المال، "خلال جلساتنا تحضر كل واحدة وجبة معها بالإضافة لأركيلتها الخاصة".

وأشارت "المنصور" إلى أنه "لم يعد يذهب للجلوس في المقاهي، إلا الذين يجلسون على تلال من المال، وباتت بالنسبة لنا كبقية الاحتياجات التي استحالت أحلاماً بعيدة التحقيق".

ويخشى أصحاب المقاهي في دمشق من التعرض لخسائر كبيرة بعد الغلاء المتزامن مع تنفيذ قانون "قيصر" في 17 حزيران / يونيو الجاري، نتيجة ندرة المرتادين، إلى جانب عجزهم عن تخفيض الأسعار بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات عملهم.

وقال ميشيل النصر، ( 45عاماً)، وهو صاحب مقهى في منطقة القيمرية، إن الارتفاع  في الأسعار ناتج عن ارتفاع أسعار المواد التي نقدمها، "نحاول تخفيض الأسعار لكن لا نستطيع، فعلى سبيل المثال فنجان القهوة كان قبل الغلاء بـ /600/ ليرة، لكن اليوم اضطررنا لرفعه لـ /900/ كحد وسطي وقابل للارتفاع كلما زاد سعر كيلو القهوة".

ويلفت "النصر" إلى أن ارتياد المقهى غدا من الرفاهيات، إذ أن "قلة مرتادي المطاعم يعود لسببين أولهما الخوف من فيروس كورونا والثاني تقلّص القدرة الشرائية".

(نورث برس)


مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).