سواء أكنت تعمل في مجال الموارد البشرية، أم خبير توظيف، أم صاحب عمل، فلا شك أنك تعلم أنه لا يمكن تفادي البحث عن السير الذاتية في حال كنت تنوي ملء شاغر ما. وقد تكون مهمة الاطلاع على عدد هائل من السير الذاتية مهمة صعبة في كثير من الأحيان، خاصة عندما لا تستطيع الحصول على المعلومات الدقيقة التي تبحث عنها، مما يجعل عملية التوظيف تتطلب جهداً ووقتاً أطول. وما يجعل العملية أكثر تعقيداً هو عدم وجود وقت كاف لقراءة كل سيرة ذاتية بسبب طول لائحة المرشحين التي تمتلكها.

ولمساعدتك على تخطّي المشكلة التي تمر بها، يقدم لك موقع «بيت دوت كوم» دليلاً يحتوي على أهم النصائح التي عليك اتباعها عند الاطلاع على السير الذاتية. ولنبدأ من خلال تلخيص أبرز الأجزاء التي عليك الاطلاع عليها لتقييم ما إذا كانت السيرة الذاتية جيدة أم لا خلال وقت قصير جداً:

1- تنسيق السيرة الذاتية

قد لا ينتبه العديد من الباحثين عن عمل إلى هذه النقطة عند تقديم السير الذاتية، ولكن يلعب تصميم وتنسيق السيرة الذاتية دوراً مهماً جداً لأصحاب العمل. وفي كثير من الأحيان، فإن النظر إلى وثيقة غير مرتبة وغير منظمة بشكل جيد قد يؤدي إلى ضياع الشخص الذي يقرؤها، ويهدر وقته وجهده. لذا من خلال الاطلاع بشكل سريع على أي سيرة ذاتية، هناك عدة نقاط يجب الانتباه لها لمعرفة ما إذا كانت السيرة الذاتية تستحق القراءة بشكل كامل أم لا، ومن أهم هذه النقاط هي الهدف الوظيفي الخاص بالمرشح، والخبرة العملية، ومعلومات الاتصال الخاصة بهم.

وسنقوم بالتركيز على هذه النقاط لاحقاً، ولكن المهم في هذه الجزئية هو ترتيب وتنظيم السيرة الذاتية، فإذا كنت تواجه صعوبة في إيجاد المعلومات الهامة هذه فعليك الانتقال إلى السيرة الذاتية التالية بشكل سريع.

2- الهدف الوظيفي

يجب أن يكون الهدف الوظيفي الخاص بالمرشح أول جزء في السيرة الذاتية، بعد قسم معلومات الاتصال مباشرة. ويمكنك اعتبار الهدف الوظيفي بمثابة مقدمة للسيرة الذاتية والمرشح؛ لأنه يُعبّر عن خبرة المرشح، والمهارات التي يمتلكها، والخلفية التعليمية، وأهدافه الوظيفية التي يخطط لتحقيقها خلال السنوات القادمة.

ومن خلال قراءة الهدف الوظيفي للمرشح، ستبدأ بفهم القيمة التي يمكن أن يضيفها لشركتك، ومدى اجتهاده للعمل للوصول للأهداف والإنجازات التي يرغب بتحقيقها. ويجب التنويه أن خبرة المرشح، والمهارات التي يمتلكها، والخلفية التعليمية يجب أن تتوافق مع متطلبات الوظيفة الشاغرة التي تمتلكها. ستتمكن من معرفة مدى توافق خبرة المرشح السابقة وخططه وأهدافه المستقبلية مع هدف الوظيفة الشاغرة التي تمتلكها بسهولة من خلال هذا الجزء.

3- الخبرة العملية

إذا وصلت إلى هذا الجزء من السيرة الذاتية فلا بد أنك ترى إمكانية عالية في المرشح، ويشدّك لمتابعة القراءة. عند اطلاعك على جزء الخبرة العملية، لنفترض أنك قرأت أول خبرة عملية، وكانت بين عاميّ 2012-2014، وفي هذه اللحظة ستبدأ بالتفكير ما إذا كنت ترغب في توظيف مرشح منقطع عن العمل لفترة من الزمن أم لا، ولكن عند متابعتك للقراءة، وجدت أن المرشح يمتلك خبرة أُخرى بين عاميّ 2014-2021. ومن المتعارف عليه أن قاعدة الخبرة العملية تقتضي ترتيب الخبرة العملية بتسلسل زمني من الأحدث وحتى الأقدم. وتنطبق هذه القاعدة على الخلفية التعليمية كذلك، والتي سنتحدث عنها بعد قليل.

وإذا كانت السيرة الذاتية التي تقرأها تمتلك ترتيباً صحيحاً للخبرة العملية، فقد حان الوقت لقراءة السيرة الذاتية بشكل أعمق، ومعرفة المهام والمسؤوليات التي تحملها المرشح في الوظائف السابقة. وأول ما عليك البحث عنه هو الوصف الوظيفي الخاص بالمرشح، وطبيعة المهام التي تحملها سابقاً، وما إذا حقق أي إنجاز هام سابقاً.

وقد لا يكفي مسمى وظيفي فقط لمعرفة الوصف الوظيفي بشكل دقيق، مهما بدا مرتباً أو واضحاً. وللأسف، يقترف الكثير من الباحثين عن عمل خطأً متكرراً وهو نسخ الوصف الوظيفي الخاص بأشخاص آخرين ووضعه في سيرهم الذاتية. وبدايةً، كصاحب عمل، ستستطيع معرفة الوصف الوظيفي الخاص بالمرشح من خلال قراءة المسمى الوظيفي فقط. وثانياً، قد لا تهمك المهام العامة التي نفذها المرشح سابقاً. ولتتمكن من معرفة مدى ملاءمة المرشح للوظيفة التي تمتلكها، عليك معرفة الإنجازات التي حققها، ومدى تطوره، والقيمة التي أضافها للشركة السابقة. ابحث عن كلمات مفتاحية تتناسب مع المهارات والمؤهلات التي ترغب أن يمتلكها المرشح.

4- المهارات التقنية والعامة

لنفترض أنك ترغب بتوظيف مصمم جرافيكي، وكتب مرشح ما في جزء الهدف الوظيفي أنه يمتلك خبرة في تصميم منشورات مواقع التواصل الاجتماعية، وملفات «بي دي إف» مرتبة، وعروض تقديمية رائعة. كما ذكر المرشح أنه يرغب في العمل في بيئة حيوية لمساعدته على العمل بشكل إبداعي أكثر لإضافة قيمة للشركة التي يعمل بها.

وفي جزء الخبرة العملية، قرأت أن ذات المرشح عمل في شركات تسويق وإنتاج، ولكن ما زلت لا تعلم في هذه النقطة ما هي المهارات التقنية التي يمتلكها، والوظيفة الشاغرة التي تمتلكها بحاجة لمرشح لديه معرفة جيدة في الفوتوشوب، يجب أن تُذكر مدى كفاءة المرشح في هذه البرامج تحت خانة المهارات التقنية لتتمكن كصاحب عمل من معرفة قدراته بشكل واضح، وما هي القيمة التي يمكن أن يُضيفها المرشح للشركة، خاصةً في حال امتلك مهارات فنية أُخرى غير تلك المطلوبة.

أما الجزء التالي المهم فهو المهارات العامة. يغفل العديد من المرشحين عن إضافة المهارات التقنية لسبب ما، ولكن يُضيف جميعهم تقريباً قائمة طويلة من المهارات العامة، في نفس الترتيب تقريباً؛ ألا وهي مهارات تواصل ممتازة، والعمل ضمن فريق، والعمل بشكل جيد تحت الضغط.

وقد لا يكون ترتيب هذه المهارات كافياً للشك ما إذا كان المرشح يمتلك هذه المهارات أم لا، ولكن عليك الحذر عند الاطلاع على هذا القسم. فإذا قرأت الهدف الوظيفي، والخبرة العملية، والوصف الوظيفي وشعرت أن المرشح لم يمتلك مجالاً لتطوير هذه المهارات التي يدّعي أنه يمتلكها، ففي هذه الحالة عليك الشكّ في ما إذا كان المرشح يمتلك هذه المهارات فعلاً أم لا.

5- التعليم

قد لا يكون المستوى التعليمي بنفس أهمية الخبرة العملية لأصحاب العمل، ولكن في حال كان المرشح خريجاً جديداً، فإن الوظيفة الشاغرة قد تتطلب معرفة محددة لا يمكن الحصول عليها سوى من خلال التعليم. وتنطبق نفس قاعدة ترتيب الخبرة العملية على التعليم أيضاً.

ويتجنب بعض الباحثين عن عمل ذكر المعدل التراكمي أو المعدل العام لأسباب مختلفة، ولكن يمكنك البحث عن الإنجازات الأكاديمية بدلاً من ذلك، والتي تشمل شهادات التقدير، ومراتب الشرف، والجوائز. هذه المعلومات ستعطيك فكرة عن مدى حافزية واجتهاد المرشح، والجهد الذي بذله خلال فترة الجامعة أو التعليم، والحياة بشكل عام، والذي سينعكس على أدائه في العمل.

ومن الأمور التي عليك البحث عنها أيضاً إلى جانب التعليم الأساسي، هي الدورات وفرص التدريب، وورش العمل التي خضع لها المرشح، والتي يمكن أن تعكس مدى اهتمام المرشح في تطوير ذاته كمهني.

المصدر: صحيفة الخليج 




مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية