إليك في هذا السياق مجموعة من النصائح للنجاح في عالم الأعمال والقيادة من وارين بافيت:

1 لا تحاول إنجاز كل شيء بنفسك:

إن شراكة بافيت مع تشارلي مونجر معروفة جداً، إلا أن مونجر ليس الوحيد الذي يعتمد عليه بافيت في عمله؛ إذ أشاد مراراً وتكراراً بمهارات وخبرة المديرين الذين يعملون لديه. وفي رسالته للمستثمرين في عام 1989، قال إن معظم مديري شركاته يحبون عملهم جداً، مشيراً إلى أنه لم يكن ليقدر على إدارة جميع الشركات التي استحوذ عليها، ما لم يكن لديه فريق عمل متمكن. وعلى كل مدير ناجح البحث عن فريق متميز يعتمد عليه لبناء إمبراطورية مثل التي بناها بافيت.

2 العيش بأقل من إمكانياتك:

يشتهر بافيت بالاقتصاد في الإنفاق، لذا من المهم على المديرين الناجحين التعلم منه. ولا يزال بافيت يعيش في نفس المنزل الذي اشتراه في خمسينات القرن الماضي في مقابل 31 ألف دولار، ويقول إنه كان أحد أفضل استثماراته. وسيجد المديرون الذين يمكنهم تجنب إهدار المال أنفسهم في وضع أفضل بكثير من أولئك الذين ينفقون المال مثل الماء. وقال بافيت إن أولئك الذين يشترون أشياء لا يحتاجون إليها سينتهي بهم الأمر إلى بيع الأشياء التي يحتاجون إليها.

3 اعرف متى تتوقف:

كل مدير يرتكب الأخطاء، حتى وارين بافيت؛ حيث ذكر ذات مرة أنه دفع 400 مليون دولار لشركة تدعى «ديكستر شو» في تسعينات القرن الماضي، لكن انتهى الأمر بالشركة إلى الإفلاس بعد أن دفع ما قيمته 400 مليون دولار من أسهم «بيركشاير» مقابل ذلك. وأضاف أنه في حالة غرق القارب، «فمن المرجح أن تكون الطاقة المخصصة لتغيير السفينة أكثر إنتاجية من الطاقة المخصصة لإصلاح التسريبات». وعلى كل مدير أن يعرف متى يستسلم إذا لم تسر الأمور على ما يرام.

4 قل لا لكل شيء تقريباً:

يقول بافيت إن الأشخاص الناجحين يقولون لا لكل شيء تقريباً. وتتعلق نصيحته بصنع القرارات اليومية لأنه يرى أن الوقت أحد أهم الأصول لديه. ومعظم مديري الأعمال الناجحين لديهم الكثير من الطموح ويرغبون في إنجاز الكثير من الأشياء، لذلك قد يكون من المغري أن تقول نعم في معظم الأوقات. ومع ذلك، من المهم أن تقول لا للأشياء غير المهمة لتوفير الوقت للأشياء المهمة. ولن يكون لكل استثمار نفس مستوى العائد، وينطبق الشيء نفسه على الأعمال التجارية أيضاً.

5 لا تتبع الحشد:

إن أحد أقوال بافيت الأكثر شهرة هي: «كن متوجساً عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعاً عندما يكون الآخرون خائفين». ويوضح بافيت، مدى خطورة اتباع الحشد، خاصة عندما ترتفع أسعار الأسهم بشكل كبير. والشيء نفسه ينطبق على الأعمال التجارية، فمن المرجح أن يكون المديرون الذين يشقون طريقاً في مجال عملهم هم من يحددون الاتجاه، وإذا ركزت فقط على القيام بما تفعله بشكل أفضل بدلاً من مجرد القيام بما يفعله الآخرون، فستجد نجاحاً أكبر على المدى الطويل.

6 استثمر في نفسك:

تحدث وارين بافيت، مراراً وتكراراً عن مدى أهمية الاستثمار في نفسك. وعندما كان أصغر سناً، كان يعلم أنه بحاجة إلى تطوير مهارات تحدث جيدة حتى يتمكن من التحدث إلى المستثمرين، لذلك تلقى دروساً ودورات في فنون الخطابة. ولا يزال بافيت يقول لرواد الأعمال الشباب إنه عليهم تطوير مهارات التواصل لديهم بشكل فعال لكي يستطيعوا تحقيق النجاح.

7 لا تستسلم:

عندما اشترى بافيت شركة «بيركشاير هاثاوي»، كانت عبارة عن مصنع للغزل والنسيج بأداء ضعيف، إلا أن بافيت رأى فرصاً سانحة لتطوير هذا العمل. ومن خلال الجهد والمثابرة والتخطيط، استطاع أن ينمي أعمال الشركة لتمتلك الآن مجموعة متنوعة من الشركات تعمل في مجالات الحلويات والسكك الحديدية، والتجزئة، والمفروشات المنزلية، والموسوعات، وتصنيع المكانس الكهربائية، وبيع المجوهرات، وغيرها.

8 ضع خطة لتعاقب الموظفين:

على كل مدير ناجح وضع خطة طويلة الأمد للنجاح، والطريقة الأمثل للقيام بذلك هي التأكد من أن لديك خطة لتعاقب الموظفين والمديرين. وقال بافيت في رسالته للمساهمين في عام 2006، إنه من الضروري أن يكون لديك مديرين أصغر سناً لتولي المناصب المقبلة.

9 افعل ما تحب:

يحب بافيت ما يفعله، وهو ما يظهر جلياً. ولهذا السبب لا يزال بإمكانه النهوض والعمل حتى في الثمانينات والتسعينات من عمره. وهو يقول دائماً إنه عندما يفعل الناس ما يحبون، فلن يعملوا يوماً واحداً. كما يقول أيضاً، إن الأشخاص الذين يعملون في وظيفة يحبونها فإنهم سيقفزون من فراشهم في الصباح للتوجه إلى العمل.

10 العمل أكثر من مجرد المال:

في رسالته إلى المساهمين في عام 1977، قال بافيت إن بعض المستثمرين يتساءلون عن سبب بقائه في مجال المنسوجات، والذي من غير المرجح أن ينتج عوائد على رأس المال مماثلة لتلك الموجودة في الأعمال الأخرى. وأحد الأسباب التي ذكرها لبقائه في هذا المجال، هي حقيقة أن مصانعه في «نيو بيدفورد» و«مانشستر» كانت من بين أكبر أرباب العمل في كل مدينة. وأضاف أن عمالها ونقاباتها كانوا يعملون مع الإدارة لتعزيز قدرة الشركة على البقاء. لذا من المهم أن يتذكر القادة أن العمل أكثر من مجرد المال؛ حيث يتعلق الأمر أيضاً بجعل العالم مكاناً أفضل ودعم العمال طالما يمكن تحقيق أرباح متواضعة على الأقل.

11 كن متواضعاً:

في أواخر تسعينات القرن الماضي، كانت «بيركشاير هاثاواي» غائبة بشكل واضح عن قطاع التكنولوجيا الذي كان يشهد طفرة كبيرة جداً؛ حيث كان التجار والمستثمرون يجمعون ثروة كبيرة بين عشية وضحاها. وعندما بدأ النقاد في تعميم الرأي القائل بأن بافيت تسبب بتفويت فرصة على المساهمين في شركته من جمع ثروة من هذا القطاع، سارع بافيت بالقول إنه لا يستثمر في قطاعات لا يعرف شيئاً عنها واعترف ببساطة أنه لا يفهم شيئاً في نموذج أعمال شركات التكنولوجيا.

في الختام يمكن للمرء أن يتعلم الكثير من خلال مراقبة أعمال وارين بافيت، وعلى وجه الخصوص قدرته على مراجعة الرأي العام.


الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).