يمكننا حتماً اختيار الأصدقاء والأشخاص الذين نخرج معهم يومياً، ولكننا بالتأكيد لا نستطيع اختيار الزملاء الذين نعمل معهم يومياً، أو حتى الفريق الذي سنعمل ضمنه. وأياً كان القطاع أو المجال الذي تعمل فيه، فستضطر حتماً لمواجهة مواقف تجبرك على العمل مع أشخاص يمتلكون شخصيات واهتمامات مختلفة، وذلك هو واقع يتحتم علينا جميعاً التعامل معه.

وفي الواقع، تطرأ تغييرات مستمرة على بيئة العمل، وقد أصبح التنوّع اليوم عنصراً مهماً في الشركات؛ لذا فأنت مضطر للعمل مع أشخاص من أعمار مختلفة ينتمون لجنسيات وثقافات متنوّعة. وتذكر بأنك ستقضي 8 ساعات في اليوم مع هؤلاء الأشخاص، لذا من المهم جداً التواصل بفاعلية معهم؛ كي تتمكن من تحقيق أهدافكم المشتركة، فبناء علاقات ودية معهم سيساعدك على أداء مهامك اليومية بفاعلية أكبر. ولا شك بأنك تتساءل الآن عن كيفية القيام بذلك.

سنقدم لك في ما يلي بعض النصائح لمساعدتك على التواصل بفاعلية مع زملائك في العمل، والتعلّم من جميع التحديات التي تواجهك. تذكر أن كل شخص تقابله في اليوم يعلّمك شيئاً جديداً.

ركّز على أهدافك:

تجاهل الاختلافات بينك وبين زملائك، وركّز على الأمور التي تجمعكم. صحيح أنك قد تعمل مع أشخاص من أقسام أو مستويات مهنية مختلفة، ولكن تذكر أنكم جميعاً تعملون من أجل تحقيق نفس أهداف شركتكم. نحن نميل عادة للتركيز على ما يفصلنا عن الآخرين وليس على ما يجمعنا، فاحرص دوماً على التفكير في الأمور التي تتشاركها مع زملائك، فذلك سيساعدك على بناء علاقة إيجابية معهم، كما أنك لست مضطراً لأن تقع في حب الشخص الذي أمامك، ما يهم هو التوصّل إلى وفاق حول الأهداف المشتركة.

ومن الأفكار الخاطئة الأخرى هي اعتقادنا بأننا نحن الوحيدون الذين نعمل، في حين يهدر غيرنا وقتهم سدىً. وإن كنت تشعر بذلك، يمكنك الذهاب إلى زملائك والاستعلام بطريقة ودية وليست متسلّطة عن المشاريع التي يعملون عليها حالياً.

لا تفهم الآخرين بطريقة خطأ:

نحن نميل لأن نكون شديدي الحساسية عندما يتم انتقاد أدائنا المهني، فأول ما يخطر على بالنا عند مواجهة هذا الموقف هو كره مديرنا أو الآخرين لنا. تذكر بأنه لا يوجد أي مهمة مثالية ولا تخلو من الخطأ في عالم الأعمال؛ لذا حاول اعتبار الانتقادات التي توجه لك على أنها ملاحظات بنّاءة تهدف لتحسين نقاط ضعفك. فمديرك وزملاؤك يودّون مساعدتك لتطوير مهاراتك والعمل بفاعلية أكبر لتحقيق أهدافكم المشتركة في نهاية كل شهر وسنة، والأمر ليس عبارة عن ضغينة أو اتهام.

ويوجد العديد من المواقف الأخرى التي تجعلنا نظن سوءاً بالآخرين منها ضغط العمل، فغالباً ما يؤجل الأشخاص مهمة الرد على رسائلك الإلكترونية عند تعرضهم لضغط عمل كبير، فلا تفترض أنهم يتجاهلونك.

اطلب المساعدة:

تشير دراسة حديثة إلى أن طلب المساعدة يجعلك تبدو أكثر قوة على عكس ما يظنه الناس أنه ضعف. طلب المساعدة تجربة رائعة، ستساعدك على تحدّي الافتراضات السلبية بشأن نفسك وتظهر لك كيفية تفاعل الآخرين مع طلباتك، وكلما فعلت هذا بشكل متكرر أكثر أصبحت أكثر ثقة بقدرتك على التعامل مع القليل من الإحراج أو الشعور بعدم الراحة.

اطرح الأسئلة:

غالباً ما يكون الرفض والإنكار السبب الرئيسي لمعظم المشاكل في العمل، فرفض الموظفين للاعتراف بعدم فهمهم لمهمة ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة. تذكر بأن زملاءك هم أفضل من يمكنهم مساعدتك في تنفيذ مشروع أو برنامج جديد، فاحرص على الاستفادة من أي نصيحة يقدمونها لك، فمن الممكن أن يكونوا قد مرّوا بنفس التجربة التي تمر بها حالياً. فلا بأس إن طلبت المساعدة، فالأشخاص بشكل عام يحبون التحدث عن أنفسهم أو المشاركة في الحوارات المتعلقة بمجال خبرتهم. وإن لم تكن تعرف ما هو مجال اختصاص كل شخص من زملائك، فاسألهم وتعرّف إلى هواياتهم والأمور التي يحبون فعلها. يمكنك اتباع هذا الأسلوب للبدء بحوار مع شخص تتحدث معه لأول مرة، وبعد ذلك يمكنك طلب المساعدة التي تحتاج إليها.

ويعتبر هذا الأسلوب فعّالاً في معظم أماكن العمل، فهو يساعدك على التواصل مع الأشخاص الذين ينتمون لثقافات وجنسيات مختلفة. فمهما كانت الاختلافات كبيرة بينكم، فتذكر بأنكم جميعاً تعملون من أجل تحقيق الأهداف نفسها وتطوير شركتكم.


اجمع آراء مختلفة:

إن العمل في بيئة متنوّعة مفيد للغاية، فهو يساعد على تعزيز الإبداع والابتكار، فالأشخاص الذين يعملون في مجالات مختلفة ويمتلكون خبرات متنوّعة وأولئك الذين اكتسبوا معارف مختلفة قبل أن يصبحوا زملاءك، يُسهمون بفاعلية أكبر في تطوير الشركة، وتزويدها برؤى وأفكار وحلول قيّمة.

تواصل بوضوح وفاعلية:

تجنب تقديم رد فعل سريع فور حدوث مشكلة في العمل، بل حافظ على هدوئك وفكّر جيداً قبل قول أي شيء قد يؤثر سلباً على علاقاتك أو مسيرتك المهنية. انتظر ساعة أو ساعتين أو حتى يوم قبل تقديم أي ملاحظة، فذلك سيمنحك فرصة للتفكير بدقة ووضوح. وفي حال كنت أنت سبب المشكلة أو أسأت لشخص من غير قصد، اذهب واعتذر له واعترف بخطئك.

تصرف بطريقة مهنية:

من المهم جداً التصرف بطريقة مهنية مع زملائك، بغض النظر عن وجهات نظرك وشعورك تجاههم. ذلك يعني التحدث مع كل شخص بطريقة لبقة ومهذبة، والتحدث عبر الهاتف بصوت منخفض، والاستماع بانتباه إلى الآخرين، والتركيز جيداً عند كتابة الرسائل الإلكترونية.


الكاتب

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).