رامينا نيوز - ترجمة: أحمد البشير

كان يُنظر إلى القفز بين وظيفة وأخرى، حتى وقت قريب، على أنه انتحارٌ مهني، حيث إن مديري التوظيف كانوا ينظرون بتوجس وحذر إلى السير الذاتية التي تتضمن العديد من فترات العمل القصيرة، ظناً منهم بأن أصحاب هذه السير غير مستقرين وليس عندهم ولاء لعملهم . لكن هذه الأمور تغيّرت الآن، حيث أصبح العمل لجهة واحدة ولفترات طويلة شيئاً من الماضي، وبدأ أرباب العمل وشركات التوظيف بالنظر إلى عملية التنقل بين الوظائف بسرعة بشكل مختلف عما كان عليه الحال في السابق، ووفقاً لإحصاءات وزارة العمل الأمريكية فإن متوسط عدد السنوات التي يقضيها الموظفون الشباب( من 20 إلى 34 عاماً) مع صاحب عملهم الحالي يبلغ 3 .2 عام . يقول رايان كان المدرب الوظيفي ومؤلف كتاب دليل الخريجين نحو أول وظيفة إن التصور نحو التنقل الوظيفي قد تغيّر على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث أصبح ذلك الأمر شائعاً بشكل كبير حالياً، مشيراً إلى أن التنقل الوظيفي أصبح يحل محل مفهوم تسلّق سلم الشركات .

لكن ما هو التنقل الوظيفي، ولماذا يلجأ إليه بعض الأشخاص؟

يعرّف فرانك داداه المدير العام في شركة وينتر ويمان، وهي شركة متخصصة في التوظيف، التنقل الوظيفي على أنه انتقال الشخص من شركة إلى أخرى سعياً وراء راتب أعلى أو منصب أفضل كل عام أو عامين . وتشير لوري لوبيز رئيسة قسم العقود في وينتر ويمان إلى أن عملية الانتقال من وظيفة إلى أخرى قد تكون مفيدة للغاية لبعض الأشخاص عندما يتم هذا الأمر في الوقت الصحيح، فعلى سبيل المثال، يسمح التنقل الوظيفي للعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات اكتساب معرفة تقنية قيّمة في مختلف البيئات والثقافات، وهذا الأمر شائع بين المتخصصين في تطوير الهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب . نذكر هنا بعض الإيجابيات والسلبيات لظاهرة التنقل الوظيفي:

الإيجابيات:

  • التنوع الوظيفي:

تقول تراسي كاشمان رئيسة قسم الأبحاث في شركة وينتر ويمان إن معظم المتنقلين بين وظيفة وأخرى يمتلكون خبرة واسعة في قطاعات مختلفة وتعرضوا لتحديات متنوعة، لذا فإن الشخص الذي يمتلك تنوعاً وظيفياً يمتلك حظاً أوفر من غيره، لأن أصحاب العمل يفضلون الأشخاص الذين يحملون أفكاراً جديدة لإنجاز المشاريع المختلفة .

  • الوصول إلى المعلومات والموارد:

يقول ديفيد بارنيل الكاتب والمستشار القانوني إنه مع اختراع الإنترنت واعتماده كمصدر أساسي للمعلومات، لزم الأمر على الموظفين مواكبة هذا التغيّر وتطوير مهاراتهم واكتساب المزيد من المعلومات بشكل مستمر، مشيراً إلى أن ذلك لا يمكن العثور عليه تحت سقف واحد، لذا على الموظف التنقل بين عمل وآخر للوصول إلى المعلومات والموارد التي يحتاجها لتعزيز خبرته العملية .

  • تكوين شبكة كبيرة من المعارف:

يشير بارنيل إلى أن الشبكات الاجتماعية والمهنية أصبحت أكثر نشاطاً وتأثيراً من أي وقت مضى، حيث يمكن أن تكون بالغة الأهمية في سوق محموم بالتنافسية، ويوماً ما قد تكون مفيدة لإنقاذ الحياة المهنية لأحدهم .

السلبيات:

  • تردد أصحاب العمل في توظيفك:

يقول رايان كان: عندما تكون دائم التنقل بين وظيفة وأخرى، فأنت بذلك توحي لصاحب العمل بأنك ستتركه قريباً، في حين عندما تكون قد أمضيت وقتاً طويلاً في وظائفك السابقة، فإنك بذلك تثبت بأنك كنت مخلصاً للشركة وساعدتها على النمو .

  • الشعور الدائم بعدم الرضا:

تشير تراسي كاشمان إلى أن أعظم درجات الرضا الوظيفي هي أن تكون جزءاً من منتج أو خدمة، موضحةً أن العمل على المنتجات المختلفة والمشاريع في الغالب يتطلب دورة عمل طويلة الأجل، لذلك فإن الموظفين دائمي التنقل لن يشعروا بهذا الرضا .

  • عدم الأمان الوظيفي:

عندما يضطر رئيس الشركة إلى تسريح الموظفين بسبب ضائقة مالية أو إعادة هيكلة العمل، فإن من أوائل الأشخاص الذين سيقدم على تسريحهم هم المتنقلون بين عمل وآخر، حيث إن المدير يعلم بأن هؤلاء الأشخاص لن يبقوا في الشركة لأنهم دائمو الترحال.

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).